وول ستريت جورنال: الجنود الأميركيون بمرمى إيران وحزب الله

بعنوان “فيما تستهدف إسرائيل إيران في سوريا، يحذّر المسؤولون الأميركيون من الانتقام”، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً كشفت فيه أنّ قلقًا يراود القيادة العسكرية الأميركية من الإنتقام من قواتها المتواجدة في سوريا والعراق.

وأوضحت الصحيفة أنّه في الوقت الذي تشنّ فيه إسرائيل حملة عسكرية عدوانية في جميع أنحاء سوريا ضد المجموعات  المدعومة من إيران، من بينها حزب الله”، وبتشجيع من البيت الأبيض، إلا أنّ هذا الأمر  أثار قلق العديد من المسؤولين العسكريين الأميركيين الذين يقولون إنهم يخشون من أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية إذا ما كانت إيران تعتقد أنّ الولايات المتحدة تقف وراء العديد من الهجمات، ما سيدفع المجموعات المدعومة من إيران إلى مهاجمة القوات الأميركية في سوريا أو العراق، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير والذي قال: “إنه مصدر قلق متزايد بالنسبة لنا”.

من جانبهم، كشف مسؤولون إسرائيليون مؤخراً أنّ إسرائيل قصفت نحو 200 هدف في سوريا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، وذلك بهدف منع وصول شحنات الأسلحة من إيران إلى “حزب الله” ومنع إيران من إقامة وجود عسكري دائم لها داخل سوريا، كما شملت الأهداف قواعد عسكرية.

أمّا البنتاغون فأعلن أنّ إسرائيل تعمل بمفردها، إذ قال المتحدث باسمه شون روبرتسون: “العمليات الإسرائيلية مستقلة”، مردفًا: “نحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد التهديدات الوشيكة”.

 كذلك فقد تمثّل موقف الإدارة الأميركية في أنّ “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، فالولايات المتحدة ترحّب بمحاولة إسرائيل إحباط محاولة إيران لإنشاء “هلال تحكم” يمتدّ من غرب إيران عبر العراق وسوريا، وصولاً الى لبنان. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض في بيان “لا يمكن السماح لايران وحزب الله ببناء ترسانة أسلحة على حدود اسرائيل تهدد المنطقة”.

بدوره، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل في آب إن دور إسرائيل كان دورًا فعالاً، لافتًا الى أنّه “في كل مرة كانت فيها إيران تحمل صواريخ أو أسلحة تهديد أخرى إلى سوريا، كانت إسرائيل تقصف تلك الأهداف”.

وعلى الرغم من هذه المواقف الرسميّة، إلا أنّ مسؤولين عسكريين أميركيين، يقلقون من أن تكون إيران تعتقد أنّ الضربات الإسرائيلية مصدرها الاستخبارات الأميركية التي تغذي الإسرائيليين بالمعلومات لكي يشنوا الهجمات. ويقولون: “إذا اقتنعت إيران بتورط الولايات المتحدة باستهدافها، يمكن أن تنظم هجمات انتقامية ضد القوات الأميركية، خاصة في العراق حيث يوجد أكثر من 5000 جندي أميركي متمركزين في القتال ضد تنظيم داعش”.

ووفقًا للصحيفة فالهجمات التي شنتها مجموعات مدعومة من إيران ضد الأميركيين في العراق عززت مخاوف المسؤولين، والدليل على ذلك إخلاء وزارة الخارجية للقنصلية الأميركية في مدينة البصرة الجنوبية في أيلول.

وعن هذا الأمر، علّق المحلّل ني كولاس هراس في مركز الأمن الأميركي الجديد، ومقره واشنطن، قائلاً: “هناك قلق بالغ”، متوقعًا أن تكون آفاق الانتقام الإيراني أعلى في سوريا. وأوضح أنّه “بينما تستطيع الولايات المتحدة أن تعتمد بشكل أكبر على الحكومة العراقية لمنع أي تدخل خارجي بالقوات الأميركية هناك، فإن الولايات المتحدة لديها نفوذ أقل في سوريا، ولا وجود لحكومة تتحالف معها الولايات المتحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button