لخلخلة الانتخابات الرئاسية..متغيرات فى جبهات الحرب.. السفاح نتنياهو يتلاعب بالإدارة الأمريكية
حسين دعسة

النشرة الدولية –

كأنها تحولات بيئية غير مستقرة، يمكن رصد متغيرات سياسية وأمنية وعسكرية حادة، أخذت تعطى تأثيراتها الجيوسياسية الأمنية فى الحرب العدوانية الإسرائيلية الصهيونية، على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وفى ذات الوقت تشعبت الأعمال العسكرية الاشتباكات  فى جبهات جنوب لبنان، حزب الله، واليمن، الحوثيين، بينما لجأ السفاح نتنياهو إلى صراع داخلى مع أقطاب حكومته المتطرفة، ومع قيادات ووحدات جيش الاحتلال، والكابينت، عدا عما رشح من أسرار اشتغاله المجنون والتلاعب بالإدارة الأمريكية، والبنتاجون والرئيس الأمريكى بايدن، بهدف خلخلة الانتخابات الرئاسية، ضمن توجيهات المنظمات  والإيباك  المنفذ فى خرائط الانتخابات بين الحزب الديمقراطى، منافسة الحزب الجمهورى.

 

ما هى أبرز المتغيرات التى تؤثر على حرب غزة واقتحامات الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كما انفتاح جبهة جنوب لبنان، والآتى المفاجأة  الصاروخ اليمنى الحوثي؟…. عمليًا: السؤال مفتوح، والمتغيرات تتبادل قيمتها وأهميتها مع استمرار الأحداث، وهى هنا:

 

 

* المتغير الاول:

الصاروخ اليمنى الذى ضرب  تل أبيب.

 

التطور العسكرى الأمني، حدث منذ صباح اليوم الأحد، ونقلًا عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، كشف عن أن صاروخًا أطلق من اليمن وسقط وسط «إسرائيل»، مع تتابع  الانفجارات التى سُمعت فى الدقائق الأخيرة، التى كانت ناتجة عن صواريخ اعتراضية، برغم أن نتيجة عملية الاعتراض لا تزال قيد الفحص.

 

وفى وسط الحمى الإعلامية الإسرائيلية، كشفت القناة 12، عن أن جيش  الاحتلال، يحقق فى سبب الفشل باكتشاف الصاروخ قبل وصوله وسط «إسرائيل» رغم المسافة البعيدة التى قطعها من اليمن، فيما ركزت وسائل إعلام أخرى على أنه تم استخدام منظومة «حيتس» لاعتراض الصاروخ؛ وليس واضحًا: لماذا جرت محاولات الاعتراض، تقديرات عسكرية أقل من فوق الوسط.

 

ذات المصادر، حاولت التقليل من هول المفاجأة الحوثية اليمنية، ولفتت مصادر  إعلامية إسرائيلية إلى أنه تم إطلاق أكثر من 20 صاروخ دفاع جوى من منظومتى «حيتس» إلى «مقلاع داود» ولم تستطع إسقاط الصاروخ اليمنى الذى استهدف «تل أبيب».

وبالتالى، الصاروخ اليمنى وصل إلى هدفه  بعد أن اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأجواء عدة دول عربية، بحسب النص العبري؛ وأخفقت كل المحاولات باعتراضه.

 

وفى التعليقات الأولى، قالت معظم الصحف الإسرائيلية الصهيونية، إن الصاروخ اليمنى أجبر 2 مليون وثلاثمائة وخمسة وستين ألف مستوطن على دخول الملاجئ هذا الصباح.

 

تكمن أهمية خطورة هذا المتغير، أنه قد يفتح تصعيدًا حربيًا، وعسكريًا فى عدة جبهات، عدا عن حرب الإبادة الجماعية فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ويبدو أن العملية العسكرية الحوثية، تتزامن مع ما شهده جنوب لبنان والحدود الفلسطينية المحتلة من تصعيد بين جيش الاحتلال والمقاومة التابعة لحزب الله، برغم ذلك قال مراسل إذاعة جيش العدو الإسرائيلى، إن القوات الجوية الإسرائيلية تحقق بالأسباب التى أدت إلى فشل اعتراض الصاروخ الباليستى اليمنى، الذى قطع حوالى 2000 كيلومتر واستغرق 15 دقيقة للوصول إلى هدفه.

فى ردود الأفعال، اعتبرت القناة 14 الإسرائيلية أن ما حدث هو فشل للجبهة الداخلية والدفاع الجوي. هذا الصاروخ، حيث كان يجب أن يتم التعامل مع التهديد؛ خارج حدود إسرائيل، استنادًا إلى معلومات أن الصاروخ الباليستى اليمنى قطع حوالى 2000 كيلومتر واستغرق 15 دقيقة للوصول إلى هدفه.

 

 

* المتغير الثانى:

أسوشيتد برس تكشف ماذا يريد السنوار؟

 

خلال الـ72ساعة الأخيرة انشغل الإعلام الأمريكى والغربى، بما طرحته وكالة «أسوشيتد برس»، بعنوان مفتوح: ماذا يريد يحيى السنوار؟ تقريرٌ حول ما قد تشهده غزة.

 

التقرير عزز  أنَّ الجولة الأخيرة من مفاوضات الرؤساء الوسطاء، بشأن وقف إطلاق النار فى غزة؛ تحجب حقيقة قاتمة عن الجهود التى استمرت شهورًا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وتحرير عشرات الرهائن.

الوكالة أرادت أن تلفت إلى أن أى اتفاق بشأن إيقاف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل بالنتيجة، يحتاج إلى توقيع رجلين هما رئيس الوزراء الإسرائيلى -السفاح المتطرف – نتنياهو وزعيم  حركة حماس يحيى السنوار،  وبحسب رأى «أسوشيتد برس»: «إن نتنياهو والسنوار عدُوّان لدودان ومفاوضان صعبان للغاية، ويدركان أن نتيجة المحادثات سوف تشكل إرثهما بشكل عميق. وفى حالة السنوار، قد يعنى ذلك الحياة أو الموت».

 

كما أن كلا الطرفين لديه حوافز قوية لإنهاء الحرب، ولكن قد يعتقد نتنياهو والسنوار أيضًا أنهما قد يستفيدان من الصمود لفترة أطول قليلًا، وأن الحرب أفضل من التوصل إلى اتفاق لا يلبى مطالبهما.

 

وعد السفاح نتنياهو، كما فى التقرير بتحقيق «نصر كامل» على حماس وإعادة جميع الرهائن المحتجزين فى غزة، وهى أهداف يعتقد كثيرون أنها غير متوافقة.

 

وأنّ «نتنياهو تعرّض لضغوط هائلة من جانب عائلات الرهائن وجزء كبير من الجمهور الإسرائيلى لإبرام صفقة لإعادتهم إلى ديارهم، حتى ولو كان ذلك من شأنه أن يترك حماس على حالها»، وأضاف: «كذلك، تعمل الولايات المتحدة، التى قدمت مساعدات عسكرية ودعمًا دبلوماسيًا رئيسيًا لإسرائيل، على الدفع نحو مثل هذه الصفقة المرتبطة بحرب غزة».

 

 

المهم فى هذا المتغير، أن التقرير يلفت إلى طبيعة ما يحدث داخل دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية: «لكن الائتلاف الحاكم الذى يرأسه نتنياهو يعتمد على وزراء من أقصى اليمين يريدون إعادة احتلال غزة بشكل دائم وهددوا بإسقاط الحكومة إذا ما تنازل عن الكثير، وهذا من شأنه أن يفرض انتخابات مبكرة قد تدفعه إلى ترك السلطة فى وقت يواجه فيه محاكمة بتهمة الفساد»؛ هذا من شأنه أن يعجل بمحاسبة أوسع نطاقًا للفشل الأمنى الذى أحاط بهجوم السابع من أكتوبر الذى قتل فيه مسلحون من حماس نحو 1200 شخص فى جنوب إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطفوا نحو 250 آخرين. وللإشارة، فإن نتنياهو الذى حصلت هذه المعركة فى عهده، يرفضُ الدّعوات إلى إجراء تحقيق حكومى إلى أن تنتهى الحرب.

وفى توقعات التقرير أنه «كلما طال أمد الحرب، زادت احتمالات تحقيق إسرائيل لشىء يبدو وكأنه نصر مثل قتل السنوار، وإنقاذ المزيد من الرهائن، فى حين أنّ أمد حاجة نتنياهو إلى إصلاح مكانته السياسية وإعادة تشكيل إرثه قد يطول».

 

يأتى  ذلك؛ مع مخاطر حيث يرتفع عدد الجنود الذين يُقتلون فى المعارك كل يوم تقريبًا وتصبح إسرائيل معزولة بشكل متزايد بسبب المعاناة التى ألحقتها بالفلسطينيين. لقد دخل نتنياهو فى صدام مع وزير دفاعه يوآف جالانت حول نهاية الحرب، فيما تمتلئ وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقارير تنقل عن مسئولين أمنيين كبار لم يتم الكشف عن أسمائهم يعبرون عن إحباطهم من نتنياهو، وخاصة مطالبه بالسيطرة الدائمة على ممرين استراتيجيين فى غزة. مع هذا، فقد ذهب البعض إلى حد اتهامه بتخريب المحادثات.

وفى ذلك، لفت تقرير الوكالة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس، قبلتا نسختين مختلفتين من مقترح وقف إطلاق النار الذى تدعمه الولايات المتحدة من حيث المبدأ، بينما تقترح كل منهما تغييرات وتتهم الأخرى بتقديم مطالب غير مقبولة.

«أسوشيتد برس»، تؤكد أهمية المتغير الآنى، وتقول إنّ السنوار يريدُ إنهاء الحرب، ولكن بشروطه فقط، وأضاف: «لقد أسفر الهجوم الإسرائيلى عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقًا لمسئولى الصحة المحليين، ونزوح 90% من سكان غزة وتدمير المدن الرئيسية. كذلك، خسرت حماس آلاف المقاتلين ومعظم بنيتها التحتية العسكرية».

كما «أن أوراق المساومة الوحيدة المتاحة أمام السنوار هى نحو 110 رهائن ما زالوا محتجزين فى غزة، ويعتقد أن نحو ثلثهم قد لقوا حتفهم. كذلك، فإن السنوار يحتاج إلى أكثر من مجرد توقف مؤقت فى القتال إذا كان يأمل فى إنقاذ أى شىء يشبه النصر من هجوم السابع من أكتوبر الذى ساعد فى التخطيط له».

 

وهو أى السنوار؛ يحتاج إلى انسحاب إسرائيل من غزة بالكامل لضمان عدم إعادة احتلال القطاع بشكل دائم بسبب التأثير الدائم لهجوم السابع من أكتوبر. إن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين البارزين كجزء من صفقة هو قضية مقدسة بالنسبة للسنوار، الذى كان هو نفسه سجينًا قضى فترة طويلة فى السجن، وتم إطلاق سراحه فى صفقة تبادل، كما أنه يحتاج إلى ضمانات بأن الفلسطينيين سيكونون قادرين على العودة إلى ديارهم.

 

 

* المتغير الثالث:

حماس فى أنقرة.

 

تزامنت أخبار وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، مع وكالة «رويترز» الأمريكية، وكشفا معًا عن: لقاء رئيس المخابرات التركية مع قادة حماس لبحث «قضايا المرحلة الأخيرة من المفاوضات».

ومع التصعيد العسكرى الأمنى فى غزة، قالت مؤسسة الإذاعة والتليفزيون التركية «تي.آر.تي»  إن رئيس جهاز المخابرات التركى التقى وفدًا من حركة «حماس» فى أنقرة وناقش المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

 

ونقلت «تي.آر.تى» عن مصادر أمنية تركية قولها إن إبراهيم كالين رئيس جهاز المخابرات الوطنى التركى التقى وفدًا من قيادة المكتب السياسى لحركة حماس، دون الكشف عن أسماء أعضاء الوفد.

تركيا، منذ اليوم التالى لبدء معركة المقاومة الفلسطينية نددت حركة حماس وفصائل وكتائب القسام،  بالعدوان  الإسرائيلى على غزة ورفح.

 

وفى فهم دلالة هذا المتغير، مع ما تشهده المنطقة من دبلوماسية مكوكية غربية أمريكية، فقد قالت «تي.آر.تى» إن جهاز المخابرات التركى على اتصال مع جميع الأطراف، بما فى ذلك حماس وإسرائيل وقطر والولايات المتحدة، وأيضًا مصر كدولة وسيطة فى المفاوضات، وأن تركيا، تجرى جهودًا دبلوماسية مكثفة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة.

 

 

* المتغير الرابع:

رسائل نصرالله – السنوار.

 

مخاوف وحزام سياسى أمنى تشهده العاصمة اللبنانية بيروت، عدا عن توسع مختلف نوعيًا فى العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى، وفى خضم ذلك، أفردت صحيفة «النهار» البيروتية، تفاصيل بروتوكولية عن رسالة من رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله.. وحاولت الصحيفة، فى هذا المتغير، الرد على إمكانية أن يرشح ما قد يكون غير معلن أو مكشوف أو سرى، تضمنته الرسائل، ماذا جاء فيها، بحسب ما نشر؟:

 

بعث رئيس المكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار رسالة للأمين العام لـحزب الله حسن نصرالله، جاء فيها: «تلقينا فى حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدينا ‏ورفيق دربكم فى الجهاد والمقاومة، وفقيد الأمة القائد المجاهد إسماعيل هنية «أبوالعبد» رئيس المكتب ‏السياسى للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبوشعبان «أبوأنس»، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج ‏بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذى عبّرت عنه أفعالكم المباركة فى جبهات محور المقاومة، إسنادًا ودعمًا ‏وانخراطًا فى هذه المعركة، سائلين الله تعالى أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء».

وقال السنوار لنصرالله: «يرتقى شهيدنا القائد، رمز الأمة وفلسطين «أبوالعبد» فى معركة طوفان الأقصى، إحدى أشرف معارك ‏شعبنا الفلسطينى التاريخية، على درب القادة الشهداء لتلتقى دماؤه ودماء أبنائه وأحفاده وعائلته، مع ‏التضحيات العظيمة التى يقدمها أبناء شعبنا فى غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، تأكيدًا على أن دماء ‏قادتنا ومجاهدينا ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا، وأن هذه الدماء الذكية والقوافل المباركة من الشهداء ‏ستتزايد صلابة وقوة فى مواجهة الاحتلال الصهيونى النازى».

 

وأكد السنوار، فى رسالته لنصرالله، أنّ «حماس ستبقى كما كانت دومًا ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وأن المبادئ السامية التى ‏كان يدعو لها القائد الشهيد أبوالعبد ستظل ثابتة وحاضرة وتمضى عليها حركتها ومجاهدونا، وفى مقدمتها ‏وحدة شعبنا الفلسطينى على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأمة وفى القلب منها محور المقاومة فى وجه ‏المشروع الصهيونى دفاعًا عن أمتنا ومقدساتنا، وفى مقدمتها القدس والأقصى، حتى دحر الاحتلال وكنسه ‏عن أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».

ما لم تؤشر عليه الصحيفة، ما قد يكون فى التوقعات، أن الرسالة وصلت إلى «نصرالله»  متأخرة، وهى لم تؤشر عن طبيعة أى تنسيق مشترك جديد، أو حتى الكلام عن التهديدات الإسرائيلية لتوجيه ضربة كارثية على الجنوب اللبنانى، وكل لبنان.

ما هو السر وراء رسالة السنوار إلى نصرالله وخصوصًا فى هذا التوقيت؟

 

وما هى الرسائل التى تأتى من خلف سطورها؟

 

إن تمّ التدقيق قليلًا برسالة السنوار، يقول المحلل السياسى اللبنانى محمد الجنون فى تحليلات أوردتها لبنان 24، ستتم ملاحظة جُملة رئيسية لا يُمكن التغاضى عنها وهى: «نشكرُ تضامنكم الذى عبّرت عنه أفعالكم المباركة فى جبهات محور المقاومة، إسنادًا ودعمًا وانخراطًا فى هذه المعركة».

وفى ذلك، المرة الأولى التى يُخاطب فيها السنوار نصرالله علنًا ويُحيّى ما يقوم به «حزب الله»، وذلك بخلاف الكلام الذى كان يظهر خلال الفترات الماضية، وفيه أن السنوار لم يكن مؤيدًا للمستوى القتالى الذى يؤديه الحزبُ على جبهة جنوب لبنان، إذ كان يأملُ تصعيدًا أكبر وتوسعة للجبهة بشكلٍ مغاير تمامًا للمراحل السابقة.

 

انطلاقًا من ذلك، يقول المحلل الجنون، فإن الظاهر هو أنّ السنوار يثبّت دور «حزب الله» فى معركة الإسناد من جنوب لبنان، لكنه فى الوقت نفسه لم يذكر أى عبارات عن «أهمية هذه الجبهة» أو «مدى تأثيرها» ومدى الدعم الذى قدّمته لغزة. قد يكونُ مقصودًا تحاشى السنوار هذا الأمر فى الوقت الرّاهن خصوصًا أن هناك مآخذ كثيرة من «حماس» على ما يفعله «حزب الله»، وتحديدًا فى مفاصل وأيام عديدة كانت تنتظرُ فيها الحركة الفلسطينية هجمات أكثر ضراوة من الحزب ضدّ إسرائيل وتحديدًا خلال الرّد الذى نفذه يوم 25 أغسطس انتقامًا لاغتيال أحد كبار قادته وهو الشهيد فؤاد شُكر.

 

فى العموم، وهذا شأن لوجستى وأمنى، قنوات التواصل بين السنوار والقادة المرتبطين به صعبة جدًا داخل غزة نظرًا لاشتداد الخطر الأمنى عليه من قِبل إسرائيل، باعتبار أن الأخيرة تلاحقه. لهذا السبب، يمكن أن يكون تأخير وصول الرسالة إلى نصرالله مرتبطًا بهذا الأمر، وهذا طبيعى مع ما يحدث من إبادة جماعية واغتيالات.

 

 

* المتغير الخامس:

 

الإدارة الأمريكية.. صفقة بشروط نتنياهو أو حرب  مدمرة.

 

يوم الإثنين، تبدأ الإدارة الأمريكية، وحراكها الدبلوماسى، المتأخر فى مساعى التحذير والضغط  على الأطراف كافة، بحجة منع التصعيد و/أو فتح جبهة حرب، تعلم الولايات المتحدة الأمريكية أنها من أوقد حممها وحرك زلزالها، عندما حشدت البوارج والسفن وحاملات الطائرات، بهدف حماية دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.. وما يكمن، وهذا سر المتغير الخامس، أن الولايات المتحدة مع بعض الدول الأوروبية، فرنسا والمملكة المتحدة، تنحاز فى دبلوماسيتها مع الرغبات الأمريكية/ الإسرائيلية، والحديث عن صفقة تخضع  لاشتراطات السفاح نتنياهو أو التهديد بحرب شاملة، كارثة.

 

من عادة الإدارة الأمريكية، خلط الأوراق، وربما تكون عادة إسرائيلية، وفى هذا التوقيت، اشتغلت الولايات المتحدة على بث رسائل التحذير والتخويف للإسرائيليين، للمجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ودول المنطقة، أبرزها:

* 1: حجم الخسائر التى ستلحق بإسرائيل من جراء اندلاع الحرب مع حزب الله، وأنها ستكون كبيرة جدًا، وإسرائيل غير جاهزة لها.

*2: لم تتوقف آلة الدعاية الصهيونية، عن بث إعلانات الجيش الإسرائيلى، إرهاب وتطوير الخطط وتجهيزها استعدادًا لحرب أوسع مع  كل الدولة اللبنانية.

*3: ما ترتكز عليه الإدارة الأمريكية، بما فى ذلك الإعلام الغربى، تلك الرسائل فى محاولة للجم السفاح نتنياهو عن توسيع الحرب، هو العملية التى تم تنفيذها على جسر الملك حسين انطلاقًا من عمل فردى قام به داخل الحدود الإسرائيلية سائق شاحنة من الأردن، على اعتبار أن زيادة الضغط على الضفة الغربية سيشعلها، بما يشكل مخاطر كبيرة على تل أبيب، ويحفز على المزيد من العمليات المسلحة ضد إسرائيل على نحو يؤدى إلى اشتعال كبير، بحسب التحليل.

* 4: مخاوف  توسيع الحرب التى يريدها السفاح نتنياهو، ويعمل على سحب أقدام البنتاجون  بحجة حماية دولة إسرائيل، أو بالأحرى حماية رأس السفاح نتنياهو.

* 5: قد لا تكون الولايات المتحدة الأمريكية، رافضة للحرب على قوات حزب الله، هم يمارسون دبلوماسية المصالح،  الضغوط السياسية والاقتصادية، وهنا يأتى المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين، غدًا فى تل أبيب، وهو ينقل المقترحات والرسائل، وكان نقل رسالة إلى الأطراف كافة، قبل أيام حول ضرورة منع التصعيد، لكنها فشلت فى تحييد مقاومة حزب الله.

 

* 6: فى الجولات المكوكية، برز حجم ضغط  الإدارة الأمريكية، ما  دفع  دولة الاحتلال والسفاح نتنياهو لتحديد مواعيد للمبعوث الرئاسى هوكشتاين، وهو يأتى بعلم أن خلافات مع السفاح نتنياهو، تقترن مع عدم تأييد دولة الاحتلال للمقترحات والخطط الأمريكية، بكل ررافدها: البنتاجون والجيش الأمريكى. وإحدى أبرز الرسائل الرافضة للتصعيد كانت بسحب حاملتى الطائرات وعدد من البوارج الحربية من المنطقة.

7: يحمل هوكشتاين، بحسب تحليلات لبنانية متباينة، تحذيرات كثيرة للإسرائيليين من مخاطر انفجار الصراع. كما أنه يحاول تقديم مغريات كثيرة تتصل بفوائد الحل الدبلوماسى، إلا أنه من غير المعروف مدى تجاوب السفاح معه، الذى كان-نتنياهو- أفشل أكثر من مرة اتفاق وقف النار فى غزة وصفقة التبادل، وألزم الأمريكيين على مجاراته، حتى بلغت الأمور وصفه بأنه يتخذ من الرئيس الأمريكى جو بايدن رهينة. ولذا، لا تعويل على مساعى هوكشتاين حتّى الآن، برغم ارتفاع  التصعيد والضربات الموجعة بين حزب الله وجيش الكابينت.

 

* ما بعد الصاروخ اليمنى؟

 

 

إن نهاية الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، ما زالت غير واضحة، بل مستحيلة مع دخول الإدارة الأمريكية حالة بيات نتيجة الانتخابات الرئاسية، عدا عن تدهور جهود الوساطة والمفاوضات، التى شلت الدول الوسطاء، وغيرت آفاق المنطقة، بوجود تعنت إسرائيلى وتطرف ومراهنات غير مسبوقة تقترن مع صمت الإدارة الأمريكية، والعالم.. إلى متى؟!

زر الذهاب إلى الأعلى