بلينكن مخدر صهيوأمريكي .. والأمة لن تستفيق إلا بالمقاومة
صالح الراشد
النشرة الدولية –
أكثر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن التنقل بين الدول ليظن البعض أنه إنسان يملك قلب إنساني، ويبحث عن حلول لشعب فلسطيني في غزة يعيش تحت قصف الصواريخ الأمريكية التي يطلقها الصهاينة منذ أكثر هم عشرة شهور، والتي قتلت ما يزيد عن أربعين ألف فلسطيني غالبيتهم العُظمى من الأطفال والنساء دون أن تتحرك الإنسانية في السياسة الأمريكية التي لديها مقاييس عنصرية لتحديد الظالم والمظلوم، ويدور بلنكين في المنطقة كالمكوك مظهراً أنه يبحث عن حلول لإنهاء العدوان ورغم ذلك لم تتقدم المفاوضات لوقف العدوان ولم تتراجع حِدته، مما يُشير إلى أن جولات بلينكن بلا داعي وأنها مجرد وسيلة لزيادة المساحة الزمنية أمام القوات الصهيونية لارتكاب المزيد من الجرائم واحتلال المزيد من أراض غزة بذريعة توفير الحماية للكيان.
والغريب أن المسؤولين العرب كانوا يبادرون لاستقبال بلينكن والاستماع لكذباته المتتالية التي لا يصدقها أي طفل في المنطقة، ليجدوا بعد عدة جلسات أن اللقاء معه مجرد مضيعة للوقت واستماع لكذب أمريكي لن يتوقف إلا بقرار من تل الربيع المحتلة، والتي لا تبحث عن حل في ظل عصابة متطرفة تقودهم صوب الحرب الشاملة التي تُقرع طبولها صُبح مساء، وهذه الحرب هي طموح المتطرفين في الكيان الصهيوني والغرب كونها تمكنهم من شن حرب على جميع القوى المناوئة لهم مستغلين إنشغال روسيا في المستنقع الأوكراني، وبالتالي فرض الهيمنة الصهيوأمريكية المُطلقة على المنطقة ليخضع الشرق الأوسط لمرحلة الاستعمار مع تغير صورته فقط.
واكتشف الكثيرون في وقت متأخر ان بلينكن وجولاته ليس إلا مجرد مخدر من نوع قوي وربما منوم، فيخدع الدول العربية بكلام سرعان ما يتراجع عنه عند مقابلته أول صهيوني ليظهر أنه بوجهين وأنه تلميذ نجيب في هوليوود، وأن دوره يرتكز على ضمان عدم استفاقة أحد إلا بعد أن يُقرع جرس الكارثة والتي ستصيب جميع الدول، وحينها ستبحث كل دولة في المنطقة عن مصالحها وتتجه “حسب اعتقاد بلينكن وعصابة الكيان” صوب الصهاينة لاقامة تحالفات عسكرية اقتصادية مقابل منح المتطرفين الصهاينة الحق في فعل ما يُريدون في فلسطين المحتلة، بما في ذلك عمليات التهجير القصري وإفراغ فلسطين من أهلها وصناعة شرق أوسط جديد على طريقة أمريكا والهنود الحمر.
ويبدو أن واشنطن الغارقة حتى أذنيها في الجرائم الصهيونية هي من ستحاسب في النهاية على فاتورة هذه الجرائم في ظل دعم المرشحين للرئاسة الأمريكية بايدن وترامب للنظرية الصهيونية ووجوب توسع كيانهم حسب ترامب، وأن نقطة البداية ظهرت بتراجع بعض القيادات العربية عن مقابلة الطاووس الأمريكي بلينكن في رحلته الأخيرة كما أن حضوره لم يعد بذات القيمة كون مقابلاته فارغة المضمون ولا تحمل حلول حقيقية، وهذا أمر جديد يحصل للسياسة الأمريكية حيث يعتقد الرئيس بايدن أنه لو أرسل أي شخص للمنطقة فيجب على الجميع استقباله والخضوع لطالباته عدا الكيان الذي يضع الخطط لبايدن وبلينكن ونجح في تحويلهما إلا دميتين بشعتين الفعل والشكل مكروهتين عربياً وعالمياً.
لقد كشفت غزة بصمودها والكيان الصهيوني بوحشيته الوجه الحقيقي لدول العالم بعد إزالة جميع المساحيق، لتظهر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بمظهرهم الحقيقي الإجرامي البشع، والعرب برعبهم وتخوفهم من المستقبل رغم أنهم قادرون على صياغته بالطريقة التي تناسب طموحهم في ظل التجاذبات العالمية وتراجع القيمة الصهيونية في عديد دول العالم، كما ظهر في العلن وجود دول لا تؤمن بالنظريات الصهيونية وتعتبر وجودهم عار على البشرية ووقفت مع فلسطين ومنها جنوب أفريقيا ودول أمريكا الجنوبية وعديد الدول الأوروبية.
لقد أصبح مستقبل المنطقة مجهول في ظل وجود نظام إرهابي متطرف يقود الكيان، وضياع أمريكي شامل كون العدوان يتزامن مع الانتخابات الأمريكية والتي تحول المرشحين لعبدين عند الصهيونية بغية حصولهما على الدعم، وعند هؤلاء فإن مستقبل المنطقة يقوم على حماية وأمن الكيان فقط ولا يوجد أهمية لأحد خارج حسبة الكيانين الأمريكي والصهيوني، وفي الإطار لا تزال المقاومة تفرض وجودها لتكون آخر معاقل الحرية لإسقاط النظريات الغربية الصهيونية.
آخر الكلام:
هل يفعلها العرب ويقولون لبلينكن والسياسة الأمريكية المتحيزة ، ” لا مرحباً بكم، فقد أصابنا الدوار من حجم وتغيرات أكاذيبكم”.؟