موسم قطف الزيتون في فلسطين…احتفاليه تراثيه باقيه.

رام الله – غادة دحلان  ااا

في كل موسم زيتون يتذكر الفلسطينيون العبارة الشهيرة لرئيسهم الراحل ابو عمار ( لا تسقطو الغصن الاخضر من يدي ) التي ترجلها وهو منصوب القامة عام 1974 من على منبر الجمعيه العامه للامم المتحده في مقرها الرئيسي في نيويورك، مؤكدا  للعالم أن زيتون فلسطين هو إرثها التاريخي والثقافي والاجتماعي، بل وجوهر اقتصادها، وأن إسقاطه قد يعني إسقاط المشروع الوطني الفلسطيني.

وبالرغم من محاولات إسرائيل على مر تاريخ احتلالها للأرض الفلسطينية و عبر عصابات مستوطنيها اقتلاع أشجار الزيتون الأخضر، ومنع المزارعيين الفلسطينين من الوصول الى مزارعهم التي يتم تدميرها أحيانا بدم بارد.. بل وحرق كل ما فيها  من أشجار الزيتون الأخضر المتوارثة أب عن جد..  إلا أن الفلسطينيون لا يزالوا يحرصون على احياء مواسم قطف الزيتون لما له من قيمه تراثيه ووطنيه لجميع  الفلسطينين.

وتُعد الأراضي الفلسطينية الموطن الأصلي لشجرة الزيتون، حيث توجد فيها شجرة يزيد عمرها على ألف سنة، وبعضها يُقدر عمرها بحوالي ألفي سنة؛ أي منذ زمن السيد المسيح، ومع تعاقب الأجيال اكتسب المزارعون خبرة عالية في التعامل مع هذه الشجرة التي يُنظر لها كـ (ثروة  قوميه).

وكانت وزارة الزراعة  الفلسطينية قد حددت  يوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، موعدا لافتتاح موسم قطف الزيتون وتشغيل المعاصر .

وغالبًا ما تُحدد وزارة الزراعة الفلسطينية «التصليبة»، أول مرة تُمطر فيها السماء في فصل الخريف والتي توافق اواخر أيام شهر أيلول من كل عام وتمتد حتى نهاية تشرين الأول من كل عام، موعدًا لبدء موسم قطاف الزيتون، تماشيا مع المثل الشعبي: «لَمَّا يْصَلِب الصَلِيب ما ترفع عن زيتونك القضيب»، ويُشير هذا المثل إلى إمكانية بدء المزارع الفلسطيني عملية «الجِداد»، جني ثمار الزيتون.

تتميز ايام قطف الزيتون بالاجواء عائلية الدافئة وتحرص الامهات على اعداد اكلات فلسطينيه  شهيه مثل ورق العنب المحشي و المقلوبه وقلايه البندورة.  ولا تكاد تخلو اجواء قطف الزيتون من هتاف الصغار والكبار  «الدلعونا»  التي تُحيي التراث في نفوس الأطفال وتربطهم بماضيهم وتعمق علاقتهم بتاريخهم الذي يعود لآلاف السنين تمامًا كشجرة الزيتون ويحرص كبار السن في العائله خلال موسم الزيتون على استلهام العديد من القصص المرتبطة بالزيتون ورويها للأطفال  ليبقى «الزيتون» الهوية التاريخية والإنسانية التي يحتفظ بها الأطفال في عقولهم ووجدانهم.

وتقول كلمات أغنية الدلعونا:

على دلعونا وعلى دلعونا
بارك يا ربي شجر الزيتونا
زيتون بلادي ما أزكى حباته
ما أحلى شكله وما أغلى زيتاته
والعالم كله يرغب أكلاته
الحبة منه أحسن ما يكونا
في منه الأخضر فيه منه الأسمر
من غيره السفرة ولا مره بتعمر
القلب بيفرح ساعة ما بيكبر
من منتوجاته بنعمل صابونا
زيتون بلادي واللوز الأخضر
والميراميا ولا تنسى الزعتر
وأقراص العجة لما تتحمر
ما أطيب طعمتها بزيت الزيتونا

وينتظر المزارعون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة بفارغ الصبر موسم قطاف الزيتون ويشارك كل افراد العائله بهذا الحدث المهم  ويتم بالعاده الاعلان عن عطله في المدارس والوزارات لقطف وجني الزيتون، باعتباره مصدر رزق أساسي للعائله ويوفر الكثير  من السلع الغذائية «الزيت والزيتون»، ويُحقق الفائض منه مصدر رزق سنوي؛ يبيعونه فيمنحهم وفير المال ليؤمّنوا به احتياجات أسرهم على مدار العام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى