الكويت توقّع مع قطر اتفاقاً لاستيراد الغاز المسال لـ 15 عاماً بواقع 3 ملايين طن متري

النشرة الدولية –

وقعت مؤسسة البترول الكويتية وشركة قطر للطاقة أمس اتفاقا طويل الأجل تستورد بموجبه «البترول» ما يصل إلى 3 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما، على أن يبدأ توريد الشحنات إلى مرافق الغاز الطبيعي المسال في مصفاة الزور اعتبارا من بداية 2025.

جاء ذلك خلال احتفال بتوقيع الاتفاق أقيم في مقر مؤسسة البترول الكويتية، إذ وقع نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي الشيخ نواف السعود الاتفاق نيابة عن مؤسسة البترول، فيما وقعه عن الجانب القطري وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، م.سعد بن شريدة الكعبي، بحضور كبار المسؤولين في القطاع النفطي ونظرائهم في دولة قطر الشقيقة.

وبهذه المناسبة، أكد الشيخ نواف السعود الأهمية البالغة لهذا الاتفاق الذي يبنى على الأساس الذي أرساه الجانبان عام 2020 عندما وقعا اتفاقهما الأول الذي بموجبه يقوم الجانب القطري بتزويد المؤسسة بنحو 3 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويا لمدة 15 عاما اعتبارا من 2022.

الكويت توقّع مع قطر اتفاقاً لاستيراد الغاز المسال لـ 15 عاماً بواقع 3 ملايين طن متري

وأوضح أن توقيع ثاني اتفاق من نوعه خلال فترة قصيرة مع قطر للطاقة يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات، ومنها الطاقة، كما يجسد التزام مؤسسة البترول الكويتية بتأمين إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة، تماشيا مع استراتيجيتها للتحول بحلول 2050.

وأشار إلى أن مؤسسة البترول الكويتية تسعى الى تلبية احتياجات الدولة من الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء على وجه الخصوص، لافتا إلى أن استخدام الغاز الطبيعي المسال سيسهم في خفض انبعاثات الغازات الضارة وسيحسن جودة الهواء في البيئة المحلية.

ولفت الى أن التعاون بين الكويت وقطر لا يعرف حدودا سواء في الجوانب الاقتصادية أو السياسية، مؤكدا أن هناك اهتماما كبيرا من الجانب الكويتي بالتعاون بين الدولتين إلى جانب الاستعداد الجانب القطري لتلبية حاجة الكويت من الغاز حال الحاجة في المستقبل.

وأكد أن الاتفاقية ترمز إلى الجسور العديدة التي تربط بين قطر والكويت، وأولها الإرث التاريخي الذي يعود إلى قرون مضت، حين كان أجدادنا يبحرون في مياه الخليج بحثا عن اللؤلؤ، دون أي تصور عن حجم الموارد الطبيعية الأخرى التي تحتضنها بحارنا، وأما الجسر الثاني فهو الوطنية الشامخة التي تدفع شعبينا إلى الوقوف رافعي الرأس ثابتي الخطى متجهين نحو الازدهار والرخاء مهما واجهنا من صعاب، وعندما وجد الشعب الكويتي نفسه في مواجهة تحديات كبرى وظروف قاسية، وجد في قطر الإخاء الحقيقي والعضيد المؤتمن والسند القوي في مواجهة محنة الغزو العراقي الغاشم، ومع مرور الزمن، برز بلدانا كمنارة للاستقرار والنمو في المنطقة، ولفت إلى أن الجسر الثالث، هو التعاون في مجال الطاقة.

ولفت السعود إلى أن توقيع الكويت لاتفاقية استيراد الغاز لا يعني انها لن تبحث وتستكشف عن الغاز الفترة المقبلة، خصوصا أن المؤسسة أعلنت في يوليو الماضي عن اكتشاف حقل النوخذة متوقعا استمرار الاكتشافات من الغاز الطبيعي غير المصاحب، إذ إن احتياجات الكويت في زيادة مستمرة في ظل نمو عدد السكان والحركة الاقتصادية، الأمر الذي يتطلب توفير المزيد من الطاقة.

وتحدث عن ان الكويت ستعمل على تطوير المكامن لتلبية احتياجاتها المتزايدة على الطاقة، مشيرا إلى ان تلبية تلك الاحتياجات ستكون أيضا من الطاقة الشمسية التي تعمل عليها وزارة الكهرباء والتي ستكون بنسبة 30 ‎%‎ من استخدامات الطاقة الكلية بحلول 2030، وان الكويت تطمح للنمو في الصناعات المختلفة التي تعتمد على الغاز الطبيعي، حيث سيتم بناء العديد من مصانع البتروكيماويات، وذلك بتوفير كميات من الغاز بشكل اكبر لتشغيل تلك المصانع.

شراكة طويلة الأمد

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، م.سعد بن شريدة الكعبي «هذه الشراكة طويلة الأمد بين مؤسسة البترول الكويتية وقطر للطاقة تشكل عنصرا محوريا في دعم أهداف الاستدامة للكويت، وخاصة في مجال توليد الكهرباء، كما تعكس أيضا التزامنا بدعم الاحتياجات المستقبلية لجميع زبائننا وعلى رأسهم مؤسسة البترول».

وأضاف الكعبي أنه سيتم توفير الغاز المسال للجانب الكويتي من خلال حقل الشمال بداية من العام 2025، مؤكدا التزام قطر بتوفير جميع الإمدادات لجميع العملاء سواء من الإنتاج الحالي أو الجديد.

وشدد الكعبي على ان التعاون مع الجانب الكويتي ليس له حدود وأنه ستكون هناك شراكات بطرق مختلفة.

الغاز القطري يوفر احتياجات الكويت.. في كل الظروف

قال الشيخ نواف السعود: «في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعصف بأسواق النفط العالمية، تفتخر مؤسسة البترول بالتعاون مع شركة عالمية ذات سمعة رفيعة مثل قطر للطاقة، فالغاز القطري سيوفر لنا الثقة والاستقرار المطلوبين لتلبية احتياجاتنا من الطاقة في كل الظروف، وتعاون مؤسسة البترول مع قطر للطاقة يمتد إلى ما هو أبعد من المجال التجاري، فهو شهادة على القيم والأهداف المشتركة التي تدفع بلدينا إلى الأمام، وتؤكد علاقتنا المشتركة لتوريد الغاز الطبيعي المسال حتى الثلاثينيات من القرن الحالي وهي علاقة قائمة على ثقتنا المتبادلة في قوة صناعة النفط والغاز في منطقتنا وفي نهج الابتكار في إدارة صناعاتنا. ومعا، سنمهد الطريق لمستقبل طاقة أكثر إشراقا ونظافة وأمانا».

السعود لـ «التسويق العالمي» و«القانونية»: بارك الله فيكم

أعرب الشيخ نواف السعود عن خالص امتنانه لقطاع التسويق العالمي تحت قيادة الشيخ خالد الصباح، ولدائرة الشؤون القانونية لما بذلاه من جهـــد جهيد في إنجاز هذه الاتفاقــــية، إذ عملــــت الفرق المعنية بتفان وإخلاص وكان لعملهما الـــجاد دور فعال في هذا الإنجاز المهم. وختم قائلا: «بارك الله فيكم».

زر الذهاب إلى الأعلى