ناشطون عراقيون على تطبيق Club House: جهات مجهولة تهددنا
النشرة الدولية –
الحرة
في الأسبوع الماضي، اشترك مؤيد، وعلي، وأحمد، وهم ناشطون عراقيون، في “غرفة” دردشة على تطبيق Club House الذي بدأ يلاقي رواجا كبيرا بين شباب البلاد وسياسييها، ودارت في الغرفة انتقادات لاذعة لسياسيين عراقيين من توجهات مختلفة، في مشهد تكرر كثيرا مؤخرا.
لكن أحد المتحدثين في الغرفة، بحسب مؤيد العبيدي، الناشط والمتظاهر في تظاهرات محافظة بابل العراقية، بدأ بتوجيه الانتقادات للمرجعية الدينية في العراق بطريقة “مؤدبة” كما يصفها العبيدي، واتجه النقاش إلى دور المرجعية في المشهد السياسي العراقي.
“في نفس اليوم تلقيت تهديدات بالتوقف عن إدارة غرف الحوار السياسي” يقول مؤيد لموقع “الحرة”، لكنه لم يتوقف وقرر أن يفتتح غرفة أخرى في اليوم الثاني، لكنه وجد “مظروفا فيه رصاصة بندقية، ورسالة تطالبني بالحذر. فقد وجدت الظرف فوق صندوق سيارتي فقررت ترك المنزل إلى منزل أحد الأصدقاء للاختباء”.
ويقول أصدقاء مؤيد، علي البركي وأحمد الساعدي، وهما ناشطان من مدينة الناصرية في محافظة ذي قار العراقية إنهما “تلقيا رسائل مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي” تتهمهم بـ”إهانة المرجعية والمقدسات” على الرغم من أنهما لم يشتركا في النقاش المتعلق بدور المرجعية أساسا كما يقولان “لكن كنا ندير الحوار، وأعتقد أن بعضهم حملنا المسؤولية”، يقول الساعدي لموقع “الحرة”.
لكن السلطات القضائية لم تسجل حتى الآن دعاوى تهديد عبر تطبيق Club House بحسب مصدر في مجلس القضاء الأعلى تحدث لموقع “الحرة” بشرط عدم كشف اسمه.
في المقابل أكد المصدر نفسه أنه “توجد الكثير من الدعاوى المتعلقة بتلقي تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنها تأتي عادة من حسابات مجهولة المالك”.
والشيء ذاته بالنسبة للمنظمات المدافعة عن حقوق الصحفيين والناشطين العراقيين، إذ يقول مدير منظمة الدفاع عن حرية الصحافة العراقية مصطفى ناصر إنه “لم تسجل حتى الآن تهديدات للناشطين على التطبيق”.
لكن عدم وجود سجلات للتهديدات أو دعاوى قضائية “قد يعني ببساطة إن الناشطين لم يقوموا بالإبلاغ عنها”، بحسب الناشط، علي البركي، الذي قال لموقع “الحرة” إنه اختار “عدم التحدث بالموضوع للجهات الرسمية لأنه لا توجد فائدة من الإبلاغ”.
وحتى بالنسبة للناشطين الذي اختاروا الخروج من العراق، فإن التهديدات قد تصل إلى “الأهل” كما يقول المعارض والمؤسس في حركة “البيت الوطني” العراقية، حسين محمود، لموقع “الحرة”.
وخرج محمود من بغداد وهو ناشط بارز في تظاهرات العاصمة بعد “تلقيه تهديدات” على خلفية تصريحات له ولقاءات بقادة عراقيين، قال إنه أعرب فيها عن “رفض المتظاهرين لمرشحي الميليشيات”.
ويستخدم حسين حاليا تطبيق Club House بشكل مستمر لانتقاد الجماعات المسلحة والأحزاب السياسية العراقية.
ويقول حسين، وهو أيضا من مؤسسي “اتحاد العمل والحقوق” العراقي إن “مجموعة من جيش المهدي قاموا بمهاجمة منزل أهلي مؤخرا حيث تجمع عدد منهم أمام المنزل وقاموا بترديد هتافات وهددوهم بالتصفية إن لم يتركوا المنطقة”، مضيفا اتهموا أهلي بأنهم راضون عن “عمالتي للخارج” وسيشملهم العقاب.
وبحسب حسين فإنه حصل على “هدنة عشائرية” لكسب وقت يمكن أهله من بيع منزلهم في بغداد والانتقال إلى مكان آخر.
ويقول المدون العراقي، حسين علي، المعروف بـ”حسين تقريبا” لموقع “الحرة” إن “أحد عناصر كتائب حزب الله قام بتهديده في غرفة من غرف الدردشة في التطبيق”، بعد أن أثبت حسين “وبالدليل” وقوف عناصر المجموعة “وراء الاعتداءات على محال بيع المشروبات الروحية في بغداد والتي ازدادت مؤخرا”.
وبحسب حسين فإن عناصر الميليشيات “يحاولون أولا الدخول في حوار “لكن بعد أن “تنال منهم الحجج والأدلة والأرقام يلجأوون لطبيعتهم في التعامل وهي إطلاق التحريض أو التهديد أو تشويه السمعة”.
ويقول المحامي، حسين مؤيد التميمي، لموقع “الحرة” إن “الموقع يمثل خطورة على الناشطين من الناحية القانونية، أيضا إذ يسهل إثبات هوية المتحدث من خلال صوته، واتهامه بتهم مختلفة من ضمنها التحريض أو إهانة السلطات”.
وبسبب “طبيعة التطبيق الصوتية”، يقول حسين، و”حماسة النقاشات” فإن الناشطين “قد يتورطون في نقاشات تفهم خطأ، وقد تمثل التسجيلات من الموقع دليلا ضدهم”.