حل الدولتين .. المستحيل الرابع ..
صالح الراشد

النشرة الدولية –

يُنظرون ويطالبون وقد يعتقدون أن نهاية القضية الفلسطينية قد اقتربت وان حل الدولتين سيتحقق، فيسارعون للإعلام ويطرقون جميع الأبواب للترويج لحل غير ممكن بل مستحيل ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع في ظل سيطرة مجموعة عنصرية إرهابية على القرار الصهيوني، ورضوخ مُهين للسلطة الفلسطينية التي إن قررت مواجهة الصهاينة ستكون وحيدة في حرب غير متكافئة، فبدون الجيوش العربية والإسلامية فإن تحرير فلسطين مستحيل، لذا كثُر الحديث عن حل الدولتين مع اختلاف على الحدود ونزع السلاح الفلسطيني، في وقت يُجمع الغرب على تحويل الكيان الصهيوني إلى ترسانة أسلحة، لنجد أن الحل المطروح من المستحيلات كالعنقاء والغولة والخل الوفي.

ونستغرب إصرار الكثيرين على المطالبة بتطبيق حل الدولتين رغم استحالته إلا إذا تحول أبناء فلسطين إلى خدم وحقول تجارب للصهاينة، وهذا أمر غير وارد في ظل الأنفة والعزة الفلسطينية التي شهدناها في طوفان الأقصى ومواجهات الفدائيين مع الصهاينة في الضفة، ورغم كل ذلك يبحث الكثيرون عن الحلم الكابوس، رغم أن السيادة الفلسطينية ستكون منقوصة في ظل انتشار المستعمرات في الضفة وعلى أراضي جدار قطاع غزة، ومنع دولة فلسطين من بناء جيشها لتكون دولة بلا أسوار مسموح فيها للقوات الصهيونية بعمل كل شيء، وهذا انتقاص واضح للدولة الفلسطينية المقترحة في الضفة وغزة.

وبعد العدوان الصهيوني على غزة وارتكابه لأبشع مجازر التاريخ مما أدى إلى تغيير صورة الفكر العالمي واعتبار الكيان الصهيوني دولة إرهابية مارقة، هل بقي أحد يعتقد أن الكيان الصهيوني الإرهابي قادر على منح الآخرين السلام؟، وهو الذي يتسلح بأعتى إرهابيي العالم وقام بوضعهم في مناصب المسؤولية وصُناع لقراريه السياسي والعسكري، فهل هذه العصابة المارقة تبحث عن السلام والتعايش مع دول الجوار؟، وهل هذه المافيا التي يرفع رئيس وزرائها صورة لحدود حلمه بضم أربع دول لتكون تحت إمرته تمنح الأمن للآخرين؟، إن حل الدولتين يحتاج لإتمامه لقيادات نظيفة اليد من القتل والتدمير وهذا النوع لا يوجد في الكيان الصهيوني، ومن اعتاد القتل سيكون رافضاً للتوقف عن عادته رافضاً للسلام حتى لو قتل من يحكمهم من أبناء ملته.

إن حل الدولتين الوحيد الممكن في المرحلة الحالية يقوم على العودة لقرارات الأمم المتحدة التي توجب عودة الصهاينة لحدود السابع من حزيران، وتفكيك المستعمرات المنتشرة في أراضي فلسطين وسيطرة الفلسطينيون على حدودهم مع الأردن ومصر، وهذا أمر يرفضه المتشددون من الصهاينة مما يجعل أي حل مطروح منقوص ولا يمنح الفلسطينين حقوقهم التي حددتها الأمم المتحدة، ويبحث الصهاينة عن تصنيع دولة فلسطينية هلامية يسيطرون وقواتهم على حدودها ومنع القيادة الفلسطينية من ممارسة دورها في قيادة الشعب بممارستهم الاقتحامات اليومية، لذا فإن أي حل قادم من الغرب سيكون لحماية الكيان والسماح له بالتمدد اقتصادياً وتطبيعياً، فيما يظل الشعب الفلسطيني يعاني من إحتلال متعدد الأذرع وضياع لحقوقه التي كفلتها القوانين الدولية.

آخر الكلام:

لقد استطاعت المقاومة بصمودها من إسقاط الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس الفرنسي  ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا سوناك وفي الطريق لإسقاط نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، كما اعترفت عديد الدول الحليفة للكيان بدولة فلسطين، لتثبت المقاومة أنها هي الحل الأمثل لنيل الحقوق الفلسطينية وتحطيم الأسطورة الصهيونية، وما قامت به المقاومة في غزة منذ طوفان الأقصى أثبت للعالم أجمع أهمية منح الفلسطينين دولتهم المستقلة لضمان استقرار العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى