“غيمة الديزل” تُهدد مستقبل ميركل في حكم ألمانيا

النشرة الدولية –

كشفت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بدأت تستشعر جديًّا، الخطر على شعبيتها في الداخل نتيجة تزايد عدد الأحكام القضائية التي تصدر بحظر دخول سيارات الديزل إلى وسط المدن.

وبحسب موقع إرم نيوز” شكل هذا الأمر – وفق الوكالة – ضغطًا على حزب المستشارة ميركل في الانتخابات الماضية، وتتفاقم مخاطره على مستقبلها السياسي، في ضوء تزايد أعداد غير الراضين عن نهجها.

محكمة ماينس

وكانت المحكمة الإدارية بمدينة ماينس الألمانية قضت يوم أمس الأربعاء بإلزام السلطات المعنية بدراسة مدى الحاجة لفرض حظر على سير سيارات الديزل القديمة في المدينة، مع حكم بأن يتم هذا الحظر في الأول من سبتمبر 2019.

ومن شأن هذا الحكم أن يفتح الباب لبقية المدن الألمانية للتوجّه إلى حظر السيارات، كما سبق وفعلت مدينة شتوتغارت موطن شركة مرسيدس بنز، وهي تضع لوائح تقييدية متدرجة على انبعاثات الديزل.

يسمونها “مستشارة السيارات”

وأشارت بلومبيرغ الى أن ميركل تعرَف في عالم الصناعة بوصفها “مستشارة السيارات”، إشارة الى أنها طوال سنوات حكمها البالغة 13 عامًا كانت تضع صناعة السيارات في مقدمة اهتماماتها لكون هذه الصناعة توظف في ألمانيا 800 ألف شخص.

وقد شكّلت الثغرات البيئية في صناعة السيارات الألمانية مصدر ضخ متزايد لما سمَّته بلومبيرغ “غيمة الديزل” التي تلفّع رأس ميركل، فبعد فضيحة سيارات فولكسفاغن التي أقرّت فيها الشركة بالغش وخرق فحوصات الانبعاث، انفجرت في حزيران الماضي فضيحة شركة أودي التابعة لفولكسفاغن، والتي تبين أنها باعت في الولايات المتحدة أكثر من 200 ألف سيارة بمحركات الديزل مزودة ببرامج تلاعب.

وتأتي إجراءات تقييد أو منع سيارات الديزل بعد قرار للقضاء الألماني يستجيب لضغوط الاتحاد الأوروبي للتدخل في هذا الموضوع بتحسين نوعية الهواء الحضري.

وأشارت بلومبيرغ الى أن آخر اجتماع لميركل مع صانعي السيارات، في وقت سابق من الشهر الحالي، شهد رضوخًا من المستشارة للتوجهات القانونية، بالطلب من مصنعي السيارات تحييد المركبات القديمة لمنع التلوث، لكن جواب المصنعين جاء بأن ذلك سيكلف 5700 دولار؛ فضلًا عن أن سريان هذا التوجه يعني استفزاز عشرة ملايين ناخب يملكون سيارات من هذا النوع.

ولتبيان ما أشارت إليه الوكالة من وجود “غيمة ديزل” تلفّع ميركل، أشارت بلومبيرغ الى أن استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته مؤسسة “يوغوف” الأسبوع الماضي أظهر أن ثلاثة أرباع الألمان يشعرون بأن ميركل لم تفعل ما يتوجب عليها في موضوع سيارات الديزل وما يتصل به من إجراءات.