الذهبية للشهيد هنية
صالح الراشد

النشرة الدولية –

يتأهلون للنهائي ويحصدون ميداليات أولمبياد العار، يقفزون فرحاً يُحملون على الأكتاف، فهم الأبطال الذين صنعوا المجد الزائل صنعوا الفرح اللحظي والمستقبل المتغير ، فتكرمهم المؤسسات والشخصيات ويُستقبلون بأكاليل الغار كالفاتحين، هؤلاء هم الأبطال الذين يُصر الغرب ببطولاته وإعلامه على تقديمهم كمؤثرين في عصرنا الحالي، يضاف إليهم الالاف من المؤثرين سلباً على المجتمعات بالرقص الفاضح والكلام البذيء والطبخ والغناء وأفعال لا تحمل فكر ولا رؤيا.

جميع هؤلاء يزولون ويغادرون دون أثر في بناء الأمم لتكون ميدالياتهم الذهبية والفضية والبرونزيّة مجرد أوسمة بلا قيمة كونها جاءت بفضل قوانين الهزل التي تنتج لنا أبطال لا يصنعون المستقبل، وهناك من يتأهلون للسماء بفعل قوانين الجد بمجاهدة الأعداء تحملهم الملائكة يستقبلهم الأنبياء والرسل، يدخلون الجنة دون حساب ولا خوف عليهم ولا يحزنون، ولا يصيبهم الفزع الأكبر عن النفخ بالصور ولا يضمهم القبر، العديد من هؤلاء لا يعلم بهم أحد وقد حرمت عليهم قوى الظلم أن يُدفنوا في بلادهم، فالموت لم يشفع لهم لتضمّهم أرض فلسطين التي بذلوا أرواحهم لأجلها، وهناك من دفنوا في مقابر جماعية بجوار من لا يحملون إلا وسام الوطنية.

وفي سباقات البحث عن الحرية المنتهية بالشهادة نال إسماعيل هنية الميدالية الذهبية الأعظم التي تجعل ذكراه خالده، كذكرى من سبقوه من رموز الفتح والنضال والشهادة فانضم إلى قافلة عظيمة تضم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وعمر المختار وسليمان الحلبي وأحمد ياسين ويحيى عياش، إنضم لقافلة تضم المئات بل الآلاف ممن وهبوا حياتهم لدين الله ثم أوطانهم فنالوا الجائزة الأكبر، نالوا رضا الله ودعاء الشعوب وتحولوا لإيقونات سيخلدها التاريخ ويدرس حياتهم وجهادهم التلاميذ في قادم الأيام.

نعم، لقد نال الشهيد القائد إسماعيل هنية أعظم ذهبية في العصر الحديث، فتوج بلقب الشهيد الجامع بعد أن صلى عليه صلاة الغائب حوالي مليار مسلم من جميع الطوائف، فصلى عليه أتباع طوائف السنة والشيعة والصوفية والأباضية والأحمدية، كل بطريقته وكل حسب مذهبه لكنهم أجمعوا على الإخلاص له في الدعاء، نال أبو عبد السلام الذهبية في الصبر حين استشهد أبنائه وقال:”الله يسهل عليهم”، نال الذهبية في التواضع والمساواة بين الجميع حتى في الشهادة، نال الذهبية في قراءة كتاب الله وقيام الليل والعمل لساعات طوال لأجل القضية دون كلل أو ملل حتى قابل ربه شهيداً بصاروخ غادر لم يقلل من هيبته بل زاده شرفاً على شرف ورفعةً على رفعة.

آخر الكلام:

لن يكون إسماعيل هنية آخر الشهداء ولا آخر من يتوشح بالذهب ويرتدي كما ذكر الله في كتابه الحرير وأُساور الذهب والفضة واللُّؤلُؤِ، ليصدق فيه كلام الله عز وجل :” فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، ليكسب البيعة أبو العبد بمحبة الدنيا وأمان وجنان الآخرة

زر الذهاب إلى الأعلى