باحثون من معهد أكسفورد للانترنت: فيسبوك وتويتر وغوغل لا تزال تزخر بالتعليقات المتطرفة والتآمرية

الأخبار الرديئة تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي

النشرة الدولية –

بالرغم من حرب بلا هوادة تشنها مواقع التواصل الاجتماعي في ميدان الإعلام، تنتشر الأخبار الهابطة أو “جانك نيوز” بوتيرة ازدادت سرعة قبل الانتخابات التشريعية الأميركية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر مقارنة بما كانت عليه الحال خلال الحملة الرئاسية في 2016.

وقد خلص باحثون من معهد أكسفورد للانترنت إلى أن فيسبوك وتويتر وغوغل لا تزال تزخر بالتعليقات المتطرفة والتآمرية والهادفة إلى الإثارة، فضلا عن معلومات “رديئة المستوى” تعرف بـ”جانك نيوز” أو المعلومات غير المرغوب فيها.

وبعد تحليل 2,5 مليون تغريدة و6986 صفحة على فيسبوك خلال ثلاثين يوما، تبيّن لهم أن أقلّ من 5% من المصادر المذكورة على شبكات التواصل الاجتماعي هي مستمدّة من مؤسسات رسمية أو خبراء أو المرشحين أنفسهم.

وقال الباحثون في تقريرهم الذي نشر الخميس “وجدنا أن نسبة الأخبار الهابطة المستوى التي تسري على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفعت في الولايات المتحدة منذ العام 2016، وباتت كمية الأخبار رديئة المستوى التي يتشاركها المستخدمون أكبر من تلك التي تحتوي على منشورات صيغت باحتراف”.

روابط كثيرة اعتبرها الخبراء سيئة آتية من وسائل إعلام تعكس آراء المجتمع الأميركي، وحظرها من خدمتنا  يؤثر سلبا على النقاش العام إلى حدّ بعيد ولفتوا إلى أن هذه المعلومات غير المرغوب فيها “التي كانت محصورة سابقا في قاعدة مؤيدي الرئيس دونالد ترامب، باتت تنتشر راهنا في أوساط فئات محافظة وتقليدية”.

وأشار فيليب هوارد مدير المعهد والقيّم على هذه الأبحاث إلى أن الغرض من هذه الدراسة ليس تقييم كمية الأخبار الرديئة المستوى المتأتية من حسابات آلية (بوت) أو تحديد إذا ما كانت صادرة عن جهات أجنبية.

لكنه رجّح أن يكون “هذا النهج في إعداد الأخبار الهابطة روسي المصدر”، موضحا أن “هذا هو الأسلوب الذي اعتمده الروس خلال انتخابات العام 2016. وأصبحت مصادر وطنية تستنسخه اليوم”.

وهو اعتبر أن الجهود التي تبذلها فيسبوك وتويتر لاحتواء انتشار المعلومات الزائفة محدودة  وأن “الترقيعات البسيطة ليس لها بطبيعة الحال أثر كبير”.

وقد ردّ عملاقا الانترنت على هذه التعلقيات بانتقاد خلاصات الدراسة والأساليب المعتمدة لإجرائها.

وقالت ناطقة باسم تويتر “نحترم ونقدّر الدراسات العلمية المتينة الأسس، لكننا نشكك في بعض استنتاجات هذه الأبحاث”.

وأردفت أن “روابط كثيرة اعتبرها الخبراء سيئة آتية من وسائل إعلام تعكس آراء المجتمع الأميركي، مشيرة إلى أن “حظرها من خدمتنا يؤثر سلبا على النقاش العام إلى حدّ بعيد”.

وبحسب المجموعة، إن الكثير من المصادر الواردة في هذه الدراسة “ليس أجنبيا او متأتيا من حساب آلي أو ناجما عن حملة منسقة. فهي نابعة بغالبيتها عن أشخاص حقيقيين يتشاركون معلومات تعكس وجهات نظرهم”.

وعرضت فيسبوك من جانبها دراسات أخرى تفيد بانحسار انتشار الأخبار الزائفة.

وجاء في بيان صادر عن إدارة أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم أنه “ينبغي ألا تعدّ نتائج هذه الدراسة مرجعا في هذا المجال”، بحجة أن الخلاصة الرئيسية ألا وهي أن كمية الأخبار الهابطة المستوى باتت أعلى مما كانت عليه في العام 2016، “تقوم في الواقع على بيانات من تويتر أخذت بشكل جزئي أو مقتطع من شبكات أوسع نطاقا”.

وكشف باحثو أكسفورد أن تعريف الأخبار من نوع “جانك نيوز” يقوم على معايير محددة، مثل غياب قواعد صحافية صارمة واللجوء إلى التضخيم أو العناوين الخدّاعة، فضلا عن مصادر معلومات غير موثوقة.

وأكدن جنيفر غريغييل الأستاذة المتخصصة في شبكات التواصل الاجتماعي في جامعة سيراكيوز التي لم تشارك في هذه الأبحاث أن نتائج هذه الدراسة ليست بالمفاجئة نظرا لطبيعة هذه المنصات.

وهي أقرّت “بأن شبكات التواصل الاجتماعي بدأت بالفعل تتصدّى للحملات المنظمة من جهات أجنبية، لكن ذلك لم يؤثر كثيرا على الأخبار الهابطة المستوى”.

ولفتت إلى أن تويتر تعطي الأولية للحسابات التي تمّ التحقّق من أصحابها، غير أن هذا التدبير يشمل المشاهير أكثر منه الأكاديميين، ما قد يؤدي إلى انتشار أخبار رديئة المستوى.

ولم تستبعد غريغييل “إمكانية أن تكون هذه المنصات تروّج للأخبار غير المرغوب فيها لأن الضغط على هذه الروابط قد يدرّ عليها الأرباح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى