“الجزائر “بلد الحب الممنوع والجمال المذهل والعنوسة المفرطة

فرنسا – خالد الشيباني

عشق خالد بوريه امرأة عربية من جنسية جزائرية بفرنسا قبل نحو 6 شهور، واصبحت تلك المرأة “الشقراء.. جميلة الوجه عذبة الحديث حسنة الخلق” بحد وصفه ، معضلة في عقله لأشهر كثيرة، حتى استطاع الوصول إليها ليخبرها بأنه أحبها بجنون لكن ذلك الحب كان من جانب واحد فقط وكان أشبه بالجحيم.

ويصف عبد الله دسوقي البالغ من العمر 45 عاما مصري الجنسية، ويقيم في فرنسا وأب لطفلين ومتزوج من جزائرية جمال المرأة الجزائرية بالمذهل، والمتفوق على نظيراتها العربيات، لكن تجربته بالزواج من جزائرية “جحيم” بحد قوله ويصف بعضهن “بالمعقدات نفسيا”.

وبحسب دسوقي فإن الجانب السلبي في البنت الجزائرية يطغى على كل الايجابيات.

يقول دسوقي  “المرأة الجزائرية عنيفة جدا، ومادية للغاية، واغلبهن باردات جنسيا على عكس بنات المغرب العربي الحارات واللطيفات، ولهذا يهرب الجزائري من الزواج بالجزائرية ويفضل عليهن بنات الجوار الإقليمي، او تفشل معظم زيجات وترتفع نسبة الطلاق، فلا وجود  للرومانسية لدى معظم بنات الجزائر”.

وأضاف “ان أغلبية بنات الجزائر معقدات نفسيا، حتى لو امتلكن أعلى وارقى الشهادات الجامعية وهن يحبن انفسهن أكثر وتحب اهلها على أهل زوجها، ومن هنا يأتي اسباب الطلاق.

بحسب دراسة علمية حديثة نشرت في العام 2017، اشارت إلى ارتفاع نسبة النساء غير المتزوجات في الجزائر إلى نحو 200 الف سنويا وأوضحت الدراسة، أن معدل العنوسة في البلاد تمثلت بـ 11 مليون امرأة غير متزوجة  فوق سن 25 عاما، بينهن 5 ملايين فوق سن 35 ، وتسجيل 200 ألف عانس سنويا.

وكشفت الأرقام الرسمية المعلنة من طرف الديوان الوطني للإحصاء الجزائري قبل نحو 3 سنوات، عن وجود 4 ملايين فتاة لم تتزوج بعد رغم تجاوزهن سن الـ 34. وفي إحصاء آخر، وقعت 56 ألف حالة طلاق في الجزائر عام 2016، كما جرى إحصاء نحو 41 ألف سيدة مطلقة عاملة.

من جانبهم أجمع كل من عبد الكريم أبو يونس البالغ من العمر 50 عاما، ومحمد البالغ من العمر 49 سنة، وبدر جيجل البالغ من العمر 29 عام في الموقف، على أن سبب تأخر الزواج في بلدهم “الجزائر” يكمن في الجانب الاقتصادي والتباين ما بين العادات والتقاليد قديما وحديثا، ونوهوا غلى أنهم جميعهم يرفضوا ما يشاع عن المرأة الجزائرية بأنها “عصبية” او “عنيفة”، بل إعتبروا صفات شخصية وتصرفات المرأة الجزائية تلك، بأنها عادية وناتجة عن فعل وردة فعل، وهي الصفات المتواجدة لدى أغلب النساء بغض النظر عن جنسياتهن.

لكن بدر جلجل اثناء حديثه أوضخ خلال تعليقة لـ”النشرة الدولية” بأنه لا يمانع من الزواج من أي جنسية عربية ولبس بالضرورة أت تكون جزائرية، وحوال ما إذا تم تخييره بين امرأتين، احدهما جزائرية وأخرى من جنسية عربية أخرى سواء في فرنسا أو بالجزائر، فقال ” بالنسبة لي لا فرق لدي ما هي جنسية من سأتزوج بها “.

أشار تقرير نشر عام 2017،  إلى أن نسبة معدلات الطلاق في الجزائر ارتفعت خلال العام 2017 إلى أكثر من 68 الف حالة مقارنة بنحو 349 ألف زواج اذا مثلت حالات الطلاق نسبة 20  في المائة من حالات الزواج المسجلة.

وزير العدل الجزائري الطيب لوح الذي قدم التقرير إلى البرلمان يصف رقم حالات الطلاق بالمهول والذي يهدد كيان الأسرة الجزائرية  وبحسب التقرير الذي قدمه الوزير ذاته فإن معدل الطلاق كان قد استقر خلال الفترة من 2012 إلى 2016 عند نحو 60 ألف حالة سنويا، تتنوع بين الطلاق بالتراضي، والطلاق المطبق من طرف القاضي، والطلاق بالإرادة المنفردة”.

من جهتها، اعتبرت المنظمة الجزائرية للمرأة، أن هذه الإحصائية تثير مخاوف حقيقية بشأن استقرار العائلة الجزائرية، التي باتت تشهد في السنوات الخيرة إرتفاع في نسبة الطلاق والفشل لأسباب متعددة.

 وأكد الأكاديمي الجزائري كمال لدرع، على أهمية دراسة أسباب ودوافع ارتفاع نسب الطلاق في الجزائر من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة.

ويعتقد باحثون أن التحولات الاجتماعية العميقة التي شهدها المجتمع الجزائري، ومن بينها الظروف المادية للأسر، أدت إلى تراجع دور العائلة الكبيرة وتزايد حالات الطلاق.

من جانبه عزا المحامي الجزائري مامن محمد العيد في تصريح لـ”النشرة الدولية ارتفاع نسبة الطلاق، بأنه يكمن في ان الجزائر مرت بتغييرات كبيرة بعد الاستقلال .فبعدما أن كان المجتمع ينظر للمراة بتلك النظرة النمطية على أن مكانها البيت وعملها هو رعابة زوجها وتربية الاولاد، الذي ادى الى زواجها في سن مبكر.

فبعد الاستقلال بحسب المحامي العيد، تغيرت هذه النظرة النمطية شيئا فشيئا، حيث مع انفتاح المجتمع وتكريس لسياسة المساواة بين الرجل والمراة في الكثير من القطاعات خاصة في المجال التربوي والتعليمي ..واصبحت بالتالي المراة الجزائرية لها الفرصة في التعلم وبناء مستقبلها بنفسها من دون الحاجة الي مساعدة الرجل مما ادى الى إنشغالها وتاخرها في الزواج.

واستبعد العيد فرضية ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة في الجزائر بسبب عدم شاعرية المرأة الجزائرية معتبرا هذه الفرضية او المقولة غير صحيحة، وأشار إلى أن عزوف الشباب الجزائري عن الزواج بنساء جزائريات وتفضيله الزواج بأجنبية عادة ما ينتهي به المطاف بالزواج مجددا ببنت بلده بعد تحسن ظروفه المادية، حيث ان الزواج بنساء اجنبيات كان لأسباب اقتصادية فقط وهروب الشباب للزواج بأجنبيات هو فقط لتحسين وضعه المادي وبعد تحسن وضعه المادي تجده يتزوج بجزائرية.

واوضح بأن العنف الذي نشب في الجزائر خلال السنوات الماضية ليس له أي علاقة بجعل المرأة الجزائرية تميل للعنف، موضحا بأن المرأة كلما شعرت بالخوف ازداد تعلقها بالرجل.

ما جاء في هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة تحرير النشرة الدولية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى