قمة السيسي – أردوغان: تحولات الجيوسياسية الأمنية فرضت تعزيز العلاقات والتعاون المشترك
حسين دعسة

في تقريرها من انقرة، ركزت وكالات الأنباء العربية والعالمية، الأوروبية الأميركية تحديدا، على الأهمية الاستثنائية لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الدولة التركية.

.. ولفتت وكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن:”إردوغان والسيسي… رغبة في “تعزيز تعاونهما” بعد عقد من القطيعة”، إلا أن حاضر الإعلام المعاصر، لم يترك مساحة لفهم طبيعة العلاقة الحضارية والاجتماعية والسياسية بين مصر وتركيا، عبر تاريخ وبيئة وجيوسياسية مشتركة بين أفريقيا واسيا العربية واسيا الصغرى.

*التعزيز السياسي محطة للمستقبل المشترك

في ظل أزمات أحداث العالم، والحروب الكبرى، الحرب الروسية الأوكرانية، الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، جاءت قمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان  في  العاصمة الاقتصادية لتركيا، أنقرة، لتفتح مرحلة مهمة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، مع وجود بيئة تنسيق وتعاون ورغبة مشتركة  في تعزيز  طبيعة قوة وإمكانيات والادوار التي تفرضها جيوسياسية ارتياد المستقبل في  الإمكانات المتاحة لمصر وتركيا، استنادا المتغيرات  يعيشها العالم والمنطقة، نتيجة الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهي مرحلة تدعم آفاق  العمل السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي والأمني المشترك، عدا عن التنسيق في المواقف والآراء والحلول المفاوضات الدولية من خلال المنظمات الدولية والأممية والعربية والإسلامية، مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

.. نظرة مركزة،  سابقة، لفت إليها  الرئيس التركي إردوغان، في ختام اجتماعه مع  الرئيس المصري السيسي الذي كان استقبله في القاهرة في منتصف شباط/ فبراير “سنعزز تعاوننا في كل المجالات”، وقمة انقرة اليوم جلت الكثير من الحقائق ومسار الأعمال، بدأت من لحظة استقبال الرئيس التركي، الرئيس السيسي، عند نزوله من الطائرة، في أول زيارة رسمية له إلى تركيا.. وتاليا:أكد إردوغان “نريد الارتقاء بتعاوننا مع مصر في مجال الطاقة، وخصوصا الغاز الطبيعي والطاقة النووية”، وهي ملفات اقتصادية لها دورها في عالم اليوم.

.. في المؤشرات بين البلدين، أن  العلاقات  اخذت نحو التطور السياسي والاقتصادي والأمني، مع تقارب مصالحهما  ورؤيتهما في الكثير من النزاعات الإقليمية، والدولية، منها أهمية دور مصر في المنطقة والإقليم، وفي القارة الأفريقية، وتمكنت عمليا بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول، مع إعلان حركة حماس معركة طوفان الأقصى، كمقاومة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وبدء الحرب العدوانية على قطاع غزة، حرب إبادة جماعية مع التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

*موقف سياسي وامني.. ومساعدات إلى غزة.

في هذا الإطار، أكد الرئيس التركي، أن بلاده، نسقت مع مصر لإرسال عدة سفن مساعدات إنسانية إلى غزة عبر ميناء العريش المصري منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع التأكيد بضرورة إيقاف الحرب والإبادة الجماعية والتهجير:”أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية (إلى قطاع غزة) من أولوياتنا”.

.. وخلال القمة، تحدث الرئيس السيسي عن: “المأساة الإنسانية في غزة” وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، دعا السيسي إلى “وقف التصعيد في الضفة الغربية” التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 وتنفذ فيها قواتها عملية عسكرية واسعة منذ أسبوع.

* السيسي.. والوضع في الصومال.

كان لافتا اصرار الرئيس المصري، طرح مناقشات مسهبة  مع الرئيس إردوغان، حول مألات الوضع في الصومال واتفق  الطرفان  على ضرورة السعي من أجل “الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي” هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي، وهي رؤية تدعم  ما أنجز فعلا في

أنقرة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، عندما وقعت اتفاقات  مهمة  في مجال التعاون العسكري مع الصومال الذي يشهد توترات حادة مع  إثيوبيا.

*قمة مختلفة في عالم مضطرب.

كان لافتا للغاية، تلك اللحظات التي أعلن  فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن تأسيس مرحلة جديدة، مختلفة معاصرة من العلاقات  بين جمهورية مصر العربية مع تركيا، وهذا  ما جعل قمة العمل السياسي والاقتصادي والأمني، فتكللت مجموعة من  الثوابت، والأعراف، والرؤى التي  جعلت من زيارة السيسي التاريخية للدولة التركية، فاتحا سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة، وهي تأتي في مرحلة وعالم ومجتمع دولي مضطرب، ما المح إليه الرئيس

السيسي، عندما  كشف  في دراية مهمة، وتحليل لطبيعة الأوضاع العالمية والأحداث المرتبطة بما نشأ عن الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إن:

“التحديات في المنطقة(..) تتطلب تنسيقًا مع تركيا”، موكدا أنه ناقش مع أردوغان سبل التصدي للأزمات الإقليمية وفي مقدمتها غزة، وشدد على أن “مصر وتركيا تدعوان لوقف إطلاق النار في غزة ووضع نهاية للعنف في الضفة الغربية”، عدا عن   حساسية  الأوضاع في السودان والقرن الإفريقي،  ما يحتم  ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال، كما تم مناقشة الأزمة في ليبيا، ورحب من جهة ثانية بمساعي التقارب بين سوريا وتركيا.

*مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليمي.

شكلت زيارة الدولة التي تمت  وسط توجيهات رؤساد مصر وتركيا، نقطة تحول في  استثمار وقيادة البلدين، فقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري، إن مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل “أمرًا حيويًا”، ذلك  أن البلدين يتبنيان موقفًا مشتركًا تجاه القضية الفلسطينية، وهي إشارات سياسية لها بدلالاتها المؤثرة اقليميا.

وعاد أردوغان، لتثبيت الموقف التركي من الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، مؤكدا إن دولة الاحتلال الإسرائيلي  وداعموها مسؤولون عن وفاة كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، مستنكرًا خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي-السفاح- بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي في تموز/يوليو، قائلًا: “مكان قتلة 41 ألفًا من الأبرياء ليس منابر البرلمان بل قاعات المحاكم لمحاسبتهم على جرائمهم”.

وأكد على أن “إسرائيل تواصل موقفها المعرقل للمفاوضات، وكشفت عن عقليتها بقتل مُحاورها”، في إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما طرح خلال المؤتمر الصحفي في انقرة.

*ماذا يعني تعزيز التعاون  التركي مع مصر؟.

تساؤلات سياسية وأمنية واقتصادية، وودها في هذا الوقت، يؤكد قوة واستقرار جمهورية مصر العربية، ويدعم دورها الدولي، ومكانتها الآسيوية الأفريقية، وقدرتها العربية الإسلامية، حل حل النزاعات وقيادة المفاوضات، الأمر الذي جعل  الرئيس التركي  يعلن، كاشفا عن إرادة بلاده في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة، بما في ذلك عزم وقرارات تركيا  رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنويًا خلال الأعوام الـ5 المقبلة، ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل.

*عراقة تاريخية شعبية متأصلة الجذور.

بيان الرئاسة المصرية، التقط خصوصية القمة بين الرئيس  عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونقل البيان ما صرح به  السيسي، في انقرة: “تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك”.

.. وفي الدلالات، قول السيسي:”لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادًا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين”.

.. وفي الأطر العملية، كشفت الرئاسة التركية في بيان الأربعاء إن زيارة الرئيس المصري تأتي تلبية لدعوة من نظيره التركي، ردًا على زيارة الأخير لمصر منتصف شباط/فبراير.

وأضافت أن الرئيسين يترأسان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي؛ [رفيع المستوى] الذي أعيدت هيكلته وفقًا لإعلان مشترك جرى التوقيع عليه خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة، وأضافت أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، لاسيما الهجمات الإسرائيلية على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما  أن اجتماع المجلس سيناقش الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لمواصلة تطوير التعاون الثنائي، ويتوقع أن تقام بعد ذلك مراسم توقيع اتفاقات، مهمة.

* أصوات قوية لبلاد مستقرة، تنظر للأمن والسلام.

الزيارة، القمة المصرية التركية، تعد، استجابة طبيعة لثقة شعوب البلدين، وقيادته ما، وتاريخها، الذي ابد تلك الأصوات القوية في بلاد  أبدعت استقرارها ومكانتها الدولية والاقليمية.

فعلا مستقرة، تنظر للأمن والسلام.   كأحد  أهم أوجه  بناء  العلاقات الثنائية استراتيجيا وأمنيا، عدا عن توافق الرؤى السياسية حول أزمات وإحداث وحروب المنطقة، أن العلاقات، تتحرك نحو الأفضل بسلاسة والقائم  منها في وفاق دائم، العوامل الجيوسياسية الأمنية الجغرافية والحضارية، تدعم القوة الاستراتيجية الراهنة  بين  مصر، مع تركيا، استنادا الى   عمق اقتصادي واجتماعي وثقافيا، قد يؤدي إلى وحدة في  ساحات العمل السياسي والاقتصادي والثقافي، كما الدولي الأممي،، والذي يساهم في تكريس  ودعم مقومات العمل الاستثماري، المؤسساتي بسبب  إمكانيات ودور كل بلد، عدا عن العمل المشترك.

*ممر  الطاقة الشرق إوسطي.. ولكن؟

.. في فهم الأثر السياسي السيادي، تعمل دولة مثل مصر، وتركيا على تحليل الأحداث والأزمات، وفق معادلات وأسس جيوسياسية،واحيانا تحمها سياسة جغرافية الجوار الإقليمي، وهنا نتذكر  وعى الدولة المصرية، عندما قام وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي الخميس 29 آب الماضي، بزيارة للعاصمة القبرصية نيقوسيا بدعوة من نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو من أجل تبادل الرؤى بين الجانبين.

.. وفي المنظور والتحليل، علينا أن نلفت إلى أن مناقشة التطورات الدولية والإقليمية،  نقلت الزيارة  إلى  ملفات مهمة ساخنة، موضوع الطاقة العالمية، حيث أكدت مصر وقبرص، الحاجة إلى تعزيز التعاون  في  تنفيذ الهدف المشترك المتمثّل في إنشاء ممرّ موثوق للطاقة من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا لنقل الغاز الطبيعي وللطاقة الخضراء.

.. هذا المنجز، اعيد التفكير به اقليميا واقتصاديا، فالممرّ الذي سيعزّز من مكانة مصر الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم، مهم  بعدما تعرّضت مكانتها في قناة السويس لاهتزازات كثيرة من جراء تنفيذ حركة الحوثيين في اليمن ضربات واعتداءات على السفن التي تمرّ عبر البحر الأحمر، لكنّ هذا الممرّ سيشكّل  لكل من تركيا، ومصر، وربما روسيا، ما يعزز الثقة في كل الاتفاقيات،  مصير العلاقات الثنائية، التركية – المصرية، ولاحقا المصرية – الروسية، يستعيد إمكانية تحقيق ملف الممر برغم معيقات التنفيذ مرحليا، وهذا ممكن بالنسبة لحاجة مصر.

*.. اتفاقيات مشتركة وأفاق تعاون لا محدود.

لا يمكن الرهان على الأحداث التي تغلي في المنطقة، وقد حققت قمة السيسي – أردوغان، صفحات بعيدة المدى، فمنذ 12 عاما، عملت تركيا ومصر على تحسن العلاقات  التي تباين مستوياتها  منذ فترة طويلة بين البلدين المهمين في المنطقة، والمجتمع الدولي، وبرز ذلة كاشفا أهمية كل كيان في موازنة الاخر من حيث القوة والعمل والاستقرار والمكانة الدولية والاقليمية والأممية.

كل هذا يفسر للعالم، أن التوقيع بين مصر وتركيا على اتفاقيات تشمل الجوانب التجارية والاقتصادية والثقافية والصحية، لتستمر العلاقات بين البلدين ‏، ذلك ما يفسر التطور الشامل في  كل المجالات من الاقتصاد إلى الثقافة، ومن السياحة إلى الصناعة، ومن التعليم إلى الصحة، وهي حتنا ستقود إلى معالم انطلاقة مؤثرة في المنطقة والإقليم، نظرا لان أثر الاتفاقيات، هو تحول نوعي في إدارة الإمكانات والموارد ودور الشعوب، لما فيه صالح ومستقبل البلدين، ومن ثم الجوار الاستراتيجي، وحماية المصالح ودرء الأخطار السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية.

.. القمة وضعت اجتماعات “المجلس الاستراتيجي ‏رفيع المستوى” بين مصر وتركيا،  برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي‎، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، علامة بات ينظر لها المجتمع الدولي، كمؤشر على تحدي ديمومة الاستقرار والتعاون والتنمية،

وهنا اتذكر زيارة  وزير الخارجية التركي” هاكان فيدان”، إلى القاهرة يومي 4 و5 اب؛ للتحضير لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة التركية أنقرة.

.. والمهم ان المؤتمر الصحفي مع  وزير الخارجيه المصري بدر عبدالعاطي،  لاحظ الحرص الإقليمي والدولي، لما لفتت اليه تركيا من خلال وزير خارجيتها، الذي قال:إن مصر وبلاده ستعملان على تطوير العلاقات بكل الإمكانيات المتاحة، ذلك  أنَّ المنطقة أصبحت تشهد طوقًا من النيران،  و أن أنقرة تولي اهتماما كبيرًا بالتشاور مع مصر.

. وفي ذلك الوقت، كان الكشف عن  عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى (..)، ولعل تبادل زيارة رئيسي تركيا ومصر، أردوغان لمصر، والسياسي لتركيا،  منجزات لها وزنها السياسي والأمني، عدا عن الاقتصادي التنموي، وبالتالي، دفعات  قوية للعلاقات المشتركة بين البلدين، ما يثير شهية ديمومة  العمل على معالجة المواقف من أزمات وحروب، مؤثرات التنمية المستدامة على شعوب واستقرار المنطقة والإقليم، وهنا نرى ذلك، من تحديات  الدول التي لا تريد الانكفاء وراء اي أزمات داخلية أو خارجية،  ومن أسس النجاح وبناء القوة والاستقرار، تعزيز وتكثيف العلاقات والمصالح في شتى المجالات،  ورفع مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، وغيرها إلى مستويات  تنافس مثيلاتها في العالم.

*.. السر في بنية العلاقات الاقتصادية.

قمة السيسي – أردوغان في انقرة، وضعت  صورة  مصر وتركيا، في منظور العالم والدول المؤثرة عالميا، وفي أطر القارات الكبرى أفريقيا واسيا الصغرى، عدا عن جيوسياسية العلاقات عبر الدول العربية والخليج العربي، وشمال أفريقيا والمغرب، ما اسي عمليا صفحات  جديدة للعلاقات كافة.

.. وليس سرا، أن القمة، سيكون لها  وزنها وحراكها  الدولي، لما سينتج من  خطوات ينظر إليها، بدقة وتعاون، وربما بحذر على نطاق واسع، برغم انها نشأت من  منط لقات  تفتح، أمام مصر وتركيا والمجتمع الدولي، قراءات لمرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين بعد سنوات  عصيبة من الأزمات التي تركت بصماتها في حياة البشرية، أزمة جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عن ما سمي بالربيع العربي، وحالة الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل

التحدي، وعزم القمة المصرية التركية، انتج مرحليا وفي قراءة استشراف المستقبل، وقعت مصر وتركيا 17 اتفاقية جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين.

وشملت الاتفاقيات، بحسب المصادر المشتركة، مجالات متنوعة، من بينها الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة،

عمليا، تضمنت الاتفاقيات ما يلي:

1.:مذكرة تفاهم بشأن تطوير المنطقة الصناعية بالعاصمة الإدارية الجديدة، *2.:

اتفاقية تخصيص أرض بشأن تطوير المنطقة الصناعية في مدينة 6 أكتوبر الجديدة.

*3.:مذكرات تفاهم في كل من مجال سياسة المنافسة، والتعاون في مجال التعليم العالي، والسكك الحديدية، والطيران المدني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعاون العلمي والاقتصادي والفني في مجال الزراعة.

*4.:مذكرات تفاهم حول التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية، ومجال ودعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومجال السياحة والثقافة، والمواضيع المالية والاقتصادية، والطاقة، ومجال العمل والتوظيف، وحماية البيئة، والتطوير العمراني.

*5.:مذكرة بين وزارة الخارجية التركية، ووزارة الخارجية المصرية ووزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج.

*في تاريخية القمة المصرية – التركية.. أجندة ووثائق

الرئيس عبد الفتاح السيسي في أوّل زيارة إلى تركيا منذ، حقق مرحلة تاريخية سيكمل أثرها وقيمتها، عبر تأريخنا الوثائق مواقيت الزيارة:

*1.:أهمية نوعية.

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة اليوم الاربعاء لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أول زيارة على مستوى رئاسي منذ 12 عاما مع تحسن العلاقات  المستمر  منذ فترة طويلة بين البلدين المهمين في المنطقة، ما شكل أهمية نوعية لها وزنها السياسي والاقتصادي والأمني.

*2.:زيارة تاريخية.

تأتي زيارة السيسي لتركيا بعد زيارة أردوغان إلى القاهرة في شباط، وهي أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012، متخذا خطوة كبيرة نحو إعادة بناء العلاقات التي توترت بشدة على مدى عقد من الزمن.

*3.:الخطوات المشتركة الممكنة.

قال مكتب الاتصال بالرئاسة التركية في بيان أمس الثلاثاء “سيتم استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون”.

*4.:مواقف.

البيان “بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، سيجري تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.

*5.:الصداقة والتعاون المشترك.

قالت الرئاسة المصرية في بيان اليوم الأربعاء “زيارة السيد الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيسا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائيا أو على مستوى الإقليم الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين”.

*6.:سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.

أن اجتماعات السيسي في تركيا ستتناول “سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع وخفض التصعيد في الشرق الأوسط”.

*7.:مراسم.

استقبل أردوغان السيسي في مطار أنقرة قبل أن يغادرا معا في موكب إلى القصر الرئاسي لحضور مراسم الاستقبال. وسيترأسان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر.

*8.:علاقات سياسية قوية.

قال السيسي على منصة إكس “أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية”.

*9.:الإرادة المشتركة.

أضاف “لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين”.

*10.: دبلوماسية مؤثرة.

بدأت العلاقات بين البلدين في التحسن في عام 2020 عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لتخفيف التوترات مع قوى منافسة لها بالمنطقة، بما في ذلك الإمارات والسعودية ومصر.

*11.: طائرات مسيرة.

في العام الماضي، تبادلت تركيا ومصر تعيين السفراء. وأعلنت أنقرة أنها ستزود القاهرة بطائرات مسيرة مسلحة. وقال أردوغان في القاهرة إن البلدين يريدان تعزيز التجارة إلى 15 مليار دولار في الأمد القريب من 10 مليارات دولار.

*12.:منجزات اتفاقيات.

قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء المملوكة للدولة إن البلدين سيوقعان نحو 20 اتفاقية لتعزيز العلاقات التجارية والتعاون في مجالات الطاقة والدفاع والسياحة والصحة والثقافة والتعليم. وأضافت أن من المقرر أيضا توطيد التعاون في مجالي الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال.

*13.:مساعد وتنديدا العدوان على غزة ورفح.

أرسلت تركيا، التي تندد بإسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة، آلاف الأطنان من المساعدات إلى مصر من أجل الفلسطينيين وأشادت بالجهود الإنسانية التي تبذلها القاهرة ودورها كمفاوض في محادثات وقف إطلاق النار.

*14:مجلس التعاون الاستراتيجي.

من جانبها، قالت الرئاسة التركية في بيان الأربعاء إن زيارة الرئيس المصري تأتي تلبية لدعوة من نظيره التركي، ردًا على زيارة الأخير لمصر منتصف شباط/فبراير.

وأضافت أن الرئيسين سيترأسان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي أعيدت هيكلته وفقًا لإعلان مشترك جرى التوقيع عليه خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة، وأضافت أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، لاسيما الهجمات الإسرائيلية على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح البيان أن اجتماع المجلس سيناقش الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لمواصلة تطوير التعاون الثنائي، ويتوقع أن تقام بعد ذلك مراسم توقيع اتفاقات.

وخلال لقائهما في القاهرة، أكد الرئيسان المصري والتركي رغبتهما في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وحينها قال السيسي إن بلاده سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة.

*علامة فارقة..

..خطوات المجتمع الدولي، تنحاز إلى ضروريات توافق رؤى الدول والشعوب، ومدى قدرتها على إبداع وحراكها واستقرارها وصورتها في تحقيق الأمن والسلم الدولي والحفاظ على استدامة الموارد الاقتصادية والاجتماعية، وتحدي الأزمات والحروب، بل قوة الأدوار السياسية وقيادة فرص الدبلوماسية المفاوضات وإيقاف الحرب، اي ما كان شكلها ونتائجها، هذا هو دور مصر وتركيا القادم.

الدستور المصرية –

زر الذهاب إلى الأعلى