المبعوث الأممي إلى ليبيا يتحدث عن تحسن أمني في طرابلس والإنتخابات في الخريف القادم
الأمم المتحدة – هبة المغربي
قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن الخطة الأمنية التي تم الاتفاق عليها من أجل طرابلس لقيت نجاحا وقبولا.
وأضاف سلامة أثناء حديثه في جلسة لمجلس الأمن عقدت اليوم في نيويورك لبحث تطورات الأزمة الليبية أنه يشعر بتحسن الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس.
وتابع أن 80% من الليبيين مصرون على إجراء الانتخابات.
وأكد سلامة أن المؤتمر الوطني يجب أن يعقد قبل نهاية العام، والانتخابات في الربيع المقبل.
وأشار سلامة إلى أن التهديد بفرض عقوبات كان له أثر إيجابي على الوضع الأمني.
ولفت إلى أن مؤتمر إيطاليا فرصة للدول من أجل دعم وتدريب قوات الأمن الليبية.
من جهة أخرى، نوه سلامة إلى أن مجلس النواب لم يتحمل المسؤولية بجدارة، وشدد على أهمية أن تبدأ عملية إجراء انتخابات في ربيع عام 2019 لكن بعد المؤتمر الوطني لمناقشة الصراعات.
ونوه الى أن قسم واسع من المشاركين في المسار التشاوري الليبي “يعتبرون أن الليبيين محرومون من حكومة تمثلهم وتجمع فرقتهم وتدافع عن مصالحهم“.
وأضاف ”اعتبر المشاركون أن الحكومة الوطنية التي يتطلع لها الليبيون لابد لها من بذل كل الجهود لمعالجة المسائل المرتبطة بالمصالحة على المستويين الوطني والمحلي باعتبارها شرطا رئيسا لبناء المؤسسات“.
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي ليبيا، غسان سلامة، الخميس، إن “الصراع الحالي في ليبيا هو في أساسه نزاع من أجل السيطرة علي موارد البلاد، والاستقرار سيكون بعيد المنال ما لم يتم مواجهة هذا الأمر”.
وأشار إلى أن “الحل الواضح يتمثل في تلبية مطالب الشعب الليبي والاستماع إلى أصوات الناس”.
جاء ذلك في إفادة قدمها المبعوث الأممي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
وأضاف: “ليبيا تعيش دائرة عقيمة ومدمرة تغذيها الطموحات الشخصية لقادتها الذين يسرقونها وينهبونها”، دون تسمية شخصيات بعينها.
وطالب سلامة مجلس الأمن الدولي بضرورة “التحرك لوضع حد لتلك المخاطر الحيلولة دون أن تصبح ليبيا مصدرا للفزع والجزع بالنسبة لجاراتها في المنطقة”.
وحذر غسان سلامة في إفادته من مغبة أن “تتحول مناطق الجنوب الليبي إلي موطئ قدم لتنظيم داعش الإرهابي والجماعات الإرهابية”.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2016، خسر تنظيم “داعش” مدينة سرت (شمال وسط ليبيا) التي سيطر عليها في 28 مايو/أيار 2015.
وبعد خسارة “داعش” للمعركة في سرت، وطرده من بنغازي ودرنة والنوفلية (شرق) وصبراتة (غرب)، عاد للظهور من جديد، عبر هجمات استهدفت تمركزات أمنية وسط ليبيا، وكذلك مقار حكومية منها مفوضية الانتخابات والمؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس.
وفي سياق غير بعيد، لفت سلامة إلى أن “الوضع الأمني تحسن رغم هشاشته وبدأ بالفعل إخلاء المباني ومقرات الوزرات في طرابلس من الجماعات المسلحة التي انتشر أفرادها علي أطراف المدينة”.
وحذر المسؤول الأممي من الأوضاع التي تشهدها السجون الليبية، ووصفها بأنها “تحولت الي شركات خاصة تدر مكاسب هائلة لأصحابها ويجري فيها تعذيب المئات من مواطني ليبيا والأجانب علي حد سواء”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الليبية حول ما أورده سلامة.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى مؤخرا في سيطرة قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.
مؤسسات أمنية موحدة
من جهته، قال منصور العتيبي مندوب دولة الكويت لدى الأمم المتحدة إنه يجب دعم إنشاء مؤسسات أمنية موحدة في ليبيا.
أما المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتير، فركز على أولوية توحيد القوات الليبية تحت السلطة المدنية.
وأكد على أن مؤتمر باليرمو فرصة لدعم جهود سلامة للحل السياسي في ليبيا.
وقف كامل لإطلاق النار
إلى ذلك، قال مندوب بريطانيا ماثيو ريكروفت، إن المشاركة الليبية في مؤتمر باليرمو يجب أن تمثل الجميع.
أما مندوب السويد أولوف سكوغ، فقد أكد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في ليبيا بشكل كامل.
وأعلن دعم بلاده للمؤتمر الوطني الليبي الذي دعا إليه سلامة.
وعلى صعيد أخر، قالت جماعة مفوضة من الأمم المتحدة يوم الخميس بعد اجتماعات نادرة في أنحاء ليبيا إن الليبيين يريدون بأغلبية ساحقة تشكيل حكومة وطنية تمثل جميع مكونات المجتمع وتوزيع الموارد بصورة عادلة.
وأبرزت النتائج التي توصل إليها مركز الحوار الإنساني وهو منظمة غير حكومية استياء واسع النطاق بين الليبيين من الصراع بين حكومتين وجماعات مسلحة وقبائل ومناطق متنافسة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.
وكلفت الأمم المتحدة المركز بعقد 77 اجتماعا في 43 مكانا عبر ليبيا للمشاركة مع جميع عناصر المجتمع، وهي تجربة نادرة على المستوى الجذري في بلد لا يجرؤ فيه سوى قلة على التعبير عن أنفسهم بحرية خوفا من الجماعات المسلحة.
وقال تقرير المركز المؤلف من 77 صفحة والذي حصلت رويترز على نسخة منه إن أكثر من 7000 ليبي شاركوا في الاجتماعات وإن 30 في المئة منهم شاركوا عبر الإنترنت لأن عدم الاستقرار جعل من المتعذر الحضور.
وقال المركز إنه في اجتماع واحد في مدينة سبها بجنوب البلاد والتي شهدت اضطرابات لسنوات بسبب العنف القبلي، اتفقت الجماعات المتناحرة على وقف اطلاق النار للسماح للاجتماع العام النادر بالمضي قدما.
وكان الهدف من الاجتماعات هو إعداد مؤتمر وطني تريد الأمم المتحدة تحضيره في أوائل عام 2019 بعد أن تخلت عن خطة لإجراء انتخابات في 2018 بسبب العنف والانقسامات السياسية.
ويطالب الليبيون بتوزيع حصة من الموارد ووضع حد لنهب الجماعات المسلحة لإيرادات النفط والغاز.
وقال تقرير المبعوث الأممي ”كثيرا ما تتم الإشارة إلى المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي فضلا عن الأصول الليبية في الخارج والتي يقترن الحديث عن العبث بها بإحساس بالمرارة ذلك أن قسما واسعا من المشاركين في المسار التشاوري يعتبر أن هذه الأصول أمانة حملهم الله إياها للأجيال المستقبلية وأن لا مناص من محاسبة كل من يعبث بها لأنه تلاعب بمستقبل ليبيا وآمال شبابها“.