مفاوضات القاهرة.. الجولة التالية من خارج الوسطاء.. وبايدن لا يستحق نوبل للسلام!
حسين دعسة

النشرة الدولية

الدستور المصرية –

تتحدث أوساط دبلوماسية غربية وعربية أن فشل الجولة الثانية من مفاوضات مبادرة الرؤساء الوسطاء الثلاثية، قد تؤدي إلى اختلال كامل في دبلوماسية الإدارة الأمريكية، ولن تستطيع أن تقود الوساطة لوحدها، مع توقع انسحاب قطر ومصر، من استكمال عمليات الوساطة، في ظل تعنت وعنجهية من السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت الذي يضخ في جنون السفاح، ويقر وينفذ حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، من خلال غزو قطاع غزة.

وأيضا: الأمر بحسب المصادر ينطبق على دور مصر في الوساطة التي قدمت كل جهودها السياسية والأمنية اللوجستية، عدا عن خبرات واسعة في جيوسياسية الأمن والتفاوض.

مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، قدرت لـ”الدستور”، دلالات ما قد يحدث في مفاوضات القاهرة الأحد.، ونبهت إلى: حقوق كل من مصر وقطر، فيما إذا قررت أخذ استراحة في ظل واقع ما قد تتدهور إليه الحرب وذلك ضمن توقع التصعيد العسكري وفق سيناريو حرب بين حزب الله، أو إيران الحرس الثوري، ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.

*دائرة مشتتة.

 

ما ينشر المزيد من التشتت ومن القلق السياسي والعسكري أن الولايات المتحدة الأمريكية، في دائرة الرئيس بايدن، والبنتاجون والمخابرات التي تقود وفد بلادها في مبادرة الرؤساء الوسطاء الثلاثية، وفق ما أعلن عن أنها تنطلق من رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

مفاوضات القاهرة اليوم، مرحلة لها ثقلها السياسي، والتاريخي كل ذلك حديث المجتمع الدولي والإعلام.

إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ما زالت عبر رئيس وزراء التطرف وجيش الكابنيت، والشاباك والشين بيت، تتبنى عقلية الاغتيالات، وفتح الملفات المنسية،  وهذا واضح، فالذي يحدث قصص ينتشر حولها الوفود، تهتم بما تهتم به الإدارة الأمريكية والبنتاجون من ضغوط على تمرير مفاوضات القاهرة، بحضور كل الأطراف، ومشاركة الجميع في حسم ملفات المفاوضات التي، تبعثرت بإرادة أمريكية فتحت التبديل والتغيير في الردود مع  سلبية المقترحات، والابتعاد عن الحقوق المشروعة لكل طرف من أطراف الحرب.

*قلق وفوبيا ترقب حروب جانبية

 

قد يكون اسم حروب جانبية، هو الأنسب، لما قد نشهد قريبا من انفلات أمني عسكري متعدد الأقطاب: من إيران، العراق، سوريا اليمن، لبنان وربما معارك مواجهات حدودية تفرضها جيوسياسية الجوار الفلسطيني والجوار السوري والجوار اللبناني عدا عن الجوار اليمني، والعراقي، بمعنى أن المنطقة ستدخل متاهة من الحالات الأمنية والعسكرية وهذا يعني  قوى متعددة تزيد فوبيا القلق وفوبيا الحروب ورهاب الترقب.

قد نرى من حالة الترقب أن الجميع  نفض يديه وخرج من عباءة  المفاوضات، وباتت حرب الإبادة الجماعية تنال من غزة ورفح، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية تريد أن يعلن العالم الاستسلام للقرار الإسرائيلي الصهيوني، النازي وإلا استمرار الحرب، وأي حرب بقت في غزة ورفح، والمفاوض الأمريكي، قد يخرج مرحليا لأن لدية مهمة إعداد ملف نوبل للسلام الجائزة التي أرادوا أن يأخذها بايدن، وأيضا إتمام ملف الانتخابات الرئاسية، وتذليل مستقبل المرشحة كامالا هاريس.

.. المفاوضات تشعبت حول غزة، وحول المعابر؛ معبر فيلادلفيا، معبر رفح، وحول أزمة ما تترقب دولة الاحتلال من مكتسبات بفرض تواجدها العسكري ورفض الخروج العسكري من غزة ورفح.

عمليا: كل قوي المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات الدولية والصحية والإنسانية، تراقب كيف تدير إسرائيل السفاح الحرب وكيف تدعمها الولايات المتحدة.

إن  الفهم الجيوسياسي الاستراتيجي، بات واضحا، إسرائيل، وربما الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، هي كتل تريد فتح حرب أو سلسلة حروب لإعادة إنتاج صورتها وهيمنتها، كل ذلك بإعلان حماس إرهابية مارقة، وأيضا حزب الله، وقبل منهما الحرس الثوري الإيراني، جماعات الحوثيين، والحشد الشعبي وكل من يسير في فلكهم.

القصص باتت خطيرة، وكلها تريد رفشال مفاوضات القاهرة، وهذا إذا لم تنجح، فقد أفشلها الولايات المتحدة (أولا)، ومزقها أصلا التعنت والإرهاب الاسرائيلي (ثانيا)، وهذا أمر معلوم لكل وفود المفاوضات السابقة، أو التي ستجري اليوم.

.. لهذا تتواجد حركة حماس للاستماع والمشاورات الجانبية، فالرد العميق واضح، ولم يتبدل، إذا نست الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية التي تقوم بواجبها ضد دولة الاحتلال، هي واقعيا، ليس لديها غير الوطن والأرض ودحر الاحتلال فبعد حرب دخلت شهرها الحادي عشر، فقد بدت قوتها ومسارات سياستها، بأن ردها هو محور الحركة لما بعد الحرب ومرحلة الإعمار.

*السفاح يطيل الحرب. والبنتاجون يدعم.

 

هذا ما يحدث فعليا منذ أشهر طويلة وسؤال من يُطيلها (؟!) عن قصد، أو لأمر ما، فهذا ليس إلا بسبب حاجة دولة الاحتلال للاحتماء بنتائج حرب مدمرة وخطة مارشال لإعادة تنصيب التطرف الصهيوني التوراتي، حارس للمنطقة.

.. قد تنال قصص تأخير رد ايران و/ أو حزب الله، في ضربات انتقامية ثأرية ضد الاغتيالات واستمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح، ما يجعلنا ننبذ أن يكون هذا الانتظار، هو شاغل الدنيا، ضمن دائرة الإدارة الأمريكية، أو عصابة السفاح نتنياهو، إنه يعلم أن أي ضربة جديدة تعني نهاية إسرائيل الاحتلال السفاح معا.

.. وهذا واقع، لن يتأثر بما سينتج عن  نجح/أو فشل  الوسطاء في تحقيق تقدم، أو مجرد اتفاقية شكلية فرعية، نتيجة  مفاوضات القاهرة، التي تعد فرصة مهمة.

* كيف نفسر هذه الملاحظات؟!.

*1.:

 

نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسئولين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطير بين صفقة الرهائن أو التصعيد.

*2.:

إنّ السفاح  أوصل  دولة الاحتلال الإسرائيلي  إلى أسوأ وضع استراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى.

 

 

 

*3.:

ليس لدولة الاحتلال الإسرائيلي  أي  إطار زمني تعمل وفقه باستثناء احتمال دخول المرشح الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض.

 

*4.:

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصادر أنّ نتنياهو تعهد للرئيس الأميركي جو بايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا، جنوبي قطاع غزة.

 

 

*5.:

وفد قيادي من حركة حماس يتواجد  في  العاصمة المصرية القاهرة، وسيلتقي الوفد مع كبار المسئولين في جهاز المخابرات المصرية بهدف الاطلاع على تطورات جولة المحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة”، مؤكّدًا أن هذه الزيارة “لا تعني المشاركة في جولة المفاوضات”.

*6.:

 

 

 

خلافات بين السفاح نتنياهو والمفاوضين الإسرائيليين بعد تمسكه بإبقاء الجيش/الكابنيت في محور فيلادلفيا بغزة

 

 

*.. إلي أين؟.

السر في جعبة الإدارة الأمريكية التي تريد جائزة نوبل للسلام، لرئيسها جو بايدن، على اعتبار أنه قاد السلام إلى شعب غزة، وهو من دعم عسكريا وأمنيا ودبلوماسيا، استمرار الحرب، ومدارة شيطنات السفاح نتنياهو.

الجائزة ستكون لشعب وسكان قطاع غزة الذين أبيدت حياتهم بيوتهم واعمارهم.

 

السفاح نتنياهو، لا يضمن أو لا يؤتمن على غزة وأهل غزة ورفح، لا يضمن.. وحماس هي من يقود ساعات وأيام المواجهة مع الاحتلال وجيش الكابنيت، بما في ذلك الألاعيب التي تدار فيها المفاوضات عند الطرف الأمريكي أو الإسرائيلي، بينما حركة حماس واقفة على ردودها، وقطر ومصر تقدم وقدمت  كل جهودها التي لم تنقطع إلى اللحظة.

.. نريد الاستقرار والسلام وإيقاف الحرب على غزة ورفح، انسحاب جيش الاحتلال إلى خارج غزة، وترك الدول الوسطاء تعمل مع إمكانية التحول السياسي في الإدارة الأمريكية، ما يؤدي إلى  فتح المجال للمجتمع الدولي لإيقاف الحرب، والخروج من سوداوية حروب الإبادة.

زر الذهاب إلى الأعلى