خاشقجي كان يرى تركيا “مركزًا لشرق أوسط جديد‎”

ان يعمل من أجل أن تكون تركيا مركزًا لمشاريعه الإعلامية المتضمنة إنشاء مجموعة تدعو للديمقراطية

نيويورك – نوال إبراهيم

نشرت صحيفة “واشنطن بوست “الأمريكية وعدد من وسائل الإعلام الأمريكية، اليوم الأحد، تقريرًا لوكالة “اسوشيتد برس”، عن آخر الترتيبات الشخصية والصحفية والتوجهات السياسية التي كان يعمل بها الصحفي جمال خاشقجي قبل وفاته.

وبحسب التقرير، فإنّ خاشقجي كان “يخطط للاستقرار في إسطنبول، حيث اشترى شقة ليتزوج ويقيم بها، موزعًا نشاطاته بين تركيا والولايات المتحدة، حيث كان اشترى منزلًا العام 2008”.

وفي التقرير الذي نقلته عنها أيضًا صحف بينها “ديلي صباح” التركية، وتايمز أوف إسرائيل العبرية، وُصف خاشقجي بأنه “عاشق للتاريخ يرى في قوة تركيا الإقليمية واستقطابها لجالية عربية كبيرة، شيئًا من ملامح (الإمبراطورية العثمانية) عندما كانت إسطنبول حاضرة لمنطقة الشرق الأوسط الغنية بالثروات وبالتنوع الثقافي”.

ومتحدثًا عن عمق ارتباط خاشقجي بتركيا، قال التقرير إنّه “لم يكن يخفي مديحه للسياسات التركية في سوريا، مثلًا، مع انتقاد موقف بلاده (السعودية)”.

وأضاف التقرير مستنطقًا عددًا من أصدقاء خاشقجي وشركاءه في المشاريع الإعلامية التي كان بدأ يعمل عليها، أن خاشقجي كان يعمل من أجل أن تكون تركيا مركزًا لمشاريعه الإعلامية المتضمنة  إنشاء مجموعة تدعو للديمقراطية، ومجموعة أخرى تعمل كمرصد للإعلام، بالإضافة إلى منتدى لترجمة الدراسات الاقتصادية وموقع إخباري كمجلة إلكترونية.

فيلم عن فخر الدين باشا

وينقل التقرير عن إياد الحجي، سوري يعمل في الإخراج التلفزيوني، أنه كان يعمل في إخراج فيلم لخاشقجي حول شخصية عثمانية خلافية لعبت دورًا معروفًا في محاولة منع استقلال الدول العربية عن تركيا العثمانية، وهو فخر الدين باشا.

ونشرت واشنطن بوست صورة من أرشيف شركة ميتافورا للإنتاج التلفزيوني، يظهر فيها إياد الحجي وهو يقوم بالمنتجة الفلمية، فيما يظهر خاشقجي بشريط يعود إلى مارس 2018.

ويستذكر التقرير أن فخرالدين باشا، هو آخر والٍ وقائد عسكري عثماني للمدينة المنورة، كانت مهمته أن يمنع استقلال الدول العربية وانفصالها عن الإمبراطورية العثماينة.

وأضاف أن تراث وإرث فخر الدين باشا الذي يقوم عليه الفيلم الذي ينتجه خاشقجي، أساسه رفض مبدأ الاستقلال العربي عن تركيا، وهي القضية عميقة الجذور التي تشكل أساسًا للحساسيات الخليجية تجاه تركيا، التي جدد رجب طيب أردوغان طموحاتها باحياء النفوذ العثماني على الشرق الأوسط، كما يقول التقرير.

ويستذكر تقرير الاسوشييتد برس أن أزمة كانت نشأت العام الماضي، عندما استحضرت قيادات خليجية جانبًا من تاريخ العلاقات مع تركيا تمثّل بسرقة فخر الدين باشا مخطوطات وتراثيات من المدينة المنورة، ونقلها إلى إسطنبول بعد هزيمة قواته. مضيفًا: لكن تركيا المتحالفة مع قطر ردت بالنكاية على ما نشر من سرقة فخر الدين للمخطوطات السعودية، بأن أطلقت اسم فخرالدين على الشارع الذي تقع فيه سفارة الإمارات في أنقرة.

ونقل التقرير عن الصحفي التركي فتيح إكه، أنه كان يعمل مع خاشقجي لإنشاء رابطة أو اتحاد للصحفيين العرب في إسطنبول، وأن خاشقجي كان مستشارًا لهذا الاتحاد، كما كانت لديه مشاريع أخرى مشتركة مع أوكه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button