إلى أين سيهرب السفاح نتنياهو؟.. مظلات الحرب تتلاشى نحو معركة مختلفة فى المنطقة
حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

إلى أين سيكون هروب السفاح نتنياهو عسكريا؟

هل ينتحر فى جنوب لبنان، وسط معسكرات حزب الله؟.

أم يقود طائرة انتحارية برأس نووى فوق طهران، معتقدات أن الامر ممكن طالما الإدارة الأمريكية والبنتاجون وحتى الرئيس الأمريكى جو بايدن، والمرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، وبعض أعضاء من والايباك المسيطر فى عالم المال وتجارة السلاح والمخدرات، ما زالوا تخدعهم ألاعيب المتطرف السفاح نتنياهو.

 

*مظلات الحرب تتلاشى نحو معركة مختلفة فى المنطقة.

 

يتفق الإعلام الأمريكى والدولى، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى: منهكة وتواجه انتكاسات!

يقرأ السفاح، ويجادل بقرف، حول ما

تحدثت به صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن ظاهرة تزايد الانتكاسات العسكرية التى تُواجهها إسرائيل خلال الحرب القائمة؛ الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والشجاعية والنصيرات والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

تعلل الصحيفة أن جيش الاحتلال، وحكومة السفاح تجدُ قواتها مُنهكة فهى تخوض حربًا على 3 جبهات وهى قطاع غزة ضد حماس، جنوب لبنان ضد حزب الله، المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية.

 

ما يؤكد عليه الإعلام الإسرائيلى والأمريكى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، ربما لا تزال مُترددة فى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى السفاح نتنياهو بشدّة، لتقديم تنازلات لحركة حماس، خوفًا من أن يُضرّ ذلك بالحملة الرئاسية للمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة كامالا هاريس، خصوصًا إذا نُظر إلى البيت الأبيض، على أنه يُجبر نتنياهو على التوصّل إلى اتفاق، وفقًا لما قاله آرون ديفيد ميلر، وهو عضو بارز فى مؤسسة «كارنيجى» للسلام الدولى.

 

*متاهة الإدارة الأمريكية.. انتخابات رئاسية.. وحرب التطرف الإسرائيلى.

 

 

 

عشرات استطلاعات الرأى فى مراكز الأبحاث والجامعات والناتو، تضع بوصلتها وارقامها الاحصائية، نتيجة أن «الإدارة الأمريكية أصبحت فى وضعٍ حرج، فقبل 70 يومًا من الانتخابات، التى قد تكون الأكثر أهمية فى التاريخ الأمريكى الحديث، من الصعب تصور أنّ الإدارة، باتت متفرغة لحماية الـ بيبى، السفاح (..) وهى، أى إدارة بايدن وبلينكن وأوستن، قد تزيد من الضغوط، أو تستخدم أدواتٍ ملموسة لوقف الحرب»، وغالبا تصطدم وحشية ردود أفعال السفاح، ويفشل كل مساعى إيقاف الحرب على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، يعيد مع حكومة اليمين، شل وتهديد دول المنطقة وجرها إلى ساحة الحرب، بعكس ما يريد الداخل الإسرائيلى، إذ أظهر استطلاع رأى أجراه «معهد الديمقراطية» الإسرائيلى فى القدس، أنّ:

82% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزّة.

 

كما أنّ أغلبية الإسرائيليين، يؤيدون التوصّل إلى اتفاقٍ منذ أشهر، ولكنهم ما زالوا منقسمين بشأن الشروط.

 

* خلف قناع السفاح نتنياهو.. إبادة ومجرم حرب.

التورط الذى جر إليه جيش الاحتلال، يقر الكابنيت انه خيار توسع الجبهات لذر الرماد فى العيون، عيون المعارضة الإسرائيلية، التى لا تركن النتائج الحرب من دمار وإبادة، بقدر ما ترنو إلى محفزات عن الاستيطان والعودة إلى ما قبل معركة طوفان الأقصى، وحتى هناك من يدعو دولة الاحتلال إلى خطة لنشر أكاذيب الجيش حول العالم.

.. وفى تحديات الآتى، كثير من الأسرار، ليس حماس وحدها ما يشكل القاسم المشترك بينها، وهى تحديات، فشل الكابنيت فى إدارتها، بل بقى مهزوما من المقاومة التى بقيت فى المفاوضات، حركة حماس الفصائل الفلسطينية ومحور المقاومة، صلبا، أمام تداخل/أو تردد/أو خروج أى من الجبهات، فالذى تخطط له حماس أنها فى غزة ورفح، بكامل إرادتها وقوتها، وتنظر إلى التحديات مجتمعة:

*أولا: التحدى الإيرانى.

 

«سيكون مفاجئًا».. هذا آخر ما قيلَ عن ماهية التحدى/ الردّ الإيرانى على دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.

.. وفى هذا السياق؛ قال مسئول عمليات [قوة القدس فى الحرس الثورى الإيرانى] محسن جيذر إن رد بلاده على إسرائيل «قادم حتما».

ما أثار دولة الاحتلال والموساد، والبنتاجون، أن مصدر الخبر، يؤكد: ولن تكشف إيران عن طبيعة هذا الرد، حجمه ومدته، لأنه يعتمد على الظروف.

 

.. «جيذر» شدد فى تصريح نقلته أخبار «روسيا اليوم»: «لابد أن يكون الرد مفاجئا للعدو وفى الوقت المناسب كى يحقق أهدافه ويثأر لدماء الشهيد إسماعيل هنية».

 

وبدت تصريحات الحرس الثورى الإيرانى، عبر قوة القدس، انطلاقا من أن التحدى الإيرانى، هو ما يشغل جيش السفاح نتنياهو، الكابنيت، عدا عن أن «ظروف المنطقة كلها تصب فى مصلحة محور المقاومة» لافتا إلى أن «الكيان الصهيونى سيفشل ولن يحقق أهدافه».

 

*التحدى الثانى: جنوب لبنان شمال دولة الاحتلال.

 

 

 

.. لغة الجغرافيا تضع البوصلة، الخرائط، وفق تعيين تلقائى نتيجة الجوار الفلسطينى، فجنوب لبنان- شمال دولة الاحتلال، مساحات قد تمتد إلى عمق لبنان العاصمة وغيرها، يأتى ذلك فى ظلّ تسريبات توحى بأن مخاطر الانزلاق نحو حرب شاملة فى لبنان أو حرب إقليمية كبرى-قد تكون – تراجعت مرحليا، لكن خطرها ما زال، بشكل كبير، منذ الأسابيع الماضية، الحديث سياسيا وأمنيا واقتصاديا، يتركّز حول تسوية سياسية أو وقف لإطلاق النار أكثر واقعية من الفترة السابقة، وهنا أخالف هذا الأثر كما أفصحت به الباحثة اللبنانية إيناس كريمة، التى ترددت فى التعبير عن التحدى الثانى فى مآلات الحرب على غزة، وجبهة حزب الله، وكريمة تقول، استنادا إلى مصادرها العسكرية المطّلعة:

إن الإفراط فى التفاؤل بشأن اقتراب موعد التسوية ليس أمرًا دقيقًا، إذ نحن نعيش اليوم فى إحدى مراحل الحرب ولم نقترب عمليًا من نهايتها، حيث إنه منذ اللحظة الأولى للسابع من تشرين الأول أكتوبر كانت أسهم الحرب الكبرى ترتفع وتنخفض ربطًا بالتطورات، وهذا ما يحصل اليوم بعد ردّ «حزب الله» الأخير على إسرائيل.

.. وأن هذا الرد(…) أعاد نوعًا من التوازن إلى الساحة الميدانية، وهذا ما عكس تهدئة نسبية فى الميدان أو أقلّه شبه استقرار مع تراجع التصعيد من كلا الطرفين.

.. وهنا: ليس صحيحا أن الإدارة الأمريكية، والقرارات من عديد الدول لم يتدخّلوا جديًا لوقف الحرب أو يضغطوا بشكل كاف من أجل إنهائها، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تلفيق أسباب إطالة أمد تحولاتها السياسية والأمنية، عدا عن رحلاتها إلى المنطقة، الالتفات إلى الحركات والتحركات الشعبية الإسرائيلية الهستدروت، مثلا، قد فشلت فى الضغط على رئيس حكومة اليمين المتطرف التى تهدد مستقبل نتنياهو السياسى، وهو عمليا منته.

فى عمليات حزب الله، إصرار على انتظار أى تسوية، أى صفقة، يدفع لبنان والمنطقة ككُل إلى ترقّب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى ستحدد مسار التطورات فى فلسطين والمنطقة، وهى التى ستوضّح المشهد المتأرجح ما بين تسوية أو حرب كبرى، كما عبرت عن ذلك بوابة لبنان 24.

 

من هُنا، فإنّ كلّ ما يحصل اليوم ليس إلّا محاولات من هذا الطرف أو ذاك لتحسين شروطه، لكن عدم تمكّن الأمريكيين من إيقاف الحرب، أو بمعنى أوضح عدم رغبتهم الفعلية بذلك، سيؤدى حتمًا إلى استمرار مخاطر تدحرج المعركة نحو حرب شاملة أو حرب إقليمية من الآن وحتى حصول الانتخابات الأمريكية، وكل ما هو قبل هذا التاريخ لن يكون حاسمًا بالنسبة للحرب إلا فى حال حصول مفاجآت، وهى ضمن السياق الذى أعلن عنه الأمين العام لحزب الله، من أن توقع الحرب، عمل عسكرى، أمنى، لا يمنع أن إشكالية الحرب على غزة أنها تترقب الجبهات كافة، التصورات الجيوسياسية الأمنية أن حزب الله، والسفاح نتنياهو وكل المنطقة والمجتمع الدولى، فى حيرة من حرب نتائجها تؤثر على كل طرف بحسب هواه.

 

 

*التحدى الرابع:

 

وتعود أسباب هذا الموقف المصرى الأشهر من تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال جولات عدة من محادثات وقف إطلاق النار فى غزة، التى جرت فى القاهرة والدوحة خلال الأشهر الماضية. إذ رفض نتنياهو كل المقترحات والبدائل التى عرضت على الطاولة من أجل حل مسألة ممر فيلادلفى أو محور صلاح الدين، وهو كناية عن شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.

 

 

 

ففى أوائل تموز، وتحت ضغط أمريكى، تخلت حماس عن بعض مطالبها المتشددة من أجل التوصل لاتفاق يوقف الحرب فى غزة، ويؤدى إلى تبادل الأسرى. ما دفع الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الإعراب عن ثقته فى قرب التوصل لاتفاق.

 

لكن فى وقت لاحق من ذلك الشهر، قدم المفاوضون الإسرائيليون رسميًا طلبات جديدة، بما فى ذلك بقاء القوات الإسرائيلية فى ممر فيلادلفيا وعند معبر رفح الحدودى. ما أثار توترات مع مصر، التى تعترض على أى وجود إسرائيلى هناك وقد حذرت من أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979. لاسيما أن نتنياهو يدعى منذ 7 تشرين الأول، أن ممر فيلادلفيا قناة رئيسية لنقل الأسلحة والأموال إلى مقاتلى حماس.

 

كما أعلن الجيش الإسرائيلى أنه عثر على نحو 24 نفقا تمر تحت الحدود منذ أيار الماضى. فردت القاهرة بغضب على هذه الاتهامات، قائلة إنها دمرت أكثر من 1500 نفق تهريب على مدى العقد الماضى وأنشأت منطقة عازلة عسكرية بعمق ثلاثة أميال تقريبًا على جانبها من الحدود فى شمال سيناء. وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، فى نيسان إن أى عملية تهريب «مستحيلة». وقد كررت وزارة الخارجية المصرية فى بيان، أمس الثلاثاء، موقفا مشابها، منتقدة نتنياهو.

 

 

 

أتى ذلك التصعيد بعدما أمضى ممثلون إسرائيليون زاروا القاهرة قبل أسبوعين، يوما كاملا يناقشون مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسألة ممر فيلادلفى فقط، عوض تفاصيل تبادل الأسرى، وفق ما أكد لمسئول مصرى سابق مطلع على المحادثات. وأوضح أن «مصر مستعدة للقبول بانسحاب إسرائيلى مرحلى من ممر فيلادلفيا، لكن يتعين على إسرائيل فى النهاية الانسحاب». لكن الجانب الإسرائيلى رفض الأمر أيضا.

 

*التحدى الخامس: ازدواجية القرارات فى مجلس الأمن.

 

مع وضمن كل هذه التقديرات، والبيانات الدولية، والعمل الدبلوماسى من المنطقة والعالم، يأتى انعقاد مجلس الأمن الدولى، حالة لبحث ملف الأسرى، والرهائن، دون نبش ملفات الحرب، بينما تتواصل الإبادة الجماعية بحق سكان أهالى غزة، ورفح وصولا إلى الضفة الغربية والقدس، يعد تحديا ينعكس أثره على واحد من الأطراف، ولن يصيب السفاح نتنياهو أو جيش الكابنيت، المجتمع الدولى، مخادع، سينظر إلى ما تقول الإدارة الأمريكية وتعتبر قضية الرهائن، واكتشاف وفاة 6 أفراد منهم، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية حركة حماس فى ظروف مقتلهم، داخل الأنفاق.

نتنياهو، وبعواطف الإدارة الأمريكية، استطاع نقل الحرب إلى وسط طاولة القرار، وبدأ منذ ايام إثارة المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ضد الحقائق، هاربات، نتيجة دروس فريق التطرف، وما هى إلا علامات، أطلقتها الفصائل الفلسطينية وحماس، تعيد استهجان واستغراب – محاولة الاحتلال فرض روايته الكاذبة بشأن سبب موت الأسرى الستة استمرار فاضح لمسلسل الأكاذيب – مصير الأسرى فى غزة بيد مجرم الحرب نتنياهو وحده وأركان جيشه يتحملون المسئولية الكاملة عن مقتل الأسرى – مراهنة نتنياهو على التصعيد وتحرير الأسرى بالقوة قد فشلت وتسببت فى قتل مزيد منهم على يد جيشه – مواصلة نتنياهو سياسة التعنت والمرواغة وتعطيل الوصول لاتفاق تعرض حياة مزيد من الأسرى للخطر.

 

 

*التحدى السادس: سيرة السفاح.. وثائقيا!

فى كشف ثقافى مذهل، برز أمام صناع الإبداع والفنون، التعرف على طرق السفاح نتنياهو، وكيف يهرب ويتملص من أفعال فيها خليط من الكذب، العهر السياسى، الإجرام، انفصام الشخصية، وهنا، حصلت «الدستور» على وثيقة ثقافية، تستعرض طرق تهرب السفاح، وتاليا ما ورد فى هذا السياق، الذى يجب أن يستثمر لصالح قضية فلسطين، ومنع استمرار حكومة نتنياهو، التى أبادت سكان فلسطين، وقطاع غزة ورفح خلال 11شهرا حولت غزة إلى دمار ومجاعة.

يعد فيلم وثائقى جديد بعنوان «ملفات بيبى»، من إنتاج المنتج الأمريكى الحائز على جائزة الأوسكار «أليكس جيبنى»، بإسقاط قنبلة سياسية (..) يمكن أن تهز أروقة بلفور. ويكشف الفيلم الذى تبلغ مدته ساعتين، والذى سيُعرض الأسبوع المقبل فى مهرجان تورونتو السينمائى الدولى، عن لقطات لم تُعرض من قبل لتحقيقات الشرطة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتى تم جمعها كجزء من التحقيقات ضده بتهم تتعلق بالفساد. الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

كما تعلمون، يسرد كاتب المقال: بموجب القانون فى إسرائيل، يُحظر نشر تسجيلات التحقيقات دون الحصول على إذن من المحكمة. وبما أن الفيلم تم إنتاجه وعرضه فى الخارج، فمن المشكوك فيه ما إذا كان القانون سارى المفعول، ولكن فى إسرائيل سيظهر سؤال قانونى حول ما إذا كان مسموحًا ببثه.

 

وفى التسجيلات، التى تم التقاطها بين عامى 2016 و2018 ولم يتم الكشف عنها لجيبنى إلا فى عام 2023، يظهر نتنياهو نفسه وزوجته سارة وابنه يائير وأصدقاء رئيس الوزراء ورفاقه بالإضافة إلى عاملات المنازل فى بلفور. وفقا للمبدعين جيبنى والمخرج ألكسيس بلوم، فإن هذه «متفجرات سياسية»، يمكنها إلقاء ضوء جديد ومدهش على شخصية نتنياهو والفساد المنسوب إليه – الفساد الذى يقولون إنه أثر على قيادة البلاد وساهم فى خلق حكومة سياسية معقدة. الواقع الذى هو عليه الآن. ويوضحون أن التسجيلات، التى تحتوى على آلاف الساعات من المقابلات، كلها باللغة العبرية وتم إجراؤها قبل أكثر من ثمانى سنوات، لكن لم يتم الكشف عنها بعد، كما ذكرنا، بسبب قوانين حماية الخصوصية فى إسرائيل.

وقال جيبنى، الذى وصفته مجلة إسكواير فى وقت سابق بأنه «أهم مخرج وثائقى فى عصرنا»، لمجلة فارايتى إن الفيلم يسعى إلى تقديم شخصية نتنياهو بطريقة لم يسبق لها مثيل: «هذه الأشرطة شهادة قوية على شخصيته الفاسدة»، يقول جيبنى: «وكيف قادنا إلى المكان الذى نحن فيه الآن». ووفقا له، يكشف الفيلم «شيئا شكسبيريا عن الرجل»، بمعنى أن الفساد البطىء لشخصيته، وحاجته الماسة للبقاء فى السلطة، دفعاه إلى القيام بأشياء فظيعة نشهدها الآن. ووصف بلوم الفيلم بأنه «صورة لرجل وعواقب أفعاله» لا يقدم نتنياهو كزعيم فحسب، بل أيضا كبطل تراجيدى وقع فى فخه. ووفقا لها، فإن فساده المتزايد ورغبته المستمرة فى التمسك بالسلطة دفعته إلى ارتكاب أعمال خطيرة، لا تزال تؤثر على دولة إسرائيل. وقالت: «مهمتنا فى هذا الفيلم كانت ربط هذه التحقيقات ومحاكمة الفساد بكل ما جاء بعدها».

 

وبحسب صناع الفيلم، يسعى الفيلم إلى كشف «الحقيقة المرة» خلف قناع نتنياهو السياسى، وقد يكون بمثابة إشارة تحذير لمستقبل البلاد. ومن بين أمور أخرى، يتطرق الفيلم أيضًا إلى التغييرات التى بدأها نتنياهو كجزء من الإصلاح القانونى، وهى خطوات يقولون إنها تعتبر بمثابة تحضير للأزمة السياسية الحالية. يعترف بلوم بأن الإصلاح كان أحد أسباب ولادة الفيلم. ووفقا لها، فإن الحكومة تحت قيادته تحاول «تغيير المحاكم العليا، ومن ثم إدارة الحرب بطريقة لم تكن لتحدث أبدا لو لم يكن لديه مثل هذا التحالف المتطرف».

 

وهذه ليست المرة الأولى التى يتعاون فيها صناع الفيلم، فقد سبق لهم أن عملوا معًا فى الفيلمين الوثائقيين «Divide and Conquer: The Roger Ailes Story» و»We Steal Secrets: The WikiLeaks Story». وفاز جيبنى بجائزة الأوسكار عن الفيلم الذى أخرجه عام 2007 بعنوان Taxi to the Dark Side، والذى تناول قضية وفاة سائق سيارة أجرة أفغانى تحت التعذيب بعد التغيرات التى شهدتها البلاد عقب الغزو الأمريكى بعد هجمات 11 سبتمبر. لقد صنع أيضًا أفلامًا عن أزمة المواد الأفيونية وفاز بجوائز إيمى وجرامى وبيبودى ونقابة الكتاب. فهو لم يسلم من انتقادات نتنياهو فى الماضى، ويتضمن تاريخ تغريداته دعم «صفقة القرن التى ستستبدل نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين ببقية الرهائن. الجميع يربح». كما شارك فى الادعاءات بأن جيش الدفاع الإسرائيلى ارتكب «جريمة حرب صارخة» فيما يتعلق بالتحقيق فى استخدامه للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية لتفقد الأنفاق التى يحتمل أن تكون محاصرة فى غزة.

 

لكن بلوم، والده اليهودى، قال إن الهدف بالنسبة لهم الآن هو إنتاج فيلم وثائقى «لا يحاول إقناع المقتنعين»، بل فيلم يحترم الحقيقة ويركز على حقوق الإنسان، وليس فقط على الحقوق الإسرائيلية. الحقوق الفلسطينية. قال بلوم: «لقد حاولت حقًا العثور على قاسم مشترك فى هذا الفيلم، وهو شىء يمكن أن نتفق عليه جميعًا». «إن سيطرة نتنياهو المفرطة على السلطة هو أمر سيتفق عليه العديد من الإسرائيليين وسيوافق عليه العديد من الفلسطينيين أيضًا. إنهم لا يتفقون على «ما هو الحل للأزمة فى الشرق الأوسط»، لكننى أعتقد أن معظم الناس – باستثناء المتشددين من البيبينيين – سيوافقون على رحيل نتنياهو».

ويقول المبدعون إنهم شعروا بالحاجة الملحة إلى إطلاق الفيلم على وجه التحديد على خلفية الحرب فى غزة. يقول جيبنى: «هناك إلحاح معين فيما يتعلق بأخذ شخصية نتنياهو فى الاعتبار فى الوقت الذى يقال لنا فيه: «أوه، هذه المناقشات ليوم آخر لأن نتنياهو فى منتصف الحرب». «لقد شعرنا أنه من المهم ومن واجبنا كمواطنين فى العالم أن ننشر قصتنا فى أسرع وقت ممكن لأن الناس يموتون كل يوم».

سيتم عرض فيلم «ملفات بيبى» لأول مرة يومى 9 و10 سبتمبر فى مهرجان تورونتو السينمائى الدولى، وإذا صدقنا الضجيج الذى أحاط به المبدعون والدعاية، فقد يكون هذا الفيلم بمثابة الزلزال السياسى الذى لم يتوقعه بيبى أبدًا.

*رؤية حضارية فى مقابل إبادة جماعية.

ما فى التحديات السابقة، أن العالم، بات مشتتا، غائبا عن الوعى والحوار، إذ ان القطب الأمريكى يعمل على تهريب نتنياهو من جلده، كيف بالعمل على إطالة الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، حدث، ويحدث، وهنا، المراقب، نبت غريب والحامى لكل دبلوماسية بلينكن، ينتبه الغرابة والد فى حجره المستحيلات، الفيلم محطة مهمة ابحثوا عن حقيقة هذا المجرم، ومن يقود العربة أمام الأحصنة.

 

فى مطلق فلسفة المفاوضات، إبان الأزمات والحروب، تظهر تسريبات تقول:

إن عمل وانشغال مراكز الأبحاث والاستطلاعات، تنتشر فى مواكب الانحدار عند من يقود الرأى العام، فى المجتمع الدولى، إذا ما علمنا أن عالم اليوم يراهن شكليا على علوم استراتيجية دخلت فى إطار الاستخبارات فائقة الخطورة، تقودها، مشاريع التمويل الأجنبى، عبر عشرات شركات آخر همها جدية مصداقية الأرقام أو النتائج، وهى استطلاعات، الهدف منها شيطنة محور المقاومة، والتذلل لكل أعمال الاجرام والإبادة التى قادها السفاح.

.. لفهم ذلك، على المواقف، المحلل السياسى، أن يقرأ جدية الاستطلاعات اليوم التى تشرح ظرفية وقوع الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة، غالبا لديها أدوار متناقضة، غير دقيقة ولا محايدة:

* الدور الأول: عن مصداقية تعريف العالم بحدود صلاحيات السفاح نتنياهو، من خلال، دعم هو شركات وشخصيات ودول الممولين والمنظمين لهذه الاستطلاعات، وهى فى سياق غير محايد، فالمعلومات، عند الرأى العام، تجعله، يفتقد توجهاته، ورغباته، ليتمكنوا من إيجاد الطريقة الملائمة لقيادته وغزوه، بدلالة ما تم من أحداث بعد خطاب السفاح فى الكونجرس الأمريكى، أو فى الكنيست أو أى برلمان فى العالم.

*الدور الثانى: تهريب مسئولية السفاح عبر تضليل الشعوب، المنظمات والجيش بنتائج احصائية زائفة لتصبح، ضمن حقائق سياسة القطب الواحد، الداعم لدولة الاحتلال.

تشويه الحقائق، هو تحد مفتوح، لأن من ركائز المعلومات، وجديتها ومصداقيتها وحياديتها، السفاح، هناك من يخرجه أو يعمل على تهريبه بتقديم وتبرير ودعم حرب الإبادة المدعومة، بسلاح الأكاذيب، والاستشارات لصانعى القرار فى الولايات المتحدة، ودولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.

 

*تحديات أمام عاصفة قد تكون الأخيرة؟

 

 

.. فى جدل القوى التى ترحل وتهرب دولة الاحتلال من مسئولياته، ذكرت مجلة «Financial Times» البريطانية أنه «عندما دعا اتحاد النقابات العمالية القوى فى إسرائيل إلى إضراب عام فى العام الماضى فى محاولة لوقف خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح قضائى مثير للجدل، اضطر الأخير إلى تأجيل المشروع. وشكلت هذه الخطوة أول تنازل له فى معركة مريرة تجاهل فيها أشهرًا من الاحتجاجات الجماعية. ولكن إذا كان خصومه يأملون فى أن يتكرر التاريخ يوم الاثنين، فقد أصيبوا بخيبة أمل. فى مواجهة إضراب آخر واحتجاجات ضخمة تطالبه بإبرام صفقة لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، حتى لو كان ذلك يعنى إنهاء الحرب مع الجماعة المسلحة، ضاعف السفاح نتنياهو جهوده».

كانت الإشارات تنتقل نحو ما حصل «فى المؤتمر الصحفى، الذى عقد- مساء الاثنين- وفيه أصر السفاح الإسرائيلى على أن الحرب لن تنتهى إلا «عندما تتوقف حماس عن حكم غزة»، وكرر رفضه سحب القوات من الحدود بين غزة ومصر، اى معبر فيلادلفيا، صلاح الدين، وهو ما يُنظَر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، أو نجاح المفاوضات، التى عطلها نتنياهو متعمدا، فيما شل الوسيط الأمريكى.

أحد الأسباب التى جعلت الإضراب الأخير الذى دعا إليه الهستدروت، لا يرغم السفاح نتنياهو على التراجع، أنه بدلًا من تقديم جبهة موحدة، كشف عن الانقسامات العميقة فى دولة الاحـتلال الإسرائيلى.

 

فى الواقع، اكتسب السفاح، تعريف جديد، كمجرم حرب، إذ أظهرت الاحتجاجات الجماهيرية التى رافقت الإضراب انقسامات مماثلة؛ فقد اندلعت هذه الاحتجاجات بسبب الغضب إزاء مقتل ستة رهائن محتجزين لدى حماس، وكانت أكبر مظاهر الدعم العلنى لصفقة الرهائن حتى الآن، حيث جلبت مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع. لكن المحللين قالوا إن أعدادهم كانت مستمدة إلى حد كبير من القطاعات الليبرالية فى المجتمع الإسرائيلى التى احتجت ضد نتنياهو والإصلاح القضائى الذى كان ائتلافه اليمينى يدفع به خلال أشهر الحرب على غزة، وليس من داخل معسكر الائتلاف اليمينى المتطرف… نلاحظ، وفق الخبرة السياسية، أن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يساهم عمليا فى إسقاط الحكومة، أن يتم هدمها من الداخل، ولكن مع الدعم الأمريكى والغربى الأوروبى بالذات، صعب، غير ان اجتراح النزاعات داخلها وليس الضغوط الخارجية، ما قد ينجح، غالبا السفاح يهرب ويتلفع بأغطية تحتك التطرف اليمينى.

دخل الائتلاف المكون من حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزبين متدينين متطرفين وحزبين يمينيين متطرفين فى خلافات حول قضايا تتراوح من تجنيد الرجال المتشددين إلى القواعد التى تحكم الأماكن المقدسة الحساسة فى القدس. ولكن المعارك الأكثر ضراوة كانت بسبب الحرب التى اندلعت فى أعقاب الهجوم المدمر الذى شنته حماس على إسرائيل فى السابع من تشرين الأول. ومع استمرار القتال، زعم قادة الجيش والأمن ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت بقوة متزايدة أن التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس هو أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح نحو مائة رهينة ما زالوا محتجزين فى غزة».

فى المقابل، يريد الغرب أن يبقى التطرف فى وقت الحرب تحديدا، لأن بقاءه يعنى أن تطرف إيران وحزب الله جنوب لبنان، والحشد الشعبى فى العراق، عدا عن الحوثى فى اليمن.

تحدى وجود «لكن» تضع أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، حقيقة أن الحزبين القوميين المتطرفين برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير ما زالا يعارضان بشدة أى اتفاق ينهى الحرب على غزة ورفح، قبل تدمير حركة حماس، وقد هددا بالانسحاب من الائتلاف وفرض انتخابات مبكرة إذا استسلم نتنياهو، وهى مسألة استفاد منها، بعد استعادة جثث الرهائن الست يوم الأحد الماضى، حيث طالب جالانت الحكومة بعكس موقفها بشأن إبقاء القوات على الحدود بين مصر وغزة، واتهمه سموتريتش بالسعى إلى «صفقة استسلام».

لكن مرة أخرى إذا استسلم السفاح، ووقع فى فخ أفعاله الإرهابية، فهذا يعنى الذهاب إلى الانتخابات وفقدان السيطرة.

.. وهنا تحد متجدد، إذ إنه طالما إبرام صفقة الرهائن-التى تبدو مستحيلة إلا بحرب وتصعيد إقليمى، ما يشل بقاء ائتلافه واستراتيجيته العسكرية، التى تقوم على حرب الإبادة، فلن يفعل ذلك.

 

*ظل الأزمة.. لا ظل الحقيقة

11 شهرا من إبادة جماعية من جيش الكابنيت الصهيونى، قادها السفاح نتنياهو، نتج عنها

الأزمة الداخلية الكبيرة َغير المسبوقة فى دولة الاحـتلال الإسرائيلى، معركة «طوفان الأقصى»، كانت شرارة مقاومة فلسطينية مشروعة، هنا، مع التحديات ازدادت الأسئلة عن مصير الحرب ومصير رئيس الحكومة الإسرائيلية السفاح نتنياهو.

وبحسب مصادر مطلعة فإن هناك مخاوف حقيقية لدى البعض من أن يهرب نتنياهو إلى خطوات مجنونة فى خارج إسرائيل، بهدف صهيونى، أمريكى مشترك، هو توحيد الساحة الداخلية حوله، وتثوير سخط الساحات الخارجية، فى ومن ضمن دول الجوار الفلسطينى.

 

 

زيادة التصعيد الأمنى والعسكرى، وضع المنطقة فى أتون تحديات، على كل الجبهات الخارجية، التى تنحاز إلى أجندتها وهذا، عمليا الطرح الخطير الذى تقوم عليه لعبة شد الحبل بين السفاح نتنياهو، والعالم خارج إسرائيل، وهو الذى ليس لديه أى وجود قوى أو استراتيجى، ممكن يتحكم فى اضطراب أى فعل أو على أى تصعيد داخل فلسطين، وهذا ما جر اليه السفاح نتنياهو نفسه، عندما دخل الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

ميقات الحرب فى غزة هو نقطة الارتكاز، إعلان النصر/الهزيمة تهديف، قد يقتل أو يغتال الطموحات السياسية لنتنياهو، لكن لن يقتل حركة مقاومة شعبية جادة، تكمل المنحنى البيانى لقضية، باتت الآن حديث العالم.

.. وفى الإطار، هناك دولة وسيطة تتلاعب فى المجتمع الدولى، والتفاهم مع السفاح قبل استحقاق الهروب نحو امتداد حربى جديد، لساحة حرب، أقربها فى جنوب لبنان وهذا يلزم سؤال: هل يمكن اعتبار محادثات/مفاوضات الهدنة فى غزة أثمرت..

؟.

 

 

 

هناك صبر من قبل الدول الوسطاء، «مصر، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية» وقد اجتهدوا وعمقوا الأعمال اللوجستية، فى كل أطراف وردود وملفات الأحداث، بما فيها ما استجد، الدخول الحربى على مدن ومخيمات الضفة وهو هرب إلى الداخل، جاء بعد أسبوع من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، تفيد العديد من التقارير بوجود «فجوات»، رغم «التقدم» المحرز للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن الرهائن.

.. والتحدى هنا مختلف، إذ ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن المحادثات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى «مرحلة حرجة» بعد جمودها لعدة أشهر.

 

ونقلت الصحيفة عن وسطاء عرب ومحللين إسرائيليين، قولهم إن «سلسلة التعليقات التى أدلى بها رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أدت إلى تراجع أى شعور بالتقدم فى المحادثات».

عربيا ودوليا وإسلاميا، تم رفض ما أعلن نتانياهو، الخميس، عن احتفاظ دولة الاحتلال بالسيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة (محور فيلادلفيا) بهدف منع «تهريب الأسلحة» لحماس، هو أحد 4 شروط وضعتها حكومته لوقف إطلاق النار فى القطاع.

 

السفاح نتنياهو، أثار بالمزيد من الخلافات، عدة شروط منها استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلى على «محور فيلادلفيا ومعبر رفح» اللذين احتلهما بداية مايو، هو أحد «أربعة مبادئ» طرحتها حكومته فى إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فى القطاع.

 

المحصلة، اليوم العالم يقر بما يقف عليه الخطأ الأمريكى والأوروبى، إضافة إلى غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ما خلق تفاهمات سلبية ولا منطقية فى قضايا الحدود وأصالة مصداقية الخرائط فى الواقع.

 

تمادى السفاح نتانياهو معتبرا أن أى اتفاق «يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال (بعد انتهاء فترة الهدنة التى سينص عليها) حتى تتحقق أهداف الحرب».

 

 

*مصر.. الحق ودبلوماسية التفاوض.

 

 

دبلوماسية رفيعة المستوى من تراث وموروث مصر فى المفاوضات، ركز عليها العالم، ذلك أن هناك نقاطا عالقة لا تزال تتجاوز ما تم الاتفاق عليه سابقا مع الوسطاء، وتعوق التقدم فى مفاوضات التهدئة» فى قطاع غزة.

 

كانت «واشنطن بوست»، نقلت عن مصادر مصرية، مطلعة على المفاوضات، قولها: «الكرة فى ملعب نتنياهو. نتنياهو لا يريد السلام. هذا كل شىء. سيجد أعذارا لإطالة هذه الحرب حتى 5 نوفمبر»، فى إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

 

.. لن يستطيع نتنياهو الهروب، إن إسرائيل وحماس «ظلتا على حد سواء حذرتين للغاية بشأن ما إذا كان الجانب الآخر مستعدا حقا لتقديم تنازلات خلال المحادثات».

 

.. لا مكان فى هامش المفاوضات مع غياب جدية التحول الأمريكى العربى على ممارسة الضغط.

 

*تنسيق حماس- مصر

 

فى كل المسارات الجادة، وافقت حماس، على التخلى عن مطالبة التزام دولة الاحتلال إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، حيث كانت تقول فى السابق إن أى اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل عكس ذلك، والخلافات بصيغ:

*1.:

لن نقبل سوى بوقف مؤقت للقتال، لحين «القضاء على حماس» فى كل غزة.

 

*2.:

مراقب أمنيًا وعسكريًا من الجانب المصرى

 

*3.:

لا يوجد به مدن سكنية أو حياة على مد البصر

 

*4:

مراقب جويًا من الجيش الإسرائيلى ومخابرات غربية

*5.:

صوت نتنياهو على الخروج منه فى الكنيست عام 2004!

 

*6.:

لم يكتشف فيه الاحتلال أى نفق بين مصر وغزة!

 

*7.:

80% من سلاح حماس تصنيع محلى ولم يأت عبر الأنفاق!

 

*8.:

التساؤل: لماذا أخر نتنياهو اقتحامه إذا كان بهذه الخطورة التى يزعمها؟!

 

*9.:

المقاومة: لا صفقة دون الانسحاب من فيلادلفيا وقطاع غزة.

 

اجتياح الضفة: تحقيق الطموح الإسرائيلى بـ«يهودا والسامرة»، تقرير صحفى نشرته فى بيروت بوابة المدن، وقال فيه كاتبه الصحفى الفلسطينى «أدهم مناصرة»:

خلاصة بارزة للعملية العسكرية المستمرة فى شمال الضفة الغربية، منذ نحو أسبوع، وخصوصًا فى جنين، وهى أن جيش الاحتلال يمعن فى تجسيد مشهدية «إيلام الفلسطينيين»، على نحو يكشف أن هدف حملته الأوسع فى الضفة، منذ نحو 22 عامًا، تتعدى العناوين الأمنية المعلنة.

تدمير الاحتلال، غير المسبوق، للبنية التحتية فى جنين ومخيمها، وأيضًا لطولكرم، يدل بحسب منارة على أن استهداف مقومات الحياة وتعقيد حياة السكان، لوضعهم أمام خيارات أخرى، هو هدف مركزى للحملة العسكرية.

.. ولعل المنارة اكتشف، وهو فى الداخل، أن حجم العملية العسكرية أكبر من هدفها المعلن. وأوضح مواطنون أن المدينة ومخيمها يتعرضان منذ سنتين لعمليات عسكرية، أسفرت عن اغتيال عدد كبير من المقاومين، وهو ما جعل شروع الاحتلال بحملته العسكرية الآن، وتبريرها كـ«ضرورة لمنع تكرار هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول 2023»، بمثابة أمر «غير منطقى».

.. وفى منظور الحروب تحت الاحتلال، العملية العسكرية تركزت فى الأيام الأولى، فى الحى الشرقى لجنين، وكان حجمها مبالغ به بالنظر إلى نتائجها، إلى جانب استهداف مصادر المياه فى عموم المدينة، لجعل حياة الناس صعبة ومستحيلة، أولًا وأخيرًا.

وحتى الأرقام والمعطيات التى أعلنها جيش الاحتلال كحصيلة لعمليته المستمرة، فهى تؤكد أن حملته مبالغ بها عسكريًا بالنظر إلى نتائجها، وتثير سؤالًا مركزيًا: «ماذا يريد الاحتلال من الضفة؟».

 

هناك مؤامرة: خريطة نتنياهو.. وخطة «الحسم».

تلتقط بوابة المدن، حقيقة المؤامرة الإسرائيلية فتقول: الإجابة يمكن استنتاجها من خريطة استعرضها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليل الاثنين، فى سياق تبرير بقائه فى محور فيلادلفيا، بقطاع غزة، إذ خلت الخريطة من شىء اسمه «الضفة الغربية»، فى إشارة إلى ضمّها تلقائيا إلى «دولة» إسرائيل.

.. وأيضا، العملية العسكرية الكبيرة فى شمال وجنوب الضفة، متصلة بخطة وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، التى حملت عنوان «حسم الصراع»، وهى خطة تبنتها الحكومة الإسرائيلية برئاسة السفاح نتنياهو.

الخطة، هنا تعنى قلب متوازيين المفاوضات، وهى قائمة على سيطرة إسرائيلية كاملة على الضفة، وتُنفذ بشكل متدحرج، مبينًا أن أحد أهداف إنهاء المقاومة فى شمال الضفة، هو إعادة مستوطنات تمّ إخلاؤها من جانب واحد عام 2005، وهو مطلب يصرّ عليه المستوطنون الذين وصلوا إلى الحكم فى إسرائيل.

ويشير إلى أن حكومة نتنياهو تتعامل مع التوقيت الحالى، كفرصة نادرة، لفرض خطتها المفصلة، وتسريع تطبيقها الذى بدأ فعليا منذ سنوات، بينها تجفيف المصادر المالية للسلطة الفلسطينية، توطئة لانهيارها، أو تحويلها إلى جسم إدارى محلى لا معنى له.

 

 

وتنسجم الخطة الإسرائيلية الرسمية مع شعار يردده المستوطنون، ومفاده أن «القصة اليهودية فى يهودا والسامرة»، أى أن أصل الصراع وحسمه يبدأ من الضفة، وينتهى فيها.

ويؤكد مدير برنامج «دراسات إسرائيل» فى مدى الكرمل امطانس شحادة أنه لا يمكن الفصل بين الهجوم الإسرائيلى على الضفة، والعقيدة السياسية لليمين المتطرف، والذى يرنو إلى ضم الأراضى المحتلة عام 1967، وتوسيع الاستيطان وتعميقه.

فى واقع الأمر، أن غالبية الوزراء الإسرائيليين يؤيدون ضم الضفة، وأن الهجوم على شمالها يُسوَّق كـ«حاجة أمنية إسرائيلية»، لكنه يحمل أهدافًا أيديولوجية وسياسية، تتمحور حول نسف إمكانات الحل السياسى للقضية الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية.

*تعنت وبناء ردع انتحارية بموافقة سرية غربية.

 

 

بدورها، تقرّ أوساط فى أوروبا والولايات المتحدة، وبلدان الشرق الأوسط، بما فيها من السلطة الفلسطينية بأن، ما يمكن أن تطرح، كاستراتيجية، اختلقها الاحتلال، والسيطرة على الضفة، تحت نظرية: «التحول من الردع، إلى المنع»، والتذرع بـ«الخطر الإيراني»، وفق تسريبات غربية، ساندت دو الاحتلال، بينما الحقيقة أنها، عملية عسكرية، واستهانة، متدحرجة لفرض السيطرة الشاملة على الضفة، بدءًا منَ ف رام الله لـ«المدن، إن الاحتلال يركز فى حملته على مثلث جنين-طولكرم- طوباس، بهدف التسهيل العملياتى لخطة نتنياهو-سموتريتش، لعودة المستوطنات إلى المنطقة الشمالية للضفة، وذلك ما افصح عنه الباحث المناصرة..

واعتبر المسئول أن عمليات الاحتلال فى مخيمات طولكرم وجنين، طويلة وسرية، ما يجعل كابوس التهجير حاضرا بقوة.

ويحذر القيادى من مخطط إسرائيلى لتهجير نحو 750 ألف فلسطينى من سكان الضفة لديهم «رقم وطنى أردنى»، وذلك بإجبار هذا العدد الذى يشكل 25 فى المئة من سكان الضفة، على الانتقال إلى جوار فلسطين، قد تكون الأردن، لبنان، وسوريا، رغم مأساوية التصور. مأساوية

التنفيذ، ما يستدعى، أن تقود مصر والاردن، فى هذه المرحلة، الحراك السياسى باتجاه الدول الغربية والإسلامية ودول مجلس الأمن، لكبح عنوان تهريبات السفاح، التى تتمدد وتتقلص بحسب ميول الإدارة الأمريكية، التى باتت الحرب فى غزة والضفة لا تعنى لها إلا فقرة فى تصريح سياسى صباحى.

زر الذهاب إلى الأعلى