بانتظار الرد الإيراني .. “الأسوار” لا تحمي المُخترقين
صالح الراشد

النشرة الدولية –

يعتبر سور الصين العظيم أكبر حماية صنعها الإنسان للذود عن البلاد، وظن حكام الصين ان هذا السور سيحميهم من الاعداء الذين سيُنهزمون شر هزيمة، وعبر التاريخ تم مهاجمة الصين ثلاث مرات واستطاع المهاجمون من تجاوز السور الأضخم ليس بتدميره أو بالقفز فوقه بل بتقديم الرشوة لحُراس السور، ويبدو ان هذه الأسوار أخذت مظاهر جديدة في العصر الحديث حيث شيدت إيران سور ضخم من الملالي لحماية النظام، وليس الدولة التي تم اختراقها عديد المرات وقُتل فيها عدد كبير من الإيرانيين المستهدفين ومن زوار الدولة ، وينسحب الحال على الكيان الصهيوني الذي شيد أسوار متعددة لعله ينال الحياة لأكثر من ثمانين عام، فشيدوا الجدار العازل ونادوا بيهودية الدولة كجدران تحجب الآخرين وتمنعهم من تجاوز الحدود.

وكما حدث في الصين أصيبت إيران والكيان بالعدوى، حيث تخلى النظامين عن الاهتمام بالإنسان مع التركيز على التسليح العسكري ليشعر النظامان أنهما منبوذان، واستغل كل منهما مخدر خاص للتلاعب بعواطف الشعوب، فإيران تدثرت بالمذهب الشيعي وأنها الحامية له فاحتلت أربع دول غنية لتتحول إلى دول فقيرة لتتشابه مع حال المواطن الإيراني، فيما الملالي ينعمون بالخيرات، وفي الكيان يمر الصهاينة بأوقات صعبة كون الرعب يطاردهم من جميع الاتجاهات لتلجأ الحكومات إلى أفيون الهولوكوست والأرض الموعودة لزيادة فترة التخدير لمجموعات يخوضون حروب لا يدرك معناها إلا صُناع السياسة التي تناسب صانعيها.

لقد ثبت أن الأسوار الحاجبة لا تحمي الدول، والأفيون مهما كان نوعه سيتسبب في غيبوبة مؤقتة للشعوب والتي تصحوا لتجد أنها محكومة من قبل باحثين عن المال يعملون بكد على صناعة الحواجز الداخلية فيما تنهار حواجزهم الخارجية، لذا تركز على الخطاب الداخي العظيم فيما الفعل الخارجي كالذر، لنجد أن إيران تلقت عديد الصفعات من الكيان ورغم كل ذلك تصور نفسها منتصرة بفضل الحروب الإعلامية، وعلى أرض الواقع لم تقتل إيران صهيوني واحد مقابل قيام الكيان باغتيال القائد الفلسطيني إسماعيل هنية في إيران والعلماء في المجال النووي مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن، كما اغتالت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بواسطة ريبوت آلي وبطريقة سينمائية، وقصف الصهاينة القنصلية الإيرانية في سوريا وقتلوا قائد فيلق القدس في سورية ولبنان محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، ورئيس هيئة الأركان العامة لفيلق القدس في سورية ولبنان حسين أمان اللهي، ولا يجب أن نتجاهل مقتل رئيس إيران إبراهيم رئيسي.

لقد دفع النظام الإيراني غالياً ثمناً لتجويع الشعب الإيراني واستخدام نظام الحشو المعلوماتي في فكرهم ليصبح مجتمع النقل بل عقل والتكفير بلا تفكير ليدمروا الدول العربية التي دخلوها فيما صراعهم مع الصهاينة يقوم على نظام الحروب بالوكالة لتضمن تدمير الدول التي تحتلها حتى تبقى تبحث عن الأمل في طهران التي تمنحهم قطرات الماء عند الموت، فيما ظهر بشكل لافت ان النظام الإيراني مخترق بشكل فاضح وظهر الأمر بحالتي اغتيال إسماعيل هنية و محسن فخري زاده، فكيف مر الصاروخ في ايران دون أن ترصده الرادارات وكيف علم الصهاينة مكان إقامة هنية؟، لنشعر ان عملية الاغتيال مدبرة وقد يكون ثمنها رفع الحظر عن إيران والعودة لمفاوضات البرنامج النووي، ليكون هنية قربان قدمته إيران للكيان حتى تتجاوز عزلتها.

آخر الكلام:

أكثر من عشرة أيام على اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران ولم تقم إيران بالرد عسكرياً على الصهاينة، فهل تنتظر طهران اكتمال القوات الأمريكية في المنطقة للدفاع عن الكيان، ثم تقوم بالرد الذي لن يجرح صهيوني فيما نُشاهد ألعاب نارية كبيرة تكون هي الرد الإعلامي للأتباع وكسب رضا واشنطن

زر الذهاب إلى الأعلى