هل الخلاص من المقاومة مطلب رفاق أوسلو؟
صالح الراشد

النشرة الدولية –

صَمَتَ العالم على ما يجري في غزة وتواصل الدعم الغربي الإجرامي لمساندة الكيان في قتل الأبرياء بطريقة جنونية، إضافة للمواقف العربية المتخاذلة والتي مهدت الطريق للصهاينة للقتل دون حساب، وتراجعت قيمة القانون الدولي بعد أن ظهر للعالم بأنه سلاح هجومي تستخدمه الدول الكبرى لاحتلال بقية دول العالم بطرق مختلفة، لنجد أن المحكمة الجنائية تعمل على طريقة السلحفاء التي تحمل الجبال على ظهرها، مما يشير إلى أن الأمم المتحدة وأذرعها متكاملة شريك كامل الشراكة في حرب الإبادة التي ينفذها الصهاينة بحق السكان الأصليين في فلسطين، في محاولة لفرض واقع عالمي جديد يقوم على التهجير الكامل للفلسطينيين من وطنهم ولا يهم صوب أي دولة كانت.

ودمر طوفان الأقصى السلاح الصهيوني الأقوى المتمثل بالردع مما فتح الطريق أمام عمليات متزايدة ضد الكيان الغاصب، لتحاول القوات الصهيونية استعادة جزء من هيبتها بقتل كل ما يتحرك على الأراضي الفلسطينية على مرأى من العالم المتخاذل المهزوم من داخله، لترسل رسالة للبشرية بأنها عصابات دموية لن تتوقف حتى ترتوي وتبني هيبة جديدة وسلاح ردع جديد يطلقون عليه “أكوام الجثث المتفحمة” وهو أسوء من سياسة الأرض المحروقة، كونه يقوم على امتهان إنسانية الإنسان والتعامل معه على أنه لا شيء.

لتنطلق الأيادي الصهيونية القذرة من جنوب فلسطين في غزة إلى شمال الضفة تقصف مدن جنين وطولكرم فيما قادة عصابات الكيان يطالبون بمجازر في هذه المدن شبيهة بمجازر غزة، والغاية من هذا الإجرام هو تهجير الفلسطينين من أرضهم للإعلان عن الدولة اليهودية التي يحاولون بنائها، لنجد ارتفاع كبير في أعداد الشهداء من جميع فصائل المقاومة وهو ما يؤكد وحدة المقاومة الفلسطينية في المواجهة الأشرس والأخطر كون نهايتها ستكون إما وطن أو تغريبة فلسطينية جديدة، وهذا أمر ترفضه جميع الفصائل العسكرية فيما السياسية تتعثر في كل اجتماع وتسير ببطء شديد لا يتوائم مع إجماع السلام الفلسطيني.

والغريب في القضية الفلسطينية أن التبعية السياسية لا زالت تعتمد على القوى الإقليمية والدولية لوقف المجازر الصهيونية، لنجد أن هذه السياسات الحمقاء لا تُنتج إلا المزيد من القتل والتصلب الصهيوني، وكان الأمل معقوداً بمصالحة فلسطينية تعزز من قدرات الشعب العظيم لمن دون طائل حيث توضع العراقيل كلما تم الاقتراب من اتفاق، ليصبح ظاهراً للعيان من يرفض المصالحة ويقاتل بشراسة للإبقاء على الشرخ الفلسطيني، فيما أبناء الخنادق يتحدون في مواجهة الموت من شهداء الأقصى الجناح العسكري المُسلح لحركة فتح وعز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، و كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب الشهيد جهاد جبريل الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب الأنصار التابعة لحركة الأحرار الفلسطينية وكتائب المجاهدين الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينيين المنشقة عن حركة فتح.

ليمتاز رفاق البنادق والخنادق بنضجهم الوطني عن محاوري الفنادق، لا سيما ان رجال الفنادق جلبوا التنسيق الأمني والارتماء الكُلي في الحضن الصهيوني، ووضعوا العراقيل المتتالية أمام المصالحة الفلسطينية، وهذه أمور قامت بها السلطة الفلسطينية في العلن وعلى مرآى من العالم لتشعر الشعوب بخذلانها لأبناء فلسطين حيث لم تتحرك قواتها لحماية فلسطيني واحد، ويزداد الضغط على المقاتلين في ظل تزايد ضغط المتشددين الصهاينة والمستوطنين على الحكومة الصهيونية المهترئة بزيادة حدة القتل في الفلسطينيين، وبالذات ثنائي الإجرام سموتريتش وبن غفير اللذين يطالبان القوات الصهيونية بالاستيلاء على شمال الضفة الغربية التي تعتبر حاضنة المقاومة بعد غزة، مما يُنذر بحرب طويلة الأمد.

آخر الكلام:
لقد صنع قادة الكيان الصهيونية صورة ضبابية أثارت عديد التساؤلات عن طبيعة ما يجري في الضفة، فهل هو تجريد للسلطة من كامل واجباتها أو اتفاق بينهما على إنهاء المقاومة في فلسطين من غزة لطولكرم وجنين ثم نابلس، فهل ما يجري عمل مشترك وهل تقوم القوات الصهيونية بدور ذراع للسلطة الفلسطينية أو العكس.؟

زر الذهاب إلى الأعلى