نابلس “دمشق الصغرى”.. حمام الشفاء أرث وحضارة منذ 800 عام

نابلس – ساره العدرة

على غرار المدن السورية  اشتهرت مدينة نابلس ثاني اقدم مدينة في العالم والتي سميت بدمشق الصغرى بالحمامات العامة حيث بنى الاتراك في تلك الحقبه اكثر من 38 حماما عاما، اغلقت جميعها ولم يبقى منها سوى ثلاثة اقدمها واشهرها حمام الشفاء الذي يقدر عمره ب800 عام، حيث قام السلطان العثماني سليم الاول بترميم كل الحمامات، و تحويلها إلى حمامات عامة لكل الناس، بعد أن كان إستعمالها حكرا على العائلات المالكة فقط.

حمام الشفاء الذي يعود ملكيته لعائلة طوقان “أحدى العائلات العريقة في مدينة نابلس”، وكان يستخدم في السابق، كباقي الحمامات التركية كمركز لإستقبال سكان المدينة بشكل جماعي للحمام فيه، حيث لم تكن تتوفر في ذلك الوقت المياه الساخنة في المنازل.

الدخول الى الحمام واقسامه

عند دخولك الحمام يبهرك جمال تجد الجلسة الدمشقيه ونافورة المياه، فهنا يستريح الزبائن اليوم كما ستراح بها الملوك والسلاطين قديما واقامو الحفلات واستمعو لقصص الحكواتي،  ومازال يحافظ ايضا على اثاثه القديم وتحفه النحاسيه والارجيل المزركشة. اما طريقة بنائه فقد تمت بطريقة هندسية خاصه، فهو مغلق تماما من الداخل وجدارنه مبنيه من حجر اسمه الحجر الملوكي وهذا الحجر به مسامات تمتص اول وثاني اكسيد الكربون بمعنى ان الحمام يتنفس من خلال حجار جدارانه ولا اثر في داخله للرطوبه، أما سقف الحمام فيحتوي على فتحات زجاجيه يزيد عددها على 700 تدخل من خلالها الشمس وتزوده بالحراره طيلة اليوم،  اما ارضية الحمام فقد بلطت بحجر كثيف وصلب يسمى بالحجر السطاني.

وفي ذلك الوقت لم تستخدم الحمامات فقط للاغتسال وانما كانت ايضا تستخدم لطرق علاجيه لبعض امراض العضلات والعظام.

ويحتوي الحمام على قسم البلاط الناري الذي يستخدم  لاسباب طبيه وكعلاج لكثير من امراض العظام من خلال استلقاء المرضى عليه وهي عبارة عن بلاط يوجد بداخله مصدر حراري يعمل على تسخين عضلات الجسم وعلاج الكثير من امراض المفاصل

اما مرحلة التكيس التي تاتي بعد تفتيح مسامات المريض او الزبون بواسطة البخار وبلاطة النار فتزيل كل الجلد الميت والاواسخ  ثم بعدها الى قسم الساونا والبخار واخيرا الى قسم التدليك وتكون على يد خبير طبيعي متمرس.

إعادة ترميم الحمام في العام 1993

ولم يسلم الحمام، كما غيره من الأبنية في البلدة القديمة من الإحتلال الذي قصفه في ال2002 ودمر جزء كبير منه، و أغلق فترة طويلة بعد ذلك بسبب حصار المدينة أيضا، وأعيد بناءه و ترميمه في العام 2005.

وينظم القائمون على الحمام سهرات ليلية على مدار العام وخاصة في ليالي رمضان حيث يعرض مسلسل باب الحارة وفي ليالي الصيف أيضا حيث يستقبل الحمام زبائنه من كل المدن الفلسطينية وليس من مدينة نابلس فقط، و تحديدا من الداخل الفلسطيني المحتل  ويعتبر وجهة سياحية في المدينه بعد ادارجه من قبل منظمة اليونيسكو كاحد الاماكن السياحيه في مدينة نابلس.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى