مثقفون يدافعون عن العقاد…. بعد اتهامه بالرجعية على صفحات التواصل الاجتماعي
معركة أدبية حول صاحب «عبقرية الصديق» في الفضاء الإلكتروني
النشرة الدولية –
حملت صفحات التواصل الاجتماعي معركة أدبية جديدة في مصر يخوض غمارها مفكرون وأدباء ونقاد راهناً، تدور حول مكانة العقاد الأدبية ودوره الإصلاحي.
من دون أسباب واضحة، وبحسب ما نشره موقع “الجريدة” فقد شنّ الباحث والكاتب المثير للجدل إسلام بحيري هجوماً على الأديب والمفكر عباس محمود العقاد (1964-1889)، إذ اعتبره مفكراً رجعياً أصولياً لم يأتِ بأي شيء يذكر للفكر الإنساني في مجموع ما قدم، وأن كتبه الإسلامية تحديداً كانت أول معول يضرب به التيار الإصلاحي.
وأضاف بحيري عبر صفحته على «فيسبوك» أن العقاد أول من أسس ومهَّد لموجة الأصولية والسلفية في السبعينات.
وعن نتاج الراحل الأدبي قال بحيري: «رواياته فقيرة أدبياً وسردياً. أما الشعر الذي قدمه فهو كلام ملتزم بمقاييس الشعر وبحوره، ولكنه كمثل الشخص الذي يعيش على الأجهزة الاصطناعية، موجود وليس حياً».
وتابع: «وصف العقاد بالمفكر العقلاني أو الإصلاحي، وصف كاذب ورثناه ليس أكثر».
أثار هجوم بحيري استياء المثقفين والأدباء والنقاد وغضبهم. كتب د. هشام النجار، وهو كاتب وباحث في الشؤون الإسلامية على «فيسبوك»: «لا يحتاج العقاد إلى دفاع أو إلى أن يقول تلامذته ورفاقه إن مشروعه الفكري والثقافي أكبر من محدودي العقل»، مشيراً إلى أن ثمة مسعى قديماً يتجدد كل فترة لتقسيم المفكرين وفق مزاجية تصنيفية للعلماء والمفكرين في مقابل التنفير من البعض الآخر، خصوصاً إذا كان لديهم موقف مناهض للجماعات والتنظيمات التي توظف الدين لأهداف سياسية».
وجاء رد الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور على «إنستغرام»: «العقاد كاتب ومفكر كبير لا يستحق وصفه بالرجعي». قال: «حرية الآراء مطلقة ولا تقييد لأحد في رأيه. نعيش في مجتمع ديمقراطي يكفل الحرية للناس في التعبير عن آرائهم من دون احتكارها. ويحق لإسلام بحيري أو غيره أن يعبروا عن رؤيتهم تجاه أحد المفكرين الكبار بكل حرية. لكن يبقى أن العقاد مفكر وكاتب له مكانته الكبيرة ودوره العظيم في المجتمع».
الهجوم الأخير على العقاد ليس الأول، إذ تمّ التشكيك في فكره وكتبه سابقاً، لا سيما عندما هاجمه عبد الآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية قبل سنوات، ووصفه بأنه لم يكن ملتزماً بالسلوك الإسلامي، وبأن بعض كتبه تغيب عنه بديهيات الإسلام. وقد تصدى له مفكرون حينها.