فنزويلا.. حشود غير مسبوقة في الشوارع للتعبير عن عدم ثقتهم بنتائج الإنتخابات التي أجريت في مناخ من الاضطهاد

أزمة إقتصادية وسياسية مروعة تعيشها البلاد.. وإنقطاع التيار الكهربائي عن 80% من السكان

في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدال مؤخراً، وصلت التوترات السياسية في فنزويلا إلى مستويات جديدة، ويبدو أنها بلغت ذروتها بانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي أدى إلى غرق 80% من سكان البلاد في الظلام حرفياً. ومن المرجح أن يكون الافتقار المزمن للاستثمار في البنية الأساسية العامة والفساد المتفشي المرتبط به السبب الرئيسي وراء هذا الانقطاع وغيره من حالات انقطاع التيار الكهربائي التي تحدث في كثير من الأحيان. ومع ذلك، اتهم الرئيس نيكولاس مادورو المعارضة بارتكاب “تخريب كهربائي” في محاولة للإطاحة به من السلطة.

في الواقع، حدث الانقطاع في أعقاب انتخابات رئاسية أجريت في مناخ من القمع والاضطهاد ولم يتم الاعتراف بنتائجها أو التشكيك فيها على نطاق واسع دولياً بسبب افتقارها إلى الشفافية والتحقق الموضوعي. وعلى الصعيد المحلي، أثارت النتائج احتجاجات عامة ضخمة، حيث نزل أعضاء المعارضة السياسية ونشطاء المجتمع المدني والصحفيون والمواطنون العاديون من جميع مناحي الحياة إلى الشوارع للتعبير عن عدم ثقتهم الجماعية في النتائج الرسمية، والغضب إزاء الأزمة الاقتصادية والسياسية المروعة التي تعيشها البلاد، والمطالبة بالتغيير التحويلي. ولفترة وجيزة، أعطت أعدادهم الهائلة ووحدة أصواتهم الأمل في أن نافذة الفرصة قد انفتحت للتغيير الحقيقي.

لم تكن هذه الاحتجاجات خالية من المخاطر. فمنذ الانتخابات، شنت الحكومة حملة صارمة على المعارضة، واحتجزت أكثر من 2000 شخص، وقيدت الحريات المدنية والسياسية، وكثفت مراقبتها للسكان، وفرضت الرقابة على الاتصالات على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. وعلاوة على ذلك، فإن القانون الذي صدر مؤخرًا بشأن مراقبة وتنظيم وتشغيل وتمويل المنظمات غير الحكومية والمنظمات ذات الصلة، والمعروف باسم “قانون مكافحة المنظمات غير الحكومية”، يؤدي إلى تآكل حرية تكوين الجمعيات والحق في المشاركة في الشؤون العامة.

في هذه المرحلة الحرجة، يجب الاعتراف بأن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية شاملة تعالج الأسباب الجذرية للصراع، وتسعى إلى المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان – الماضية والحالية – وتعالج التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية والفساد النظامي الذي ابتلي به البلد لفترة طويلة جدًا. وفي غياب مثل هذه العملية الشاملة، سيكون من المستحيل إيجاد طريق للسلام والعدالة في فنزويلا.

زر الذهاب إلى الأعلى