“تقرير فوربس”: أسعار النفط مرتفعة 25 % منذ بداية العام الحالي

النفط الثلاثي الأرقام من شأنه أن يحد من نمو الطلب العالمي

النشرة الدولية –

توقع تقرير “فوربس” الأمريكي أن ينخفض المعروض النفطي العالمي بنحو 1.7 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام الجاري، مشيدا بإعلان السعودية وروسيا أنهما ستعوضان السوق عن تراجع الإنتاج الإيراني.

وذكر التقرير أن الحرب التجارية التي لا تزال مستعرة بين واشنطن وبكين، كما أن ارتفاع الدولار أمام بقية العملات خاصة في دول الاقتصاديات الناشئة أديا إلى تعقيد الوضع بالنسبة إلى أسعار النفط.

ولفت التقرير إلى ارتفاع أسعار الخام 20 إلى 25 في المائة هذا العام، موضحا أن البعض يعتقد بقوة أن العودة إلى الأرقام الثلاثية ستأتي قريبًا، مشيرا إلى أنه لم يصل السعر الفوري لخام برنت إلى هذا المستوى منذ 8 أيلول (سبتمبر) 2014، كما أنه لم يسجل خام غرب تكساس المتوسط هذا السعر منذ 30 تموز (يوليو) في نفس العام الجاري.

وأكد تقرير “فوربس” أن الأيام العشرة المتبقية على فرض عقوبات أمريكية جديدة على صادرات النفط الإيرانية في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالتوازي مع حدوث انخفاض أسرع من المتوقع في إنتاج إيران النفطي أدت إلى ارتفاع أسعار خام برنت بأكثر من 80 دولارا للبرميل مقابل 70 دولارا قبل نحو شهرين، إلا أنها هدأت نسبيا فى الأيام الأخيرة بفعل التعهدات السعودية.

ونوه التقرير بأنه من العدل أن نقول إن النفط الثلاثي الأرقام من شأنه أن يحد من نمو الطلب العالمي، ما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار مرة أخرى، موضحا أنه على سبيل المثال ارتفعت أسعار المنتجات النفطية في الهند إلى مستويات قياسية، كما تمت زيادة أسعار المنتجات فى الصين والولايات المتحدة.

وأشار إلى خفض وكالة الطاقة الدولية لتوقعات نمو الطلب، حيث تم تخفيض توقعات نمو الطلب في 2018 و2019، كما تعمل منظمة أوبك على تخفيض توقعات الطلب أيضًا في نفس الفترة، مستشهدا بأحدث تقرير شهري لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي ذكر أن الطلب على النفط سيبقى في عام 2019 عند نفس مستوى توقعات الشهر الماضي، على الرغم من أنه زاد من توقعات الأسعار بنحو دولارين للبرميل.

في سياق متصل، قال لـ “الاقتصادية”، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن دول أوبك والحلفاء من خارج المنظمة دشنوا بالفعل منذ عام 2016 آلية مشتركة للتحرك معا للتغلب على تحديات السوق ونجحوا فى علاج وفرة المعروض التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ويستعدون حاليا لاتفاق جديد طويل المدى يتم الإعلان عنه في الاجتماع الوزاري في الشهر المقبل”.

ولفت شتيهرير إلى أهمية التطمينات التي بعث بها المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى السوق خاصة تأكيده عزم السعودية على زيادة الإنتاج بمعزل عن الأزمات السياسية إلى جانب تأكيده أن الاستثمارات النفطية عادت إلى الانتعاش، وأنها ستعوض الانخفاضات الحادة في العرض من فنزويلا وإيران وبحر الشمال ومناطق أخرى.

من جانبه، أوضح لـ “الاقتصادية”، بيل فارين برايس مدير شركة “بتروليوم بوليسي إنتلجنس”، أن العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية ستظل قوية ووثيقة وأن الإدارة الأمريكية تراهن كثيرا على النفط السعودي ليكون قاطرة توازن السوق وتهدئة وتيرة الأسعار خاصة فى الشهور المقبلة مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على طهران.

وأشار برايس إلى أن الزيادة غير المتوقعة في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية ساعدت على تخفيف حدة الأسعار حيث خسر خام برنت نحو 10 في المائة منذ 2 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كما أن الزيادات التي تقودها “أوبك” وتتحمل السعودية الجانب الأكبر منها تؤكد قدرة السوق على تجاوز فترة العقوبات المرتقبة.

من ناحيتها، تقول لـ “الاقتصادية”، جولميرا رازيفا كبير المحللين في المركز الاستراتيجي لدراسات الطاقة في أذربيجان، “إن السوق على أعتاب نقلة نوعية في خطط عمل المنتجين في “أوبك” وخارجها من خلال اتفاق استراتيجي قوي يجدد الثقة بالسوق والصناعة ويساعد على تجاوز الآثار السلبية للعوامل الجيوسياسية المتصاعدة”.

وذكرت رازيفا أن المنتجين في أوبك وخارجها يعملون على ضخ مليون برميل يوميا إضافية إلى السوق بحسب اجتماعهم الأخير في حزيران (يونيو) الماضي، وقد عدلت روسيا على وجه التحديد تخفيضات كانت قد أجرتها بنحو 300 ألف برميل يوميا، كما أن إنتاجها وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة هذا الشهر عند 31.61 مليون برميل يوميا.

إلى ذلك، ارتفع سعر النفط إلى فوق 76 دولارا للبرميل، ليقلص خسائره بعد أن بلغ أدنى مستوياته منذ أواخر آب (أغسطس)، متأثرا بالمخاوف بشأن ضعف الطلب ووفرة الإمدادات حتى في ظل العقوبات الأمريكية الوشيكة على صادرات إيران من الخام.

وفي مؤشر على وفرة الإمدادات، قال معهد النفط الأمريكي “إن مخزونات النفط الخام الأمريكية زادت 9.9 مليون برميل متجاوزة التوقعات”.

وارتفع خام القياس العالمي برنت 42 سنتا إلى 76.86 دولار للبرميل، ونزل الخام في التعاملات المبكرة إلى 75.11 دولار للبرميل وهو الأدنى منذ 24 آب (أغسطس)، فيما سجل الخام الأمريكي ارتفاعا بنحو 65 سنتا عند 67.06 دولار للبرميل، وانخفض النفط بشدة في الجلسة السابقة، مع إغلاق برنت منخفضا 4.3 في المائة.

وتأثر النفط في وقت سابق بعمليات بيع في الأسهم بفعل المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية، وتتوقع جهات مثل وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب على النفط في 2019 بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وفي الوقت الذي من المتوقع فيه أن تؤدي العقوبات الأمريكية على إيران – التي تبدأ في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) – إلى شح الإمدادات، يضخ بالفعل منتجون آخرون، ولا سيما السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، مزيدا من النفط وهم مستعدون لزيادة الإنتاج مجددا إذا اقتضت الضرورة.

ويعتقد بعض المحللين أن الأسعار قد ترتفع قبل نهاية العام، وقال بنك “مورجان ستانلي”، “سنرى برنت يصل إلى 85 دولارا للبرميل بنهاية السنة”.

زر الذهاب إلى الأعلى