“فوتبول ليكس”: فساد في الويفا
إنفانتينو زود مسؤولي الناديين بمقترحات حول كيفية تفادي تلك العقوبة
النشرة الدولية –
دفعة جديدة من المستندات المسربة حول عالم كرة القدم خرجت إلى النور، هذه المرة تشير بأصابع الاتهام بالفساد لأندية مانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي ورئيس الاتحاد الدولي للعبة جاني إنفانتينو.
التسريبات المعروفة باسم “فوتبول ليكس” تواصل نشر الدفعة الجديدة منها مجلة “دير شبيغل” الألمانية بالتعاون مع موقع “فوتبول ليكس” وعدد من المؤسسات الصحافية الأوروبية، بداية من الجمعة الماضية.
وتشمل التسريبات رسائل متبادلة وتفاصيل اجتماعات بين إنفانتينو والقائمين على مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، المملوكين بشكل أو بآخر للأسرتين الحاكمتين في الإمارات وقطر على الترتيب، حول كيفية تحايل الناديين على قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالنزاهة المالية.
وكانت مجموعة أبوظبي الاتحاد للاستثمار، التي يملكها نائب رئيس وزراء الإمارات منصور بن زايد، استحوذت على نادي مانشستر سيتي في أيلول/سبتمبر 2008، فيما استحوذ جهاز الاستثمار الرياضي التابع للصندوق السيادي القطري على باريس سان جيرمان في 2012.
الأحداث التي تناولتها التسريبات وقعت في 2014 بعد إلزام الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، المسابقة الأغلى للأندية في العالم، بأن تكون حساباتها خاضعة لرقابة الاتحاد الأوروبي للعبة UEFA لضمان التزامهم بـ “اللعب المالي النظيف”.
الاتحاد الأوروبي كان يحقق وقتئذ لأشهر مع تسعة أندية، من بينها مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، خالفت أو لا زالت تخالف قواعد اللعب المالي النظيف.
وفي ذلك الوقت أيضا كانت تصريحات رئيس الاتحاد حينها ميشيل بلاتيني وإنفانتينو، أمين عام الاتحاد الأوروبي آنذاك، تؤكد على تلقي الأندية التي يثبت مخالفتها للقواعد المالية أشد العقوبات.
وأشد العقوبات وفق لوائح الاتحاد هي الحرمان من المشاركة في مسابقة دوري الأبطال.
القواعد المالية تنص على ألا يتجاوز العجز في موازنات أي ناد مشارك في دوري أبطال أوروبا في الموسمين السابقين على بدء المنافسات مبلغ 45 مليون يورو.
وتقول “دير شبيغل” إن مراجعي الحسابات في الاتحاد الأوروبي وجدوا أن العجز في موازنة سان جيرمان وصل بين 2011 و2013 إلى 218 مليون يورو بينما وصل العجز في حسابات النادي الإنكليزي إلى 188 مليون يورو.
وأبدى محققو ومراجعو الاتحاد الأوروبي شكوكا حول العائدات التي تصب في حسابات الأندية حصرا من شركات حكومية خاضعة لسيطرة ملاك الأندية.
وتقول المجلة الألمانية إن مسؤولي الناديين مارسوا ضغوطا على قادة الاتحاد الأوروبي للعبة من أجل تفادي أي عقوبات بسبب هذه المخالفات.
وتكشف التسريبات أن إنفانتينو زود مسؤولي الناديين بمقترحات حول كيفية تفادي تلك العقوبة وأنه تخطى قواعد الفصل بين المسؤولين التنفيذيين بالاتحاد وبين هيئة الرقابة المالية على الأندية.
واتخذ إنفانتينو هذه الخطوة لإنهاء أزمة التحقيق مع الناديين إلى عقوبات مخففة فرضت في أيار/مايو 2014، فقط بعد أيام على استقالة برايان كين رئيس غرفة التحقيقات المتعلقة بقواعد اللعب المالي النظيف من منصبه.
الناديان الإنكليزي والفرنسي استمرا في إنفاق مئات ملايين الدولارات منذ ذلك الوقت في شراء أبرز نجوم اللعبة، إلا أن تسريبات “فوتبول ليكس” أعادت القضية للواجهة.
التسريبات كذلك تشير إلى أن مانشستر سيتي ضح 2.7 مليار يورو خلال السنوات السبع الماضية عبر حاملي أسهم وصفقات رعاية مبالغ في قيمتها، بما يخالف قواعد الاتحاد الأوروبي، فيما تكشف التسريبات كذلك أن ملاك سان جيرمان ضخوا بشكل مخالف أيضا قرابة 1.8 مليار يورو منذ الاستحواذ على النادي.
الناديان أصدرا بيانات مطلع الأسبوع نفيا فيها الاتهامات بالتلاعب الموجهة إليهما. وقال سان جيرمان في بيان إنه “لطالما تصرف بالتزام كامل بالقوانين والقواعد المطبقة من المؤسسات الرياضية، مشيرا إلى أنه أحد أكثر الأندية خضوعا للتدقيقات والمراجعات المالية “في التاريخ”.
ومن جانبه أوضح مانشستر سيتي: “لن ندلي بأي تعليق على مستندات أخرجت من سياقها سرقت من مجموعة سيتي لكرة القدم وأفراد النادي”.
وكان إنفانتينو قال في حوار لوكالة “أسوشيتد برس” قبل أيام على إطلاق التسريبات: “وظيفتي تشمل إجراء نقاشات ومحادثات وتبادل وثائق ومسودات وأفكار حول الكثير جدا جدا جدا من المواضيع. من دون ذلك لن تمضي قدما”.