مشروع قانون في البرلمان البريطاني للاعتراف بدولة فلسطين

قدمت عضو في البرلمان البريطاني بمشروع قانون للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين.

وقالت ليلى موران، أول عضو من أصول فلسطينية في مجلس العموم البريطاني (الغرفة الأولى)، إن الخطوة تأتي في إطار تشجيع المؤمنين بحل الدولتين على تحويل القرارات الأممية إلى قانون بريطاني. وأضافت أن بلادها لم تعترف بعد رسمياً بدولة فلسطين، وهو ما يجب تغييره.

وتابعت: «أشجع أي شخص يؤمن بالسلام وبحل الدولتين أن يؤيد مشروع القانون، واعتراف لندن بفلسطين دولة في أقرب وقت ممكن». ولفتت موران إلى أن ذلك الاعتراف لن يحل القضية، لكنه سيكون بمثابة «إعادة إشعال لشرارة الأمل التي انطفأت في قلوب الفلسطينيين».

وذكّرت البرلمانية البريطانية بدور بلادها في نشوء المشكلة من خلال «وعد بلفور» (الذي مهد لاحتلال الأراضي الفلسطينية وقيام إسرائيل)، مؤكدة في هذا السياق ضرورة تحمل المسؤولية من خلال إحياء محادثات السلام.

من ليلى موران؟

أنتخبت ليلى موران العام الماضي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني في دائرة “أكسفورد ويست” و”أبينغدون”، وذلك بالتنافس مع نيكولا بلاكوود، وزيرة الصحة السابقة التي تنتمي إلى المحافظين.

تعيش ليلى موران (37 عامًا)، والمولودة لأب إنجليزي وأم فلسطينية من القدس المحتلة، في شمالي أوكسفورد الإنجليزية.

عَملت مدرسة لمادة الفيزياء في مؤسسة أوكسفورد التعليمية، قبل أن تنخرط في العمل السياسي من خلال نشاطاتها الاجتماعية، حيث نظمت مجموعة من الحملات من أجل حماية الأعمال المحلية ومحاربة تطبيقات التخطيط الحساسة، وخاضت حملات من أجل مدارس أفضل.

نظرًا لانتمائها لحقل التعليم الحكومي، وحملها شهادة الماجستير في التعليم المقارن، لدى موران رؤية خاصة تنتقد فيها سياسات التعليم التي تستند إلى الاختيار والمنافسة. الأمر الذي يؤدي إلى عدم المساواة المجتمعية على حد تعبيرها، بالإضافة إلى تشجيعها لأبحاث البيئة والاستثمار في البحث والاختراع.

كان لتنشئة موران أثر عميق على نموذجها السياسي. فهي صاحبة الخلفية الفلسطينية، التي تجولت في بلدان مثل بلجيكا، اليونان، أثيوبيا والأردن، بالنظر إلى طبيعة عمل والدها دبلوماسيًا. بالإضافة إلى إتقانها اللغات العربية، الفرنسية، الإسبانية، وقليل من اليونانية.

صرحت سابقًا أن نشأتها الفلسطينية جعلت منها شخصًا مهتمًا بالشأن الدولي، قائلة إن “السياسة كانت دائماً على طاولة العشاء”. تضيف: “هذا جوهر رؤيتي للعالم. أريده عالمًا منفتحًا على الاختلاف واحترام الآخر. عالم متسامح مع وجهات النظر. ما زلت اعتقد أن بإمكاننا الوصول إلى هذه الصورة في يوم من الأيام”.

نظرتها العالمية تجاه التسامح واحترام التنوع والاختلاف وجدت ضالتها في الحزب الليبرالي الديمقراطي، لكن ذلك كله لم يبدأ هنا، إذ إن تاريخ عائلتها يحتوي على الكثير من الشواهد. فجدها الأكبر واصف جواهرية، الذي كتب مذكرات مطولة عن حياة الفلسطينيين تحت الحكمين العثماني والإنجليزي، قبل أن تطول شعبه النكبة التي خلّفها قيام دولة إسرائيل، واصفًا الحياة في القدس في تلك الفترة بالحياة المتسامحة، نظرًا للعلاقة المميزة التي جمعت المسلمين بالمسيحيين واليهود، والاحترام الكبير الذي كان بينهم في تلك الفترة.

كما تلقت تعليمها في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بإصرار من والديها المسيحيين على تعلم القرآن لما فيه من نقاء اللغة العربية وجوهرها.

يلتزم الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي تنتمي إليه موران بتخصيص 0.07% من إجمالي الدخل الوطني للمساعدات الخارجية، وتعليق صفقات بيع السلاح إلى السعودية ضمن رؤية الحزب القاضية بمنح رخص بيع السلاح إلى الدول التي تحترم حقوق الإنسان فقط. كما سيقدم الحزب ملاذاً لـ 50 ألف لاجئ سوري ولـ 3 آلاف طفل فقدوا عائلاتهم في الحرب الدائرة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى