الاستهلاك المتزايد للحوم يمثل تهديدا واضحًا للحضارة الإنسانية

في 50 عام فقط.. استهلك البشر 60% من الثروة الحيوانية

شرم الشيخ – أحمد سبع الليل

 على هامش مؤتمر التنوع البيولوجي الذي تنظمه الأمم المتحدة في نسخته الـ 14 في شرم الشيخ نوفمبر 2018، وعلى هامش هذه الندوة التي تناولت الاستهلاك المتزايد للحوم وأثره على التغير المناخي والتنوع البيولوجي بصفة عامة، أعددنا تقرير حول الجلسة خصيصًا وفق عدد من الزوايا والمتحدثين، وطرحنا سؤالاً حول استهلاك اللحوم المتزايد في مصر.

 فقد قضت البشرية على 60٪ من الثدييات والطيور والأسماك والزواحف منذ عام 1970، مما حدا بالخبراء الأوائل في العالم إلى التحذير من أن القضاء على الحياة البرية هو الآن حالة طوارئ تهدد الحضارة.

التقديرات الجديدة لمذبحة الحياة البرية يتم إعدادها في تقرير رئيسي صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، ويشارك فيه 59 عالمًا من جميع أنحاء العالم. ويرى التقرير أن الاستهلاك الواسع والمتنامي للغذاء والموارد من قبل سكان العالم يدمر شبكة الحياة، التي تبلغ مليارات السنين، والتي يعتمد عليها المجتمع البشري في نهاية المطاف للهواء النقي والماء وكل شيء آخر.

الاستثمارات ضد التنوع البيولوجي يشكل خطرا كبيرا على الكوكب: 

تقول السيدة سيمون لوفيرا – بيلدربك، من هولندا، نحن نؤمن بأن الحكومة الصينية تحاول تقليل استهلاك اللحوم في الصين، لكنها ايضًا عليها أن تضمن أن استثماراتها تفي بالمعايير الدولية، كم أننا ندعم بقوة المفاوضات الملزمة حول المسائلة والتزام الشركات العابرة للحدود الوطنية بالمعايير البيئية. 

وتابعت “لوفيرا”، نحن أدركنا الكثير من بلدان الإتحاد الأوروبية تزيد من جهودها في بحثها مثلا حول البصمة الأيكولوجية لقطع الأشجار، 5 إدارات من الحكومة الفرنسية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستفرض حظرا علي أي منتجات يثبت انها ساهمت في قطع الأشجار، وهذا القرار جاء متأخرا 10 سنوات حسب هدف التنمية المستدامة الـ 15 والذي أكد انه لابد من إيقاف هذه الجهود بحلول عام 2020، لكن في نفس الوقت الكثير من بلدان الإتحاد الأوروبية مثل هولندا وألمانيا وفرنسا، حست المفوضية الأوروبية تلك الحكومات علي التقليل او ايقاف قطع الأشجار بحلول عام 2020، لأن هذا يسهم في فقدان التنوع البيولوجي، ولكن لابد من وجود تماسك بين سياسات الإتحاد الأوروبي والدول الأخرى مثل الأرجنتين والبرازيل والأوروجواي، لأن تشجيع هذا الاستثمار في  الثروة الحيوانية أدي إلي زيادة قطع الأشجار نتيجة زارعة فول الصويا من أجل الأعلاف، لكن وجدنا أن إيقاف الاستثمار في فول الصويا الذي يستخدم في تغذية الثروة الحيوانية هو الحل الوحيد من أجل تحقيق هذا الهدف وإيقاف تغير المناخ، فنحن بحاجة إلي سياسة متماسكة. 

في الأسبوع الماضي، أوضح الأمين التنفيذي أنه إذا لم نتوقف عن قطع الأشجار فهذا معناه الاستحواذ على مزيد من الأراضي وقطع المزيد من الأشجار وهذا يشكل خطورة على الكوكب، بالتالي إن لم نوقف الدعم لهذه الصناعات وهذه الاستثمارات بشكل فوري فإننا نخاطر بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

بعض الدول مثل مصر تشجع مواطنيها على استهلاك قد كبير من اللحوم:

تقول السيدة لسيس الفاريز، خبيرة في مجال البيئة من كولومبيا، لدينا نموج صناعي كبير وهو مخصص للتصدير والبصمة الرقمية البيئية، ويتعين على كل دولة محاولة تغيير النظام الغذائي لديها، ونفهم ايضًا أن هناك طرق تقليدية لاستهلاك اللحوم لكل الشعوب وهناك فارق بين كل دولة وغيرها ولابد من معرفة التقنيات المستخدمة، وهذا هو النموذج الصناعي المصمم خصيصًا للتصدير.

وتابعت ” الفاريز”، ربما يوجد العديد من الدول التي لا تؤمن بهذا وعلى سبيل المثال الصين لم تكن دولة ينتشر بها تناول الحوم واستهلاكها، اما الآن فقد أصبحت اللحوم أكثر انتشارًا نظرا للاقتصاد الحالي بالصين، ونحن نركز على هذا النموذج الصناعي الكبير والذي يترتب عليه الكثير من التلفيات وربما لا يكون الأفضل لكن يمكن تحسينه، ويتعين علينا على الصعيد العالمي دراسة تصدير اللحوم التي يأتي تأثيرها الأكبر من الدول الكبرى مثل الصين وروسيا.

دفاعًا عن آكلي اللحوم:

ودفاعًا عن آكلي اللحوم يقول الدكتور ميجيل لوفيرا ريفاس، خبير في مجال البيئة، من باراجواي، نحن لا ندعو إلى قيام الجميع بمقاطعة اللحوم في نفس الوقت ولكن ندعو إلى الاعتدال، وتحدثنا عن نموذج الصين وتجربتها، ولكن ما تقوم به الشركات في الحقيقة هو التشجيع علي استهلاك اللحوم لتحقيق الأرباح، ولكن في بلادي علي سبيل المثال، يمكننا أن نقتل مائتي ألف رأس ماشيه ويمكن أن نورد اللحوم اللازمة في إطار النظام الغذائي لجميع السكان، ونقوم بتصدير 1 مليار و200 مليون رأس، لذلك نسعي إلي تحقيق الاعتدال والتوازن الاقتصادي والاجتماعي الذي لم نحققه حتي الآن ولم نحقق اكتفاء الناس من اللحوم ايضًا.

 ومن رأي الشخصي أن الشعب المصري لديه عاداته الخاصة جدا، وسلوكه حول استهلاك اللحوم خاصة، علس سبيل المثال العديد من المصريين إن لم يكن جميعهم يقوموا بطهي اللحمة والمحشي يوم الخميس كعادة سيئة توارثتها الأجيال، وعلى مستوي الحكومة فإن مصر ليس لديها برامج مستقبلة للحد من انتشار اللحوم لنفس الأسباب، لكني أؤمن بأن يتوجب على الحكومة استخدام الطرق غير المباشرة للحد من انتشار اللحوم مثل رفع الوعي بالبدائل ونشر السلوكيات والعادات الصحية السليمة بين طلاب المدارس والجامعات.

يذكر أن مصر ترأس مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي بمدينة شرم الشيخ، كأول دولة عربية وثان دولة أفريقية، المؤتمر الذي يعد واحدًا من أكبر مؤتمرات الأمم المتحدة، ويشارك فيه وزراء الإسكان والصحة والبترول والصناعة من مختلف دول العالم، كما ..تعتبر الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في مصر أول سيدة عربية وأفريقية تترأس المؤتمر بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى