غوتيريش يؤكد على الدور المحوري للمدن حول العالم في تنفيذ الحلول المناخية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه المدن حول العالم، في تنفيذ الحلول المناخية ووقف تدمير وتدهور الموائل الطبيعية.

جاء ذلك في تقريره حول أعمال الأمم المتحدة، والذي قدمه الأمين العام إلى الجمعية العامة مؤخرا، موضحا خلاله بانه وعلى الرغم من أن المدن تعد مصادر هامة للانبعاثات المؤدية إلى احترار الكوكب، إلا أنها أيضاً تعد محركات للعمل المناخي وفي طليعة من يقدم الحلول لهذه المعضلة..

وتطرق خلال التقرير إلى مؤتمر القمة الأول للعمل المناخي المحلي الذي عُقد خلال المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي وقّعت خلاله 72 حكومة على التعهد الصادر عن تحالف الشراكات المتعددة المستويات العالية الطموح من أجل العمل المناخي، وتعهدت فيه بالتعاون مع السلطات دون الوطنية في تخطيط الاستراتيجيات المناخية وتمويلها وتنفيذها ورصدها.

كما إستعرض الأمين العام الجهود التي بذلتها الأمنظمة الأممية في هذا الصدد، مشيرا إلى أنه في عام 2023، قامت الأمانة العامة للأمم المتحدة بالدعوة من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لإحداث تحول في مجال العمل المناخي. وفي الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، جرى تفعيل صندوق جديد للخسائر والأضرار وتم التعهد بالتزامات بشأن التبريد المستدام وخفض الميثان ووقف إزالة الغابات بحلول عام 2030. كما جرى أيضا تفعيل مبادرة أسواق الكربون في أفريقيا في عام 2023، بهدف تعزيز إنتاج أرصدة الكربون تعزيزا كبيرا في جميع أنحاء القارة، موضحا بأنه ومن خلال تبادل أرصدة الكربون، توفر هذه الأسواق مسارا فريدا لتحسين الحصول على الطاقة وخلق وظائف خضراء جديدة والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وشدد الأمين العام العام أيضا في تقريره على الحاجة الملحة لمزيد من العمل المناخي، لافتا للتقارير الجديدة التي أصدرتها المنظمة بشأن فجوة الانبعاثات وفجوة الإنتاج وفجوة التكيف.

وقال “إذا استمرت الاتجاهات الحالية، سترتفع درجة حرارة الأرض بما يتراوح بين 2,5 درجة مئوية و 2,9 درجة مئوية خلال القرن الحادي والعشرين، وهو ما يتجاوز بكثير الهدف المحدد في اتفاق باريس وهو 1,5 درجة مئوية”.

ونوه إلى التحالف الذي سعت إليه الأمم المتحدة والمعني بالمناخ والهواء النقي للحد من ملوثات المناخ القصيرة العمر، مشيرا إلى أن هذا التحالف أسهم في وضع خطط وطنية للحد من الملوثات القصيرة العمر في 50 بلداً، وكشف عن إنضمام 5 بلدان أخرى إلى التعهد العالمي بشأن الميثان لخفض الانبعاثات بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030.

وذكر بحضور أكثر من 250 من رؤساء البلديات والمحافظين أول مؤتمر قمة للعمل المناخي المحلي، مما أدى إلى توقيع 72 حكومة على تعهد جديد بمزيد من العمل المناخي المحلي والمتعدد المستويات.

كما تطرق للمبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة بشأن القضاء على الهدر والموارد المائية والمنظومات الغذائية لدعم العمل المناخي، وقال “لقد أظهر اليوم الدولي الأول للقضاء على الهدر الإمكانات التي تنطوي عليها مبادرات القضاء على الهدر فيما يتعلق بالتنمية المستدامة على الصعيد العالمي”.

وسلّط الضوء على مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمياه لعام 2023، مشيرا إلى أنه الأول من نوعه منذ ما يقرب من 50 عاما، وهدف إلى تعزيز الإهتمام بسبل تعزيز الموارد المياه العذبة.

وإختتم الأمين العام بالتشجيع على العمل من أجل حقوق الإنسان وإحداث تحولات في المنظومات الغذائية بحيث تكون رفيقة بالمناخ، وإن هذا الأمر عززه الزخم الذي تولد عن مؤتمر القمة المعني بأهداف التنمية المستدامة، والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقد في ديسمبر الماضي في مدينة دبي، ذلك فضلا عن وقرارات أخيرة للجمعية العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى