روسيا تنشط لتحريك عملية السلام وتعرض لاستضافة محادثات فلسطينية إسرائيلية
تحاول ممارسة دور فاعل في ملف المصالحة الفلسطينية
النشرة الدولية –
تنشط الدبلوماسية الروسية، حالياً، لتحريك عملية السلام، المجمدة منذ العام 2014، عبر الاستعداد لاستضافة محادثات فلسطينية – إسرائيلية كوسيط، بموازاة محاولة ممارسة دور فاعل في ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، موسكو في 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، استجابة لدعوة نظيره الروسي، سيرغي لافروف، فيما يتوجه وفد رفيع المستوى من حركة “فتح” إليها قريباً.
وتدور المحادثات الفلسطينية في موسكو حول ملفي إنهاء الإنقسام، والعملية السياسية، لاسيما عقب تصريح لافروف، أول أمس، بأن “روسيا مستعدة لاستضافة اجتماع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل كوسيط”، وذلك خلال حديثه مع صحفيين أثناء زيارة يقوم بها إلى روما تستغرق يومين.
وقال مصدر فلسطيني مسؤول، لـ”الغد”، إن “التحرك الروسي للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل استئناف عملية السلام، المتعثرة منذ سنوات، يكتسب أهمية بالغة في هذا الوقت الراهن، ولكن التوقعات منه تبقى محدودة، إزاء التعنت الإسرائيلي”.
وأضاف المصدر نفسه أن “موسكو تحتفظ بعلاقات إيجابية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مما قد يساعد في إحراز تقدم في عملية السلام”، موضحا بأن “روسيا تؤيد علنا إقامة دولة فلسطينية وفق حدود العام 1967، وترتبط بعلاقة جيدة مع السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية، وهو أمر تفتقده الولايات المتحدة”.
ونوه إلى مواقف الإدارة الأميركية، مؤخرا، التي وصفها “بالمعادية” للقضية الفلسطينية، إزاء الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ووقف تمويل ميزانية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وأوضح بأن “الأجواء الآن قد تكون مواتية للدور الروسي الأكثر فاعلية في عملية السلام، في ظل الانحياز الأمريكي الصارخ لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيد الجانب الفلسطيني، مع نهاية عام 2017، بأن واشنطن لم تعد وسيطا نزيها للسلام، وقطع العلاقات الثنائية منذاك”.
فيما يقف التعنت الإسرائيلي عائقاً أمام الدور الروسي المنتظر، في ظل الأزمة الداخلية الإسرائيلية التي قد تسفر عن انتخابات مبكرة.
وترى سلطات الاحتلال أن الولايات المتحدة هي الأقدر على رعاية عملية السلام، ما تجسد في عدم التجاوب الإسرائيلي مع الدعوات الروسية المتكررة لإجراء محادثات سلام، حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في شهر نيسان (إبريل) الماضي، بحسب أنباء إخبارية، اقتراحاً روسياً بعقد قمة مع الرئيس عباس، الذي وافق على المقترح الروسي.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أنه “سيزور موسكو في 21 من الشهر المقبل بناء على دعوة من لافروف”، مبيناً أن المحادثات ستتناول “العلاقات الثنائية مع روسيا الاتحادية، وكيفية وإمكانية إحداث اختراق في العملية السياسية وفي الجهود المبذولة على مستوى روسيا الاتحادية من أجل إعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح”.
وأشار إلى أنه “يتطلع إلى ما يمكن أن تلعبه موسكو من دور في إنهاء الانقسام الفلسطيني، في ظل أنباء زيارة وفد “حماس” لموسكو قريباً، وقد يضم هنية نفسه”، منوهاً إلى “متابعة هذا الموضوع لمعرفة الحديث الدائر في موسكو مع وفد حماس، وبالتالي الوقوف على الدور الذي يمكن لروسيا أن تلعبه من أجل إقناع قيادات “حماس” بإنهاء الانقسام”.
بدوره، أوضح السفير الفلسطيني لدى روسيا، عبد الحفيظ نوفل، في تصريح أمس، إن “روسيا تستعد لاستضافة محادثات سلام دولية”، وذلك بالتزامن مع تصريح لافروف، الذي قال فيه إن روسيا “تدعم استئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونؤكد عرضنا منذ عدة سنوات لاستضافة اجتماع بين الطرفين بدون شروط مسبقة”.
وقال لافروف: “من المستحيل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا والعراق، من دون حل القضية الفلسطينية”.
فيما أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، مطلع الشهر الجاري، أن “بلاده تدعم مبادرة الرئيس محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام”، معرباً عن “تقدير روسيا للمواقف الحكيمة للرئيس عباس، التي تدعم الاستقرار في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وجدد موقف روسيا في دعم الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وعاصمتها القدس المحتلة.