أردوغان يطلب من السعودية إثبات أن خاشقجي غادر قنصليتها وترامب قلق
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين الرياض إلى إثبات زعمها أن الصحفي جمال خاشقجي المفقود منذ الأسبوع الماضي غادر القنصلية السعودية في اسطنبول.
ومن جانبه، قال الرئيس دونالد ترامب الاثنين إنه يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
وأضاف ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض” أتمنى أن تحل هذه المسألة، في الوقت الحالي لا أحد يعرف شيئا عن ذلك”.
وتأتي تصريحات الرئيس ترامب بعد ساعات من تصريحات السناتور الأميركي ليندسي غراهام قال فيها إنه في حال تأكدت المعلومات التي تفيد باغتيال خاشقجي، فإن العواقب ستكون “مدمرة” على العلاقات بين واشنطن والرياض.
وكانت مصادر تركية تكلمت عن فرضية اغتيال جمال خاشقجي، بعد دخوله لمقر القنصلية السعودية في إسطنبول لإنجاز بعض المعاملات الإدارية، لكن الرياض نفت على الفور هذه المعلومات وتؤكد أن الصحافي غادر مقر القنصلية بعد أن أنهى معاملاته.
وسبق لخاشقجي تولي رئاسة تحرير صحيفة بارزة في السعودية كما عمل مستشارا لرئيس جهاز مخابراتها السابق. وأثار اختفاؤه قلقا عالميا خاصة بعد أن ذكرت مصادر تركية في مطلع الأسبوع أن السلطات تعتقد بأنه قتل داخل القنصلية.
وغادر خاشقجي السعودية العام الماضي قائلا إنه يخشى العقاب على انتقاده للسياسة السعودية في حرب اليمن والحملة على المعارضة.
ودخل يوم الثلاثاء الماضي القنصلية في اسطنبول للحصول على وثائق لزواجه المقبل. ويقول مسؤولون سعوديون إنه غادر بعد فترة وجيزة لكن خطيبته، التي كانت تنتظر بالخارج، قالت إنه لم يخرج.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي ببودابست حيث يقوم بزيارة دولة ”علينا التوصل إلى نتيجة من خلال هذا التحقيق في أسرع وقت ممكن. ليس بوسع مسؤولي القنصلية السعودية أن ينقذوا أنفسهم بالقول ‘إنه (خاشقجي) غادر المبنى‘“.
وأضاف أردوغان، الذي قال إنه يتابع القضية شخصيا، أن تركيا ليست لديها وثائق أو أدلة بخصوص تلك الواقعة.
ونفى مصدر سعودي في القنصلية أن يكون خاشقجي قتل داخل المبنى وقال في بيان إن الاتهامات لا أساس لها. ونفت القنصلية كذلك خطف خاشقجي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يشعر بقلق بشأن التقارير الخاصة بخاشقجي وذلك في أول تعبير عن القلق تبديه إدارته منذ اختفاء خاشقجي.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض ” إنني قلق بشأن ذلك. لا أحب سماع ذلك.
”وأتمني أن تحل هذه المسألة من نفسها. الآن لا أحد يعرف أي شيء عن ذلك“.
وخاشقجي وجه مألوف في البرامج الحوارية السياسية على القنوات الفضائية العربية وكان في وقت من الأوقات مستشارا للأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا سابقا.
في غضون ذلك، ذكرت محطة (إن.تي.في) التلفزيونية يوم الاثنين أن تركيا طلبت السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال مسؤول تركي إن تركيا استدعت السفير السعودي في أنقرة إلى وزارة الخارجية مرة أخرى يوم الأحد. وقالت الوزارة ”أبلغناه أننا نتوقع تنسيقا كاملا في عملية التحقيق“.
وقال مصدران تركيان لرويترز إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قُتل عن عمد داخل القنصلية وهو الرأي الذي أيده ياسين أقطاي أحد مستشاري أردوغان وصديق خاشقجي.
وقال أردوغان للصحفيين يوم الأحد إن السلطات تفحص جميع تسجيلات الكاميرات وسجلات المطار في إطار تحقيقها في اختفاء خاشقجي الذي كان ينتقد حكام السعودية على نحو متزايد.
وفتحت القنصلية السعودية في اسطنبول المبنى لرويترز يوم السبت في مسعى لإثبات أن خاشقجي ليس في المبنى.