الخليل.. المدينة الفلسطينية التي لاينام بها جائع

الخليل – سارة العدرة / مراسلة النشرة الدولية

عندما نسمع لاسم مدينة الخليل يرتبط اسمها بالكرم والعطاء الدائم، ويتبادر الى الاذهان سيدنا ابراهيم عليه السلام ثم تميم الداري، ليمر بعدها صلاح الدين الايوبي.. ونصل ليومنا هذا في هي المدينة التي لاينام بها جائع.

على مدار العام يقصد الفقراء والمساكين التكية الإبراهيمية التي تقع بجوار الحرم الإبراهيمي، ليأخذوا الطعام الذي يعينهم على الحياة بشكل مجاني، غير أن التكية في شهر رمضان، تشهد إزدحاماً أكبر ووفوداً أكثر للتزود بطعام التكية الذي يحمل نكهة مميزة لا توجد بمكان آخر، حتى ولو كانت بمنازل طهاة التكية ذاتها، وذلك لسرٍ يجهلونه حتى اليوم.

التكيه عادة متوارثة

لا يُطلق صفة الكرم والجود على أهل الخليل عبثاً، او لمجرد القول، انما هي حقيقة موجودة، فأهل الخير الذين يقدمون التبرعات لهذه التكيه  كثيرين واحيانا يتم وضع جدول لهم لكثرة التبرعات.

إن الذي يأتي من اهل الخير يعتبر عادة متوارثة، فمن يموت اباه او امه او احد عزيز عليه ياتي ليساهم ويحافظ على هذه العاده لتبقى صدقة جارية عن روحه.

في هذه التكية هناك من شب وشاب وهو يعمل بها  لاعتقادهم ان خيرا كثيرا يحل علهيم لوجودهم في هذا المكان المبارك والمقدس فللعمل حلاة ونكهة خاصة عندما تطعم طفل او عائلة محرومة من اللحم والدجاج خاصة ان الاوضاع الاقتصادية سيئة واسعار اللحوم في ارتفاع كبير لا يستطيع الفقير توفيره فياتي الى التكية وياخذه بكل احترام وتقدير مجانا .

سر النكهة والكميات المستخدمه

وحول لغز نكهتها ولذتها يقول احد العاملين فيها ان “سر النكهة سر الهي، لتواجد بركة سيدنا إبراهيم، فيها ، أما حينما نطبخها في بيوتنا لا تخرج بنفس النكهة، سواء شوربة سيدنا إبراهيم، أو فاصولياء أو لحم، أو أي شيء نطبخه هنا في التكية، فالمكان مقدس ومبارك اما عن الكميات التي يتم طبخها يوميا فهي كبيرة جدا فيقول انه يوميا نطبخ فاصولياء 400 كيلو، 220 كيلو بندورة معقودة، الطبخة تأخذ 12 كيس ملح، 550 كيلو لحمة، 1000 كيلو دجاج، والطبخة كلما كبرت تزيد بركتها وتصبح أكثر لذة، ناهيك عن توزيع الأرز الناشف، والخبز وغيره

تاريخ التكية

وفي العودة لتاريخ التكية وكرم الخليل، بدأت ملامحها مع سيدنا ابراهيم عليه السلام “أبو الضيفان”عندما جاء إلى المدينة، وطبع الكرم المتأصل بالنبي إبراهيم، أصبح متوارثا في سكان الخليل، حتى وصل تميم بن أوس الداري الذي سكن بجوار الحرم، فتوارثها وورّثها، فكان يفرد الطعام في الحرم الإبراهيمي، والناس يفدون ليأكلوه، ثم استمرت حتى فترة صلاح الدين الأيوبي سنة 1279، فأسس ما يسمى بالرباط، كانت بداية للجند لأنه كان مهتما بالفتوحات، ثم أخذت منحى تشغيلي مؤسساتي، فكان بها مشاغل ومخازن ومطاحن، وكانت تنتج 15 ألف رغيف خبز يوميا، واستمرت الفكرة لعام 1963 لتنتقل لمنطقة السهلة، ثم انتقلت إلى هذا المكان بجوار الحرم عام 1983، وما زال العمل مستمر وسيبقى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى