حرب غزة.. ودخول الكابنيت إلى الضفة الغربية: إسرائيل تخطط لغزو الجنوب اللبنانى
حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

عبر شريط فيديو، نشرت كتائب القسام شعارات تبدو فى قيمتها السياسية والإعلامية خطة لمسار يرد على المواقف الأمنية التى أعلنتها حكومة الكابنيت العسكرية، التى يقودها السفاح نتنياهو، وأقطاب التطرف فى الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، «القسام» قالت إنها اعتمدت ثلاث لغات فى خطتها- رسالتها الموجهة فى الأساس نحو الداخل الإسرائيلى، الأحزاب، نقابة العمال «الهستدروت»، والكنيست، كما هى رسالة خفية للمجتمع الدولى، وبالذات للإدارة الأمريكية وكل من يؤيد بقاء السفاح نتنياهو واليمين المتطرف، الذى يريد للحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل أن تستمر، ويمنع إيقاف الحرب، أو استدامة مساعى الدول التى تقود المفاوضات، وهى التى  عملت سياسيًا وأمنيًا، دبلوماسيًا وفق آخر مبادرة للرئيس الأمريكى بايدن، والتى شاركت بكل جوالاتها بين الدوحة والقاهرة، ضمن مبادرة الرؤساء الوسطاء: الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، ورئيس دولة قطر الأمير تميم بن حمد آل الشيخ، وهى المساعى التى أقرت الإدارة الأمريكية و«البنتاجون» أن السفاح نتنياهو هو من أحبطها بالأكاذيب والتعنت الإسرائيلى المعهود، لمآرب شخصية، سياسية دعمها اليمين التوراتى المتطرف، ضمن ائتلاف الحكومة الإسرائيلية، كل ذلك تم خلال توتر الأجواء واستمرار جيش الاحتلال فى حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، واقتحام الضفة الغربية والقدس، ومخيمات الداخل الفلسطينى.

 

* ثلاث لغات.. وتنبيه أخير.

ما نشرته كتائب القسام، واضح، محدد، ويمكن أن يكون، وفق معطيات الميدان فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تنبيهات أخيرة، وهى، بحسب المصدر:

*1.:

صفقة تبادل.. حرية وحياة עסקת שבויים.. חירות וחיים

Exchange Deal.. Freedom & Life

*2.:

ضغط عسكرى.. موت وفشل לחץ צבאי… מוות וכישלון

Military Pressure.. Death & Failure

*. 3:

الوقت_ينفد

#הזמן_אוזל

*4.:

حكومتكم_تكذب #ממשלתים_שקרנית

*كل الساعات فيها الحدث التالى!

واشنطن، تل أبيب، القاهرة، عمان، الدوحة، بيروت.. وعواصم القرار فى المجتمع الدولى والمنطقة تتابع تلك الأحداث العسكرية والسياسية والأمنية، التى احتلت، طبيعة الساعات المقبلة التى تحمل تحديات وتحولات متباينة، تستند إلى معطيات سياسية وأمنية، تتقاطع مع الحدث العسكرى من عمليات جيش الكابنيت الصهيونى، وقدرات المقاومة من حماس والفصائل الفلسطينية، فى غزة والضفة الغربية، عدا عن محور المقاومة على كل الجبهات، وما يحرك المجتمع الدولى، بالذات دول المنطقة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى عدة مسارات لا اتفاق بينها، منها:

 

*أولًا: بايدن: الاتفاق كان قريبًا جدًا!

.. كل شىء ممكن، كل شىء مستحيل، وليس مستغربًا أن الرئيس الأمريكى بايدن يتهم نتنياهو بتعطيل الصفقة (..)، إلى حد أن نص بايدن أن «السفاح» لا يبذل جهدًا كافيًا.

.. وفى التفاصيل، التى رسمت غيمة صيف عابرة، قال الرئيس بايدن إن التوصل إلى اتفاق نهائى بشأن تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، «كان قريبًا جدًا»، غير أنه أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو: «لا يبذل جهدًا كافيًا» من أجل التوصل إلى ذلك.

ولدى سؤاله بخصوص ما إذا كان يعتزم تقديم مُقترح نهائى للصفقة هذا الأسبوع، قال: «نحن قريبون جدًا من ذلك». وأضاف ردًا على سؤال عما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق، أن «ينبوع الأمل لا ينضب».

البيت الأبيض أعلن أن بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة للانتخابات الرئاسية، سيحضران مع فريق التفاوض الأمريكى اجتماعات لمناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الرهائن والمحتجزين المتبقين، عند حركة حماس، برغم ما يتردد عن فشل مفاوضات تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر، منذ أشهر، للتوصل إلى صفقة،   للتوصل إلى اتفاق، بعد مرور نحو 11 شهرًا على بدء العدوان على غزة، والفشل فى تحقيق أهدافه المعلنة، التى تحولت إلى حرب إبادة جماعية، استدعت محور المقاومة فى حالة من التصعيد العسكرى والأمنى، بات يشل المنطقة فى ظل أزمات إنسانية واقتصادية وأمنية.

 

*ثانيًا: معضلة السفاح نتنياهو الكذب والتطرف!.

 

السفاح نتنياهو يهاجم  العالم ومعارضيه، خلال جلسة حكومته الإثنين، ناقش الإضراب العام الذى عمّ مختلف المناطق والقطاعات، للمطالبة بعقد اتفاق مع حركة حماس، والذى جاء بعد استعادة جثث 6 من الأسرى الإسرائيليين فى القطاع، الأحد.

واعتبر نتنياهو أن الإضراب «يعزز مصالح حماس». وحاول الدفاع عن قراره بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، قائلًا إن الصفقة المقترحة لتبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ستمنع القوات الإسرائيلية من «العودة إلى هناك، لا بعد 42 يومًا، ولا بعد 42 عامًا».

 

.. وفى محاولة لطرح مقترحات تدمج ردود وتفاهمات المفاوضات السابقة، قال مسئولون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات إن نتنياهو بادر إلى اتخاذ قرار رسمى بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا فى إطار الاتفاق، على خلفية عزم الولايات المتحدة تقديم مقترح جديد، يجمع بين التفاهمات التى جرى التوصل إليها فى جولات المفاوضات فى القاهرة والدوحة.

وأضاف المسئولون، فى تصريحات نقلها موقع «واينت» الإلكترونى، أن نتنياهو بادر إلى التصويت على القرار بشكل سريع خلال اجتماع الكابينت الأسبوع الماضى، على خلفية التقدم الذى حصل فى المفاوضات، وخوفًا من تقديم مقترح «ليس مريحًا لإسرائيل»، يحظى بموافقة حركة حماس.

.. بينما قرر السفاح نتنياهو «عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا»، لأنه أراد أن «يطوّق نفسه» ويمنع إملاء أى قرار عليه بالانسحاب الكامل من المحور. أما الخرائط التى صادق عليها الكابينت، وتشمل تفاصيل انتشار جيش الاحتلال فى المحور، بحال التوصل إلى اتفاق، فهى تقضى بخفض «كبير لعديد القوات».

فى هذا الاتجاة كانت بوابة «واينت» الإسرائيلية، أكدت وجود 20 موقعًا للجيش الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا، صادق الكابينت على بقائها فى إطار اتفاق تبادل أسرى، علمًا بأن: «مصر وحماس تطالبان بالانسحاب الكامل».

.. وأما وضع محور «نيتساريم»، فالكابنيت، بقيادة السفاح نتنياهو، قرر أنه: «لا يوجد حل» لانتشار الجيش الإسرائيلى فى هذا المحور، الذى يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ورفض السفاح، والكابنيت الانسحاب منه، برغم النفى، ما جعل وزير الأمن المتطرف التوراتى بن غفير يتصدى للصفقة، مستخدمًا سلطات وزارة النازية، لمنع صفقة الأسرى، التى وصفها بـ«المتهورة».

وقال بن غفير، الإثنين، لأعضاء منظمة «جفورا» اليمينية، التى تمثل أسر الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب فى غزة: «لدينا سلطة فى الحكومة. أستطيع أن أقول لكم إننا نستخدم هذه السلطة حتى لا تكون هناك صفقة متهورة، وحتى لا تكون هناك مفاوضات على الإطلاق».

وأضاف: «سنقوم بعملنا حتى لا يتراجع نتنياهو، وحتى لا تكون هناك صفقة متهورة، وحتى لا نتفاوض مع أولئك الذين قتلوا واغتصبوا وذبحوا وأحرقوا. هناك طريقة واحدة فقط للتحدث مع حماس هى السلاح».

 

*ثالثًا: ظهور الناطق باسم كتائب القسام «أبوعبيدة».

 

وسط استمرار الحرب على غزة ورفح، والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، مع إضراب الهستدروت، واستمرار حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وما تبقى من تصريحات ملغزة حول ما آلت إليه المفاوضات، كان ظهور الناطق باسم كتائب القسام «أبوعبيدة»، شاغلًا للإعلام الغربى والعربى الأمريكى تحديدًا، وورد على لسان أبى عبيدة:

*1.:

نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسئولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أى صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوةً على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوى المباشر.

 

 

*2.:

نقول للجميع وبشكلٍ واضحٍ إنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم.

.. هنا برزت رؤية تكتيكية لإدارة جبهات الحرب ما بين غزة ورفح وصولًا إلى الضفة الغربية والقدس.

 

*رابعًا: الهستدروت لم ينهزم.. فما هى الخطوة التالية؟!

 

محكمة العمل الإسرائيلية تحكم بإنهاء إضراب الهستدروت، إشكالية واجهت جماهير العمال فى شوارع دولة الاحتلال، فكان ما صدر عن محكمة العمل الإسرائيلية الإثنين، يقضى بأن ينهى اتحاد النقابات العمالية الإسرائيلية «الهستدروت»، الإضراب الشامل، مع تقليص مدة الإضراب، فما كان من رئيس «الهستدروت» أرنون بار دافيد، إلا أن أبلغ محكمة العمل بأن «الإضراب سيستمر حتى الساعة السادسة من مساء الإثنين»، بعدما كان مقررًا أن ينتهى عند السادسة من صباح الثلاثاء، ما يعنى أنه تم تقليص الإضراب بـ12 ساعة.

تم ذلك بطلب من السفاح نتنياهو، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

.. وكان رد الهستدروت: «وهذه لن تكون الطلقة الأخيرة».

.. ما يعنى أن هذه النقابة المؤثرة فى الحياة والاقتصاد والأعمال فى دولة الاحـتلال الإسرائيلى الصهيونى، لم تلق كل أسلحتها، ولا قوتها مرحليًا.

 

محكمة العمل، مالت مع التطرف، اعتبرت أن الإضراب: إضراب سياسى، وليس من شأن ذلك أن يقلل من الأهمية العليا للجهود من أجل إعادة جميع الأسرى، أو الاستهانة بالنوايا الصادقة للمشاركين فى الإضراب، وموضوع هذا الطلب يتعلق بعلاقات العمل والخطوات التى بالإمكان تنفيذها بموجب القانون.

وأضافت الوزارة أنه جرى الإعلان عن الإضراب دون إنذار مسبق، ودون الإعلان عن نزاع عمل بشكل قانونى. وقالت إن هدف الإضراب هو تغيير سياسة الحكومة بخصوص اتفاق تبادل أسرى، وقد تنظر محكمة العمل بطلب وزارة المالية، و«منتدى البطولة» الإسرائيلية، الذى يضم عائلات قتلى إسرائيليين تعارض اتفاق تبادل أسرى، والذى اعتبر فى طلبه، أن «هذا الإضراب غايته إرغام الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ موقف معين فى نقاش عام، والاستسلام لمطالب منظمة حماس».

واتهم «منتدى البطولة» النيابة العامة بالمماطلة فى تقديم طلب لإصدار أمر يمنع الإضراب، وأنه عندما يُقدم الطلب سيكون الإضراب قد خرج إلى حيز التنفيذ، وفعلًا:

خرجت فى أنحاء دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، مظاهرات تطالب بالتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، حيث أغلق المتظاهرون عددًا كبيرًا من مفترقات الطرق فى داخل المدن وخارجها، وهتفوا بشعارات بينها: «الحكومة تدفنهم أحياء»، فى إشارة للأسرى فى غزة، وشعار ضد نتنياهو: «أنت الرأس- أنت المتهم» بمقتل الأسرى.

 

*تمرد أعضاء الكنيست من حزب الليكود.

 

َما ورد من محلل الشئون الاقتصادية فى موقع «واللا» الإلكترونى «يهودا شاركونى»، يبرز الخلافات السياسية والأمنية داخل الكيان الصهيونى، وهو قال فى مقالته:

إن الإضرب «مجرد وسيلة» لتنفيس الغضب الشعبى، «السفاح» نتنياهو لا يهمه مصير الأسرى ولا مصير الاقتصاد الإسرائيلى، وإن ما قد يدفعه إلى تغيير موقفه هو «نزول الجماهير إلى الشوارع، وممارسة (ضغط هائل على أعضاء الكنيست) من حزب الليكود، للتمرد».

.. «شارونى» يطرق وجهة نظر حساسة سياسية، يشير فيها إلى أنه: لا يزال هناك عدد من أعضاء الكنيست الذين قد يدفعون إلى إجراء تصويت على حجب الثقة عن الحكومة، أو الضغط لتحديد موعد للانتخابات، إلى جانب تشكيل حكومة وحدة وطنية، مثلما دعا لذلك رئيس حزب «شاس» الحاخام أرييه درعى.

 

، وما فعله الهستدروت، من تمرد وانقلاب التقط مراحله مراسل الشئون السياسية فى صحيفة «هآرتس»، «ميخائيل هاوزر طوف»، عندما لفت إلى أن السفاح «نتنياهو» يرقب التطورات، ويخشى أى محاولة للتمرد بالليكود، فى إشارة إلى ما يقوده وزير الدفاع، يوآف جالانت، فى هذا الوقت من الصراع داخل الحكومة اليمنية المتطرفة.

.. وفى مطلق التحديات السياسية والأمنية، فإن الاستنتاج، عند الصحيفة والمحلل، نتج بعد حديثه مع مسئولين كبار مقربين من نتنياهو أكدوا أنه «قلق» من احتمال تزايد الاحتجاجات بشكل كبير فى الشارع الإسرائيلى، وانضمام جالانت إليها، حيث سيكون من المستحيل الاستمرار فى إدارة ملف الأسرى بالطريقة نفسها التى كانت عليها من قبل. وأشار إلى أن نتنياهو الذى، غالبًا لا يخشى اتساع دائرة الاحتجاجات والإضرابات، باختصار هو كاذب عديم المشاعر مبرمج من الإدارة الأمريكية والأيباك والأحزاب اليمينية التوراتية المتطرفة.

 

*خامسًا: غزو جيش الاحتلال.. استباقى للحرب على حزب الله.

 

 

تجرى مقارنات جيوسياسية أمنية تؤكد أن الهجوم على الضفة الغربية، هو «استباقى» لضرب حزب الله؛ ذلك ما نشره الباحث المحلل اللبنانى «طارق ترشيشى»، الذى يقول:

 

 

لم يخرج الوضع فى لبنان والمنطقة من دائرة المخاوف من التدحرج شيئًا فشيئًا إلى حرب شاملة على رغم محاولات الضبط المحكم لكل المواجهات التى تجرى على جبهة لبنان الجنوبية أقله من جانب «حزب الله» الذى توخى من رده المضبوط الأخير على اغتيال قائده العسكرى فؤاد شكر عدم إعطاء رئيس الحكومة الإسرائيلية السفاح نتنياهو أى ذريعة لشن هجوم واسع النطاق على لبنان يتطور بعدها إلى حرب شاملة فى المنطقة بينه وبين محور المقاومة، تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مضطرة للتدخل فيها إلى جانب إسرائيل.

الكاتب يستند على رؤية «مصدر مطلع على الموقف الغربى»، والذى قال: إن إسرائيل وعلى رغم من عدم اندفاعها فى هجوم واسع النطاق على «حزب الله» لدى رده على اغتيال قائده العسكرى باستهداف مركزى جاليلوت لـ«الموساد» والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، لم تصرف النظر عن مخططها لتوجيه «ضربة رادعة» لحزب الله، بل إنها ما زالت تعمل عليه بذريعة أنها تريد ضمان «عودة آمنة» للنازحين من المستوطنات الشمالية الواقعة على الحدود مع لبنان.

ويقول المصدر إن إسرائيل قررت أنها لن تعود إلى ما قبل عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر الماضى، ولذلك لن تتخلى عن مخططها لضرب حزب الله، الذى تحول فى رأيها بعد رده الأخير «من موقع الإسناد للمقاومة الفلسطينية إلى موقع الرد على الضربات الإسرائيلية»، ما سيمهد شيئًا فشيئًا لإقدام تل أبيب قريبًا على توجيه ضربة قاسية له.

 

*فى الأفق معطيات.. عن الموقف الإيرانى.

 

المقربات بين حرب غزة ومساندة حزب الله، وغزو الضفة الغربية والقدس، حددها الكاتب إلى وجود مؤشرات تدل على أن: إيران لن ترد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» الشهيد إسماعيل هنية، وهى إن ردت (..) فإن ردها سيأتى متأخرًا- يتوقع بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى 5 نوفمبر- حيث إن إيران وحكومتها الإصلاحية الجديدة،  تحرص على عدم  شن أى عمل عسكرى ضد إسرائيل الآن، من شأنه أن يؤثر سلبًا على الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لأن إيران، بحسب المصادر:

تؤيد فوزها لاعتبارات تتصل بأن الديمقراطيين هم من وقع الاتفاق النووى مع إيران قبل أن يطيح به الرئيس السابق والمرشح الجمهورى الحالى دونالد ترامب فى العام 2017 بعد أشهر من توليه الرئاسة الأمريكية فى تلك الفترة.

 

أما عن توقع الضربة الإسرائيلية لحزب الله، فقد ورد فى مقال للمساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكية «ديفيد شينكر»، فى جريدة «وول ستريت جورنال الأمريكية» تحت عنوان «إسرائيل تزيد من حدة التوتر مع حزب الله»، أنه «مع اقتراب الحرب فى غزة من نهايتها، لم تعد القواعد القديمة تنطبق فى الشمال»، مشيرًا إلى أن رد حزب الله على إسرائيل «تم ضبطه لمنع التصعيد وبدا إلزاميًا واستعراضيًا، مما يشير إلى أن حزب الله يريد تجنب حرب شاملة مع إسرائيل».

ونقل الكاتب ما ورد عن «شينكر» أنه: «حتى وقت قريب، لم يكن حزب الله وحده فى هذه الرغبة،  إذ إن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أكد فى يوليو الماضى أن (لا أحد يريد حربًا فى الواقع). وكان محقًا جزئيًا».

.. والواضح ان حزب الله عندما هاجم إسرائيل دعمًا لحماس، عالج الجانبان نزاعهما إلى حد كبير بضبط النفس النسبى للحد من القتال. كانت إسرائيل تركز على حماس فى غزة، وكانت تريد تجنب فتح جبهة ثانية أكثر تحديًا، لكن الوقائع أن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، اكتوت من ضربات حزب الله.

الكاتب ينقل عن مصدره: إن سياسة الإسناد التى يعتمدها الحزب فى حربه على إسرائيل منذ غداة عملية «طوفان الأقصى» قد فشلت فى الوقت الذى دمرت إسرائيل غزة، وعندما يقول شينكر فى مقاله «إن قواعد اللعبة تغيرت» فذلك يعنى أن إسرائيل متجهة إلى عمل عسكرى ضد الحزب يتوقع أن يكون خلال شهر سبتمبر الجارى، وربما يكون من ضمنه اجتياح منطقة جنوب الليطانى واحتلالها لفرض تطبيق القرار الدولى 1701 بما يوفر «الأمن لعودة النازحين إلى المستوطنات الشمالية».

.. ولعل من الضرورى، أن ننبه إلى أن خلاصة الاعتقادات أن: العملية العسكرية التى تنفذها إسرائيل حاليًا فى الضفة الغربية ربما تكون الخطوة الاستباقية للهجوم على حزب الله فى منطقة جنوب الليطانى. ويقول المصدر فى هذا السياق إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ربما يكون استعجل فى دعوته اللبنانيين للعودة إلى بيوتهم والارتياح لأن المعادلة باتت «إسرائيل تقصف وحزب الله يرد»، ولا إسناد لغزة أو من غزة، لأن قواعد اللعبة ربما تغيرت. وهنا يطرح البعض السؤال: هل أن إسرائيل ستنفرد بشن حرب واسعة النطاق على حزب الله الشهر الجارى من دون أن يكون هناك من يسأل ولا من يسألون، أى من دون أى تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة الأمريكية التى تلح ولا تزال على حماس والإسرائيليين بوجوب الاتفاق على وقف إطلاق النار فى غزة؟

 

.. وأما عن مستقبل الوضع فى الجنوب اللبنانى، يسأل المصدر الذى اعتمد عليه الباحث: أين اختفى الموفد الرئاسى الأمريكى آموس هوكشتاين وهو الوسيط المكلف بالبحث فى تنفيذ القرار الدولى 1701 بين لبنان وإسرائيل؟.

ويجيب: «يبدو أن الرجل ذهب ولن يعود»، ما يعنى أن الوضع السائد على الجبهة الجنوبية لن يهدأ حتى ولو حصل اتفاق على وقفة للنار فى غزة.

سيناريوهات لم تتحقق

‏غير أن مصدرًا فى «محور المقاومة» يقول إنه طوال الأشهر الخمس الماضية، وتحديدًا منذ أبريل يتحدث البعض عن أن إسرائيل ستوجه ضربة ساحقة لحزب الله، فتوقعها أن تحصل فى 15 ذلك الأبريل فلم تحصل، ثم توقع حصولها فى 15 مايو فلم تحصل، ثم لم تحصل فى يونيو ويوليو إلى رد الحزب على اغتيال قائده العسكرى وتوافر به أكبر مبرر لإسرائيل لتوجيه ضربة إليه فلم تحصل، وكانت المفاجأة أنها هجمت على الضفة الغربية. فهل من الصحيح القول: «إن الجيش الإسرائيلى النازى هجم إلى الضفة الغربية وبعدها، يتهيأ للهجوم على حزب الله»؟.

 

*المصير القادم.. مجرد تكهنات.

 

.. عمليًا، إذا كانت تحليلات المصدر، الذى اعتمدت عليه صحيفة وبوابة «لبنان 24»، دقيقة، فيجب التفكير فى الحرب على لبنان: «فى النهاية يظهر أن الحسابات فى شأن الهجوم على لبنان ليست بهذه السهولة، وأن إسرائيل اضطرت إلى (بلع) رد (حزب الله) على اغتيالها مسئوله العسكرى بعيدًا من أى رد فعل حقيقى، لأن موضوع لبنان هو أكبر من أن يكون قرارًا إسرائيليًا بمفرده مثلما يحصل فى غزة والضفة الغربية، لأن القرار فى شأن لبنان له علاقة بحسابات تتصل بحرب إقليمية ومعركة مع إيران ومواجهة بينها وبين والولايات المتحدة الأمريكية وعدم قدرة تحمل إسرائيل لما يملكه حزب الله من إمكانات ليست سهلة.. وقياسات على ذلك هل المطلوب أن يستمر الحديث عن ضربة فى لبنان؟!

 

 

*5.:

تحذيرات أممية مستقلة، أعلنتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، أدانت فى تقارير مستقلة، تكثيف إسرائيل هجومها العسكرى على شمال الضفة الغربية الذى يمثل تصعيدًا خطيرًا للعنف الجسيم وانتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى منذ 7 أكتوبر 2023.

 

البيان أصدرته «فرانشيسكا ألبانيز»، المقررة الخاصة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان فى الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، حيث أشارت إلى أن «العنف الإبادى الإسرائيلى يهدد بالتسرب من غزة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة ككل».

 

ألبانيز كشفت، فى تقريرها أن: «هناك أدلة متزايدة على أن أى فلسطينى ليس آمنًا تحت سيطرة إسرائيل غير المقيدة. وفى حين كان هذا صحيحًا أيضًا قبل هجوم حماس فى 7 أكتوبر، فقد اشتد الخطر منذ ذلك الحين»، وأن تحريضات الإبادة الجماعية المستمرة من قبل كبار القادة والمسئولين الإسرائيليين تظل بلا عقاب، وكثيرًا ما يتم تنفيذها من قبل الجنود والمستوطنين المسلحين وغيرهم، مما يكشف عن نية تدمير الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال.

 

ركزت مكاشفات ألبانيز على أن الدعوات المتزايدة من قبل القادة الإسرائيليين لتحويل المدن فى الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين إلى «غزة صغيرة»، تترجم إلى عمليات عسكرية تتسبب فى خسائر فادحة فى الأرواح وتدمير واسع النطاق للمناطق الحضرية فى الضفة الغربية؛ ذلك أن: الهجمات الجوية والبرية المنهجية على محافظات جنين ونابلس وطولكرم وطوباس، وخاصة تلك التى تستهدف مخيمات اللاجئين، تكثفت فى الأشهر القليلة الماضية.

 

 

 

ومما كشفه التقرير أن جرافات جيش الاحتلال دمرت البنية الأساسية الحيوية، بما فى ذلك الطرق وشبكات المياه والطاقة، كما أقيمت نقاط تفتيش جديدة، فى أعقاب تصريح وزير الخارجية الإسرائيلى بما يلى: «علينا أن نتعامل مع التهديد كما نتعامل مع البنية التحتية للإرهاب فى غزة، بما فى ذلك الإخلاء المؤقت للسكان الفلسطينيين وأى خطوات مطلوبة. هذه حرب من أجل كل شىء، ويجب أن نفوز بها».

.. وليس خلاصة:

… لن ينتهى شهر سبتمبر دون دخول الاضطرابات العسكرية والأمنية، مع بدء جولة مكوكية محكومة فى دول المنطقة والعالم الإسلامى، يقودها وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، بعد اجتماع الرئيس بايدن مع وفد الوساطة الأمريكى الذى شارك فى مبادرة الرؤساء الوسطاء، التى جالت بين الدوحة والقاهرة، وهدم جهودها جيش الكابنيت وأكاذيب السفاح المتطرف نتنياهو.

.. ننتظر إلى ما بعد منتصف سبتمبر الجارى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى