أكادير تحتضن الدورة 15 لمهرجان السينما والهجرة

من أكادير – مليكة أقستور / مراسلة النشرة الدولية

تستضيف مدينة “أكادير” المغربية خلال الفترة من 5-10 نوفمبر الجاري، فعاليات الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي للسينما والهجرة.

ويشترك في تنظيم هذا المهرجان كل من جمعية المبادرة الثقافية والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والمركز السينمائي المغربي، وبدعم من مجلس جهة سوس ماسة ومجلس عمالة أكادير إداوتنان.

ومن المنتظر أن تكرم إدارة المهرجان في دورته لهذا العام، دولة “البنين” كضيف شرف، حيث جرت العادة أن تستضيف في دوراتها في كل عام دولة أفريقية وذلك مساهمة لتسليط الضوء على الفن في الدول الأفريقية وبشكل خاص إنعاش ودعم دور السينما فيها وتقريبها إلى الجمهور المغربي، ففي سنة 2016 استضاف المهرجان دولة كوت ديفوار، وفي عام 2017 استضاف الكاميرون.

وفي لقاء أجرته مراسلة “النشرة الدولية” مع الكاتب العام لجمعية المبادرة الثقافية المنظمة للمهرجان محمد إركي، وصف هذا المهرجان بأنه من فئة المهرجانات الموضوعاتية، مشيرا إلى أن فقرات المهرجان لهذا العام تتمحور حول طرح ظاهرة الهجرة، مشيرة إلى أن إدارة المهرجان تحرص على لفت الاهتمام لهذه الظاهرة، وذلك من خلال تمكين الجمهور من متابعة افلام ترصدها تتضمن في محصلتها معالجات فنية سينمائية وورشات علمية يؤطرها متخصصون.

ماهي المعايير التي تعتمدونها لاختيار الأفلام وهل هناك معايير معينة لاستقبال الاعمال المشاركة؟

طبقا لنظام المهرجان يتم انتقاء الأفلام الطويلة والقصيرة للمشاركة في المسابقتين الرسميتين وفق شروط أساسية، ونحن نركز على أن يكون الفيلم المشارك متناول في مضمونه لظاهرة الهجرة، ويكون انتاجه تم خلال العامين الماضيين، ولم يشارك من قبل في أي مهرجان آخر نظم في بالمغرب.

ما الذي يميز هذه الدورة عن سابقتها؟

تشارك هذه السنة افلام تنتمي الى 20 دولة وسيتم الاحتفاء بدولة البنين كضيف شرف هذه الدورة لتشجيع التواصل الثقافي بين البلدين عبر الفن السابع، كما سيكون الجمهور على موعد مع بانوراما الأفلام المغربية الحديثة الإنتاج والتي تعرض حاليا في القاعات السينمائية بالمغرب. وبرأي إن هذا المهرجان يشكل فرصة لتمكين جمهور أكادير من مشاهدة الانتاجات الوطنية التي حرم منها لعدم توفر قاعة سينمائية. وقد تم برمجة قافلة سينمائية ستعرض ثلاثة افلام ناطقة بالأمازيغية لساكنة المناطق القروية، ببلفاع، تيوت وتزنيت.

على مدار ١٥ سنة اقيم فيها المهرجان، ما التطور الذي طرأ عليه خلال تلك المدة؟

منذ 15 سنة لاحظنا تكاثر الأعمال السينمائية التي تتخذ الهجرة كموضوع والتي غالبا ما يقوم بإخراجها والتمثيل فيها أبناء الهجرة مما أتاح الفرصة لمخرجين وممثلين من مغاربة العالم أن يتألقوا في بلدان المهجر، وأن يتم الاعتراف بكفاءتهم في بلدهم الاصلي عبر مشاركاتهم في هذا المهرجان. كما كانت الدورات السابقة للمهرجان فرصة سانحة لكتابة وانجاز عدة افلام انطلقت فكرتها من اللقاءات التي تمت بين مبدعي الفن السابع المغاربة والأجانب خلال المهرجان.

كيف ساهم هذا المهرجان في اثراء الساحة الثقافية والفنية بالمنطقة؟

أصبح المهرجان من المواعيد التي تحظى بمتابعة خبراء السينما سواء من داخل أو خارج المغرب، وقد رسخ هذا وجهة أكادير في مجالات الثقافة والفن، وأسهم في نفس الوقت بإغناء الساحة السينمائية الوطنية، بما في ذلك استقطاب مخرجين وممثلين للعمل ببلدهم الأصلي مثل نور الدين الخماري إبراهيم الشكيري وسعاد حميدو وغيرهم.

ما الذي يميز هذا المهرجان، مقارنة مع باقي المهرجانات التي تقام في المغرب؟

يمتاز هذا المهرجان بأنه يحمل موضوعا ويحتوي برنامجه على مسابقات، مما ترك بصمته الخاصة المختلفة عن العديد من المهرجانات الوطنية الأخرى، فلهذا المهرجان بعد دولي، ويشكل صلة وصل بين مغاربة العالم وبلدهم الأصلي، ويحظى بمتابعة خاصة من طرف المهنيين عبر العالم. ويسرني هنا أن ألفت إلى حرص إدارة المهرجان وخاصة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة نحو توطيد العلاقات بين السينمائيين من الدول الأفريقية جنوب الصحراء حيث تم الاحتفاء بالكوت ديفوار والكاميرون وهذه السنة البنين.

ماهي الصعوبات التي يعانيها المهرجان؟ هل الدعم الذي يتلقاه المهرجان كاف لإنجاح هذه الدورة؟

أكبر مشكلة يواجها المهرجان تكمن في شحة التمويل، حيث واجهت اللجنة المنظمة وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية قلة الإمكانيات المادية التي يتم الحصول عليها عادة من قبل المؤسسات الشريكة. وبرأيي إن هذه المدينة تشكل واجه ثقافية للمغرب وتستحق أن تسلط عليها الأضواء من خلال الفن السابع ومن خلال المبادرات الثقافية الأخرى، ولذا أحث الشركاء أن لا يطفئوا هذه الشعلة التي استمرت منذ 15 سنة، وأن يواصلوا دعمهم، بما في ذلك المساهمة في تمكين أكادير من إنشاء أول قاعة سينمائية ترتقي لمستوى أهمية حجم هذا المهرجان الدولي السينما والهجرة.

ماهي في نظركم لأهمية الندوات والورشات التي تنظم على هامش ايام المهرجان؟

يتم من خلال هذه الورشات تحقيق التواصل بين جيل الرواد والطلبة الشباب المهتمين في هذا القطاع، بهدف تأطيرهم وتقوية مداركهم وخبراتهم في مجال صناعة السينما، ولا سيما وأن هذه الندوات والنشطة عادة ما تتناول في برامجها مناقشة الموضوعات المتعلقة بالسياسات السينمائية للدول الإفريقية، وعلاقتها بالإنتاج الدولية، وكذلك دور الصناعة السينمائية في تنمية اقتصاد القرب.

ما هي الشخصيات التي ستحظى بالتكريم هذه السنة؟

سنعمل خلال مهرجان هذا العام تكريم مخرج رائد في السينما الإفريقية من بوركينا فاسو غادرنا هذه السنة بعد أن ترأس لجنة تحكيم الدورة السابقة للمهرجان وهو الراحل ادريسا وادراوكو، وكذلك الممثلة الفرنسية من أصول مغربية سعيدة جواد. والمخرج والممثل المغربي حكيم نوري، والممثل المغربي لحسن برداوز، والممثل المغربي عزيز داداس.
سؤالي الاخير، ماهي اقتراحاتكم للنهوض بالقطاع السينمائي بالمدينة في ظل غياب قاعات سينمائية وقاعات العرض؟
نتمنى أن تتكاثف الجهود لاستمرار إبراز أهداف المهرجان، لكونه مكسب لمدينة أكادير ولجهة سوس ماسة، وأيضت لاعتباره مبادرة تحملها مؤسسة من المجتمع المدني ترمي من خلالها تعزيز العرض الفني محليا وجهويا ووطنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى