شيريل ساندبيرج… شخصية «فيسبوك» الثانية في مرمى النيران

النشرة الدولية –

في صباح أحد أيام الأسبوع الماضي، عبرت شيريل ساندبيرج، المسؤولة الثانية في شركة فيسبوك منذ فترة طويلة، عن شكرها “لكل من يستخدم موقع فيسبوك لجعل العالم مكانا أفضل وألطف وأرحم”.

وبحسب ما نشرته صحيفة، الفايننشال تايمز، البريطانية اليوم، الاثنين، فقد هنأت المستخدمين على جمع ما مجموعه مليار دولار للمنظمات الخيرية عبر استخدام الموقع. كانت رسالتها واضحة: أنها لا تزال مؤمنة بأن شركة فيسبوك ستكون قوة لعمل الخير. لكنها بعد ظهر ذلك اليوم نفسه، وقعت في أزمة أخرى تم إشعالها من قبل أناس يستخدمون موقع فيسبوك لجعل العالم مكانا ساما وأكثر انقساما.

صنف تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” حالات الإخفاق التي وقعت فيها مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي، التي أفسدت استجابتها للتدخل الروسي على المنصة – ورسم التحقيق صورة لساندبيرج باعتبارها مهتمة بحماية شركتها أكثر من اهتمامها بمصالح البلاد.

غضبت عندما اكتشفت أن الفريق الأمني في شركة فيسبوك، بقيادة أليكس ستاموس، كان يحقق في عمليات التضليل الروسية على الشبكة الاجتماعية، دون الحصول على إذن – خوفا من أن تتعرض الشركة إلى مساءلة قانونية، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز”.

في وقت لاحق، عندما تحدث ستاموس إلى مجلس الإدارة بشكل فاق توقعاتها، قيل إنها صرخت فيه أمام الجميع “لقد ألقيت بنا تحت الحافلة”!

المكاشفات زادت من الضغط على موقع ساندبيرج في الشركة. قال ديفيد كيركباتريك، مؤلف كتاب “مفعول فيسبوك” The Facebook Effect، “إن ساندبيرج لم تكن تخدم الشركة أو مساهميها بصورة جيدة على المدى الطويل”. وأضاف “إرثها سيكون تقاعسها عن حل مشكلة الأخبار الكاذبة، وتقويض الديمقراطية، والفشل في السيطرة على خطاب الكراهية”.

أنشأت ساندبيرج نظام الإعلان ذاتي الخدمة الذي امتص بيانات المستخدمين، وسمحت بالاستهداف التفصيلي، ويطرح عددا قليلا من الأسئلة بشأن من الذي يضع الإعلانات. وقال كيركباتريك “إن هذه الإدارة غير الرشيدة تعني أن الأمر خرج عن السيطرة وأن العالم يدفع الثمن”.

حتى الانتخابات الرئاسية في عام 2016، تم الاحتفاء بساندبيرج بسبب حسها السياسي. كانت تعرف واشنطن: عملت لمدة خمسة أعوام مع لاري سمرز في وزارة الخزانة الأمريكية. وكانت مرشحة لمنصب رفيع في إدارة كلينتون. وباعتبارها ذات شخصية متماسكة بشكل هائل، دائما ما تُقدّم إجابات مُجهزة بأسلوب مُطمئن. لكن قرون الاستشعار تحطمت منذ ذلك الحين.

كانت ساندبيرج مسؤولة عن السياسة والاتصالات عندما قال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، كان من “الجنون الكبير أن تؤثر الأخبار المزورة في الموقع في الانتخابات”.

وكانت مسؤولة عندما حافظ كبار قادة شركة فيسبوك على هدوئهم على مدى خمسة أيام بعد الكشف عن تسرب البيانات الهائل إلى شركة كامبريدج أناليتيكا.

وكانت مسؤولة أيضا عندما وظفت فيسبوك “ديفاينرز” Definers، وهي شركة استشارية ذات ميول جمهورية اتهمتها “نيويورك تايمز” بتلطيخ سمعة المنافسين وجورج سوروس، مدعية أن الملياردير المستثمر كان وراء الاحتجاجات المناهضة لـ “فيسبوك”.

ساندبيرج تنفي معرفتها بأن “فيسبوك” عينت “ديفاينرز”. ألغت “فيسبوك” عقدها مع الشركة الأسبوع الماضي. وتنفي كذلك أي اتهامات بعرقلة التحقيق في التدخل الروسي. منشورها التالي على “فيسبوك”، ليل الخميس، قال “إن تلك المزاعم خاطئة تماما”. كتبت “الإشارة إلى أننا لسنا مهتمين بمعرفة الحقيقة، أو أننا نريد إخفاء ما نعرفه، أو نحاول منع التحقيقات، هي ببساطة غير صحيحة”. ستاموس، الذي ترك الشركة، أيَّدها، وكتب تغريدة على موقع تويتر جاء فيها “لا هي، ولا زوكربيرج، أو أي مسؤول تنفيذي آخر في “فيسبوك”، طلبوا منه عدم إجراء التحقيق”.

في عديد من الشركات الأخرى، ربما كان ينظر إلى ساندبيرج على أنها كبش الفداء. لكنها تحافظ على علاقة وثيقة مع زوكربيرج الذي اعتمد عليها في بناء فيسبوك لتتحول إلى آلة مربحة كما هي اليوم. التنفيذية التي تبلغ من العمر الآن 49 عاما، تم تعيينها منذ أكثر من عشرة أعوام “لتكون الشخص البالغ الذي يشرف” على صاحب المشاريع الشاب، الذي على الرغم من أنه مرتاح للوضع الذي هو عليه، إلا أنه لا يزال يفضل الحديث عن الإصلاحات الفنية. في الأسبوع الماضي قال زوكربيرج، البالغ من العمر 34 عاما، “إنها شريكة عظيمة وستستمر كذلك”.

وقال أحد التنفيذيين السابقين في “فيسبوك”، “إنها كانت ذكية وعملت بجد، لكنها وضعت نفسها في فقاعة واقية، محاطة بأشخاص ثقات معروفين داخل الشركة باسم “فوس” FOSS أي أصدقاء شيريل ساندبيرج.

أصبحت ساندبيرج أكثر “روبوتية” مع مرور الوقت، بينما زوكربيرج “لم تكُن لديه في الواقع أي مشاعر تعاطف مع الآخرين على الإطلاق”، بحسب التنفيذي السابق، مضيفا “لديك قائدان في شركة فقدا الإحساس بكل المشكلات التي كانا يوجدانها في العالم”.

ما يمكن أن يعده بعضهم انعداما للتعاطف، قد تعتبره ساندبيرج تفاؤلا ساذجا. فهي تعتقد أن “فيسبوك” لم تركز بصورة كافية على “الجانب السيئ”. وقالت في “مؤتمر كود” في أيار (مايو) “عندما يكون لديك بشر على منصة، ستحصل على ما هو جميل وما هو قبيح”.

لكن مع وجود زوكربيرج إلى جانبها، فإن مجلس الإدارة فقط، أو “وول ستريت” هما اللذان يمكنهما محاولة إخراجها. مجلس الإدارة أصدر بيانا نادرا الأسبوع الماضي، وصف فيه تقرير “نيويورك تايمز” بأنه “مجحف تماما” وأيد استثمارات القائدين في أمن المنصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى