“حزب الله” اللبناني يحاول التدخل في تفاصيل التمثيل السني
لبنان بحاجة ماسة إلى حكومة يمكنها الشروع في إصلاحات اقتصادية، ينظر إليها على أنها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى
النشرة الدولية –
طالبت جماعة حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، بمنح أحد حلفائها السنة منصبًا وزاريًا في الحكومة الجديدة، في الوقت الذي يسعى فيه الساسة للتوصل إلى تسوية للخلاف الذي يضع الجماعة المدعومة من إيران، في مواجهة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
ويسعى الحريري، وهو السياسي السني الرئيسي في لبنان، للتوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أكثر من خمسة أشهر، والتي أفرزت برلمانًا يميل إلى صالح حزب الله وحلفائه.
ويوم الإثنين تمت إزالة عقبة رئيسية عندما سُويت الخلافات بشأن التمثيل المسيحي مع حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لحزب الله، والذي قدم تنازلات للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر المتحالف مع الجماعة الشيعية.
ويصر حزب الله على تمثيل أحد حلفائه السنة في الحكومة، بما يعكس نتيجة الانتخابات التي خسر فيها الحريري أكثر من ثلث مقاعده التي راح معظمها إلى حلفاء حزب الله السنة.
وقال حسين الخليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، في تصريحات تلفزيونية بعد اجتماعه مع مجموعة من النواب السنة حلفاء حزب الله: “نحن نعتبر أن مطلبهم مطلب محق ونحن سنقف إلى جانبهم”.
واستبعد الحريري التنازل عن أحد مقاعده الوزارية، وسيكون أحد الحلول الوسط أن يسمي عون أحد السنة المتحالفين مع حزب الله ضمن مجموعة من الوزراء الذين يسميهم الرئيس.
ولبنان بحاجة ماسة إلى حكومة يمكنها الشروع في إصلاحات اقتصادية، ينظر إليها على أنها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، حيث يكافح لبنان ثالث أكبر نسبة للدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي.
وقال فيصل كرامي أحد النواب السنة المتحالفين مع حزب الله في مقابلة مع تلفزيون (إل.بي.سي) إن الحريري “يريد أن يحتكر الطائفة السنية كلها لنفسه”، مشيرًا إلى أن تيار المستقبل وهو حزب الحريري “لم يعد يمثل الأكثرية الساحقة المطلقة في الشارع السني”
وقال راشد فايد، المسؤول في تيار المستقبل، إن مطلب حزب الله وحلفائه “مفاجئ” و”مفتعل” ولم يكن في صلب مناقشات تشكيل الحكومة منذ أشهر.
وأضاف: “سعد الحريري لن يمرر هذا المطلب”
ووصف مصدر ثانٍ تابع للحريري الخلاف بأنه خطير للغاية، وقال إن الحل “سيستغرق وقتًا”.
وحصل حزب الله وحلفاؤه السياسيون على أكثر من 70 مقعدًا من أصل 128 مقعدًا في البرلمان في أول انتخابات تجرى في لبنان منذ تسع سنوات.
ومن المتوقع أن يشغل حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، حقيبة الصحة، وهو المنصب الحكومي الأكبر الذي يشغله الحزب، ويزيد عدد وزرائه إلى ثلاثة من اثنين في حكومة تصريف الأعمال الحالية.