مدير مهرجان “السينما للجميع”: نهدف نشر ثقافة السينما الأمازيغية لتصل نحو العالمية
حققنا نجاحات للمؤتمر رغم قلة التمويل
تزنيت – مليكة أقستور / مراسلة النشرة الدولية
تميزت الدورة السابعة لمهرجان “السينما للجميع” الذي نُظم هذا الشهر في مدينة تزنيت المغربية، بقوة تعبيرية فنية وتثقيفية ملفتة، لاقت تفاعل وإعجاب الجمهور من جميع شرائح المجتمع المغربي والزائر من الخارج.
كما شكل هذا المهرجان لهذا العام مجددا، فرصة فريدة وخاصة لأهالي المدينة، لمشاهدة عدد من العروض السينمائية الجديدة المتميزة من فئتي الأفلام القصيرة والطويلة، فضلا عن الأفلام الوثائقية وغيرها من الاعمال السينمائية الوطنية والدولية.
وفي لقاء أجرته مراسلة “النشرة الدولية” مع مدير المهرجان جمال أكوسال، شدد على أهمية هذا المهرجان، وما يعكسه من تظاهره فنية حُظيت بإهتمام جميع شرائح المجتمع. وأشار إلى أن إدارة المهرجان حرصت كل الحرص هذا العام، أسوة بدوراته السابقة، على إتاحة الفرصة للشباب الهواة للقاء محترفي صناعة السينما الوطنية والعربية والعالمية لتبادل الأفكار والتجارب والاستفادة منها.
ولفت أكوسال الى أن فقرات المهرجان وفعالياته لهذا العام كانت متنوعة، وقد شملت تنظيم ندوات وورشات تحت إشراف خبراء في صناعة السينما، ذلك الى جانب عرض مجموعة مختارة من الافلام الطويلة والقصيرة، بهدف نشر الثقافة السينمائية الامازيغية.
حدثنا عن المهرجان وماهي أهدافه؟
لقد تركزت أعمال المهرجان على التعريف بثقافة السينما ونشرها، وخاصة إنتاج السينما المحلية، وفي هذه الدورة بالذات، حرصنا على إختيار ضيفة الشرف وهي “السينما العراقية”، حيث قمنا بعرض مجموعة من الافلام العراقية، ونظمنا مراسيم تكريم للمخرج العراقي الشهير “جعفر مراد”.
كما تم أيضا تنظيم عروض للافلام القصيرة والطويلة والوثائقية، فضلا عن تنظيم مناقشات عامة تناولت في مضمونها استعراض الافلام المعروضة، كما عقدنا أيضا ندوة تدريبية تُعني ببعض جوانب صناعة السينما، بما في ذلك كتابة السيناريو والاخراج.
ماهي الاضافات التي قدمها المهرجان لمدينة تزنيت؟
المهرجان يعتبر من أوائل المهرجانات المعروفة بمدينة تزنيت منذ نسخته الاولى سنة 2008، ومنذ ذلك الحين زادت عدد شركات انتاج السينما الامازيغية، فضلا عن عدد العاملين في هذا القطاع، بما في ذلك التقنيين والسينمائيين الذين بدأوا معنا منذ تأسيس “جمعية تزنيت للثقافة السينمائية”، وتربعوا الأن على عرش الشهرة في عالم السينما، لما قدموه من أعمال وطنية ودولية ناجحة. ومازلنا نطمح لتحقيق المزيد من أهداف نشر ثقافة السينما التزنيتية والأمازيغية على الصعيدين الوطني والدولي. فالعديد من المنتجين و المخرجين باتوا يختارون مدينة تزنيت لإنتاج و تصوير أفلامهم، وهذا بفضل الجهود الجبارة التي يقوم بها أعضاء المهرجان.
الى أي حد ساهم المهرجان بالنهوض بالقطاع السينمائي بالمنطقة؟
طبعا، لقد نجح المهرجان في النهوض بالقطاع السينمائي بشكل عام، وأستطيع أن أقول بأن هذا المهرجان ترك لمساتة وإنعكاساته الإيجابية الواضحة، ونطمح بهذا الخصوص إلى جذب المزيد من الإهتمام والدعم المادي والمعنوي للمهرجان من قبل المسؤولين المعنيين لتحويله إلى مهرجان عالمي يستقطب كبار العاملين في قطاع السينما حول العالم.
ماهي التحديات والعوائق التي تواجهكم خلال تنظيمكم لهذا المهرجان؟
نعاني من مشكلة “ضعف التمويل”مما أعاق تنفيذ عدد من خططنا، بما في ذلك دعوتنا لكبار المنتجين و المخرجين والفنانين العالميين إلى جانب الشخصيات الدولية البارزة للمشاركة بالمهرجان.
هل يحصل المهرجان على دعم من وزارة الثقافة أو أي جهة أخرى؟
إدارة المهرجان في شراكة مند أربع سنوات مع جمعية تزنيت للثقافة السينمائية و المجلس الجماعي، و لكن هذه الشراكة لا تتلقى الدعم الكافي، ولذا نأمل بالحصول على دعم أكبر، بما في ذلك من قبل المجلس الاقليمي، وهنا لا يفوتني بأن أؤكد على أن هذا المهرجان هو بمثابة فعالية وطنية ومن شأنه أن يخدم مدينة تزنيت التي نأمل أن تتطور وتتألق على الصعيد العالمي عبر هذا المهرجان السينمائي.
كيف يتم اختيار الافلام المشاركة في المهرجان، وهل هناك معايير معينة لاستقبال الاعمال المشاركة؟
عادة نحن نركز على إختيار الأفلام المتميزة ذات المستوى سواء من حيث الفكرة والمضمون أو الإنتاج، كما نركز أيضا على الأهداف النبيلة والسامية للفيلم بحيث يجب أن تخدم فكرته جميع شرائح المجتمع.
وبالنسبة للمعايير، فمن الضروري أن تكون جودة التصوير ذات مستوى عالي، لكن هذا لا يعني تهميش اعمال الهواة، فنحن أيضا حريصين بالمقابل على عرض بعض افلام الهواة، لإعطائهم الفرصة للتعريف بأنفسهم وإبداعاتهم، وأيضا من أجل إعطائهم الفرصة للقاء المحترفين للإستفادة من خبراتهم وتبادل الأفكار والتجارب.
على مدار الدورات السنوية للمهرجان ما هو التطور الذي طرأ عليه؟
الحمد لله، المهرجان أثبت نجاحه دورة تلو الأخرى، وذلك بفضل الجهود الجبارة لإدارته، ففي كل سنة نحاول استضافة دولة معينة بهدف تبادل التجارب و الانفتاح على اعمال السينمائية الخارجية، وفي دورة هذا العام، حاولنا التركيز على السينما العراقية القريبة من حيث الشكل والمضمون من السينما الأمازيغية. ورغم المشاكل التي يواجهها العراق، الا أن المخرجين العراقيين استطاعوا مواصلة النجاح و التألق في العديد من المهرجانات الدولية.
كيف ترون مستقبل المهرجان؟
أتوقع لهذا المهرجان مستقبل كبير. ولا سيما وأنه حظي بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس في دورتيه الرابعة والخامسة، مما يعكس رغبة جلالته برفع شأن وأفاق هذا المهرجان وتحقيق استمراريته، ومن هنا إرتأينا التركيز على استمرارية تنظيم المهرجان بمعدل سنوي، ليرتقي إلى مستوى العالمية.
ما هو تقييمكم للحركة السينمائية بالمنطقة؟
لثد شهدت المنطقة حركة سنيمائية مزدهرة في السنوات الاخيرة، هذا بالرغم من مشكلة القرصنة التي تسببت في تراجع شركات الأقراص المدمجة للأفلام السينمائية، فلقد وجدت هذه الشركات أبواب أخرى مفتوحة لعرض منتجاتها كالقنوات التلفزيونية، كما دخلت أيضا المنافسة مع شركات انتاج أخرى.. والآن باتت هناك أفلام أمازيغية تعرض في مهرجانات دولية، وبالتالي فإننا نطمح إلي تطوير قطاع الأفلام الامازيغية لتصل إلى العالمية، ومن هنا أحث المسؤولين المعنيين الى اعادة فتح قاعة السينما في تزنيت بشكل دائم، ليستطيع شباب المدينة و عشاق الفن السابع من متابعة كل جديد في السينما المغربية و العالمية.