وزير خارجية الهند: علاقة الكويت ونيودلهي متجذرة وراسخة

النشرة الدولية –

النهار الكويتية – سميرة فريمش –

أوضح وزير الخارجية الهندي الدكتور أس. سوبرامانيام جايشانكر ان علاقة بلاده مع الكويت علاقة طويلة ومريحة ومتجذرة وهناك جالية هندية تعمل في الكويت، كما أن هناك تقديرا لبعضنا البعض. واضاف في مؤتمر صحافي على هامش زيارته للكويت: إن مليون مواطن هندي مقيمون في الكويت ويرسلون تحويلات مالية بقيمة مليار دولار، كما ان الكويت هي سادس اكبر شريك لنا في مجال الطاقة، وبلغت التجارة الثنائية منذ فترة طويلة بين 10-15 مليار دولار.
وفي رده على سؤال يتعلق بالشراكة الهندية- الكويتية في المجال التجاري اجاب : مستويات التجارة ثابتة بما يبلغ 10-15 مليار دولار سنوياً، حيث كان قطاع الطاقة والأغذية هو الدعامة الأساسية لها، وفي السنوات الأخيرة، شهدنا بدايات التنويع. لقد دخل المزيد من المنتجات الهندية إلى سوق الكويت، بما في ذلك المركبات والآلات الكهربائية ومعدات الاتصالات.
وزاد: انني على دراية باهتمام الكويت بالتوصل إلى تفاهم بشأن الأمن الغذائي معنا، وهناك بعض المشكلات المحددة المتعلقة برسوم مكافحة الإغراق، وهناك مجال لتوسيع التعاون في مجال الأدوية والمعدات الطبية، ويمكننا أيضاً استكشاف عملية التسويات التجارية بالعملات المحلية. وتعليقا على سؤال حول العلاقات الثنائية في مجال الطاقة اجاب : الهند بالتأكيد واحدة من شركاء الكويت الرئيسيين في مجال الطاقة، وخاصة في النفط والغاز، وتشير الدراسات التي أجرتها وكالة الطاقة الدولية إلى أن الهند ستكون واحدة من المحركات الرئيسة للطلب الجديد في هذا المجال لأن الكثير من نمونا لا يزال أمامنا.
وحول الفرص الجيدة للاستثمارات الكويتية في الهند التي تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم بناتج محلي إجمالي يبلغ 3.5 تريليونات دولار وستصبح ثالث أكبر اقتصاد قريباً. قال: الهند اليوم الأسرع نمواً في العالم. ومن المتوقع أن يستمر معدل النمو هذا بقدر يتراوح بين 7 و8% خلال العقود القادمة. وهناك ثقة في أننا سنكون ثالث أكبر اقتصاد عالمي بحلول نهاية العقد.
إن الفرص الاستثمارية في الهند هائلة حيث تتواجد وتيرة غير عادية لبناء البنية التحتية، وسواء تحدثنا عن الطرق السريعة أو السكك الحديدية أو المطارات أو الشبكات. وخلال العقد الماضي، تم بناء 75 مطاراً جديداً و15 مترو جديداً وكل يوم، يتم بناء ما يقرب من 30 كيلومتراً من الطرق السريعة و12 كيلومتراً من مسارات السكك الحديدية، وقد تضاعف عدد مؤسسات التعليم والمهارات منذ عام 2014.
وهناك طفرة في الابتكار والشركات الناشئة في العقد الماضي تعد سمة من سمات أخرى للتغيير.
وعما يخص الثقافة الهندية، مثل فن الطهي والموسيقى والأفلام، والتي اكتسبت شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم وخاصة في الكويت، قال: لقد واكبت جاذبية القوة الناعمة للهند قدراتها المتنامية، وخاصة في العقد الماضي. في الكويت والخليج، ربما يكون المثال الأكثر وضوحًا هو الأفلام الهندية.
وهناك، الشعبية المتزايدة لليوغا ولدينا الآن 43 موقعًا مدرجًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو. وفي كل موقع، يتم بناء مرافق جديدة. وبالنسبة للسياح من مجتمع لدينا تاريخ طويل معه، فهذه فرصة تنتظر الاستكشاف.
وحول رؤيته لدور الجالية الهندية الكبيرة في جميع أنحاء العالم والكويت ليست استثناء، قال: ان الجالية الهندية تعمل كجسر حي بيننا وبين بقية الشعوب، فهي تساعد في بناء التفاهم البديهي وتعمل على تسهيل العديد من تعاملاتنا، وأنني على يقين من أن السلطات الكويتية سوف تقدر إمكاناتهم الكاملة وتوفر لها المزيد من التشجيع والتسهيلات. ففي نهاية المطاف، يعني وجود جالية تضم مليون شخص وجود مليون سفير بين بلدينا.
وفيما يخص رؤية بلاده لمنطقة الخليج العربي وعلاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي قال: نرى مجلس التعاون الخليجي باعتباره شريكاً رئيساً للهند، فمنطقة الخليج قريبة جداً وذات مصالح اقتصادية وسياسية كبرى. وندرك أن منطقة مجلس التعاون الخليجي تمثل سدس إجمالي تجارة الهند وثلث إجمالي جالياتها. حيث يتم استيراد 30% من احتياجاتنا النفطية و70% من احتياجاتنا الغازية من دول مجلس التعاون الخليجي. وفي عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أعطت الهند أولوية خاصة لتنمية العلاقات الوثيقة مع دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك فهي تسعى لاشراك دول مجلس التعاون الخليجي بتكثف تعاوننا في مجال الطاقة، ونشهد أيضاً اهتماماً أكبر من دول مجلس التعاون الخليجي بالاستثمار في الهند، ونحن على ثقة من أن الكويت من بين الدول الراغبة في تعميق الروابط الاقتصادية.
وفيما يخص الوضع المستمر في فلسطين، وخاصة في غزة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 وما إذا كانت الهند قادرة على لعب دور في هذا المجال قال: فيما يتعلق بفلسطين، الهند تدعم فكرة حل الدولتين. ونحن نشعر بأنه في الصراع الحالي في غزة، ينبغي أن يكون هناك اهتمام مناسب بالضحايا المدنيين ومراعاة القانون الإنساني الدولي. لقد قدمنا المساعدات الإنسانية من خلال الأونروا وسنستمر في ذلك. كما ان لدينا بعض مشاريع التنمية البارزة في الضفة الغربية، وفيما يتعلق بأوكرانيا، تعتقد الهند أن هذا ليس عصر الحرب وأن الخلافات ينبغي تسويتها من خلال الحوار والدبلوماسية. وبصفتنا دولة تقف بحزم إلى جانب السلام، فإننا على استعداد دائم للمساهمة في أي جهود في الاتجاه الصحيح.
وعن نشاط الهند في الأمم المتحدة والمحافل متعددة الأطراف. ودورها كقوة رئيسة، اجاب: الهند هي الدولة الأكثر سكاناً اليوم، والخامسة من حيث حجم الاقتصاد، ومن خلال وجودنا في مجلس الأمن وخارجه، سعينا إلى تشكيل تطور النظام العالمي في اتجاه المزيد من التعددية القطبية والديموقراطية. وفي أوقات الأزمات، وقد رأى شعب الكويت ذلك عندما أرسلنا الى الكويت فريقاً طبياً في جائحة كوفيد. كما قدرت البحرية الدولية ذلك عندما قمنا بنشر البحرية في بحر العرب لتأمينها. وتستفيد العديد من عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من مشاركة الهند. فقد قمنا بقيادة مبادرات مهمة مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية، والتحالف من أجل البنية التحتية المقاومة للكوارث، والتحالف العالمي للوقود الحيوي.
وعن حفاظ بلاده على علاقات وثيقة مع القوى العالمية، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا، قال : إن الهند تتبنى سياسة خارجية متعددة الاتجاهات تهدف إلى تعزيز استقلالها وحرية الاختيار والسعي إلى تحقيق المصالح الوطنية على نحو مستمر. وفي عالم مستقطب، ليس من السهل دائما تنفيذ هذه السياسة. وقد كنا شفافين للغاية ومباشرين مع شركائنا الرئيسيين. وكانت الرسالة هي أننا نسعى إلى إقامة علاقات على قدم المساواة السيادية والاحترام المتبادل والمصالح المتقاربة. وفي عالم متعدد الأقطاب، تدرك البلدان تدريجيا أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتوسيع نطاق العلاقات. وعندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، فإن لدينا معيارين هما المصلحة الوطنية والصالح العالمي. وهما في الغالب يعززان بعضهما البعض. وبالتالي فإن مساعينا تتلخص في اتخاذ موقف يخدم هذه الأهداف على النحو الأمثل. وهذا يتطلب الكثير من التفكير والنظرة البعيدة المدى. وفي نهاية المطاف، أعتقد أن هذا يخدم الهند والعالم على شكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى