الروائي ناصر عراق يفتش عن (دار العشاق) في مصر بعهد محمد علي باشا
بين خطين متوازيين يسير أحدهما فوق أعلى قمم السلطة بينما يجتاز الآخر الحواري والأزقة خلف قصص البسطاء والمعدمين، يكسي الكاتب المصري ناصر عراق شخوص روايته الجديدة (دار العشاق) لحما ودما لينطقوا بالكثير عن زمن ظن البعض أنه باح بكل ما فيه.. زمن محمد علي باشا.
والرواية الصادرة في 256 صفحة من القطع المتوسط عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة هي الأحدث في سلسلة روايات الصحفي والإعلامي المصري الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة وفاز بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2016 عن رواية (الأزبكية).
تدور أحداث (دار العشاق) في السنوات التالية مباشرة لمذبحة القلعة حين قضى محمد علي باشا على الممالك وانفرد بحكم مصر وشرع في التجهز لحملة عسكرية لمحاربة الوهابيين في شبه الجزيرة العربية.
وبينما يلهث الحاكم وراء حلمه بالمجد العسكري والفتوحات وينشغل بكنز المال واستمالة قناصل الدول الغربية للحفاظ على منصبه، ينسحق السواد الأعظم من المصريين تحت وطأة الضرائب والأعباء المادية المفروضة لتحقيق أحلام حاكمهم.
وما بين الحاكم المغرم بالسلطة والشعب المغلوب على أمره يعيش في مصر أجانب جاءوا من أصقاع الأرض من كل جنس وعرق فمنهم من حمل الخير للبلد وشعبه ومنهم من استنزف موارده وتملك الأرض واحتكر السلع وتاجر حتى في البشر.
سامح الخطيب