مقام النبي موسى.. شاهدا على عبق الحضارة الإسلامية في فلسطين
القدس – سارة العدرة / مراسلة النشرة الدولية
مقام النبي موسى عليه السلام يعد من أهم الشواهد على الحضارة الإسلامية في فلسطين، والذي يقع على الطريق الواصل بين مدينة القدس المحتلة و أقدم مدن العالم في مدينة أريحا.
شيد صلاح الدين الأيوبي جزءًا كبيرًا منه، ثم جاء الظاهر بيبرس وبنى قبة المسجد، التي تتجسد في بنائه أروع صور العمارة والتاريخ الإسلامي، فهو عبارة عن بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب على النمط المملوكي.
فن العمارة وتقسيم المقام
وتبلغ مساحة سطح المقام داخل الأسوار حوالي أربعة دونمات ونصف، ويتوسط المقام فناء مكشوف مكون من ساحات ثلاثة، تبلغ مساحة أكبرها 330 مترا مربعا، وتوجد في وسطها بئر عميقة لجمع المياه.
ويحيط عدد كبير من الغرف بالساحات، يبلغ عددها حوالي 120 غرفة، إلى جانب مسجد صغير مساحته 250 مترا مربعا، تقابله مئذنة قصيرة من الشمال.
اما المسجد فهو مقسوم إلى قسمين يفصل بينهما جدار عريض فيه شباك مفتوح، القسم الشرقي للرجال والغربي للنساء، ويتميز بأنه أصغر حجما كما أن أرضيته أوطأ من أرضية الصالة المخصصة للرجال.
ويضم مسجد الرجال محرابا مزججا ومنبرا أخضر اللون، وعلى يمين مدخله الرئيسي مباشرة باب يقود إلى غرفة صغيرة تعلوها قبة في وسطها قبر مغطى بالقماش الأخضر، يرمز إلى ضريح النبي موسى عليه السلام.
وتوجد في الجهة الشمالية الشرقية خارج السور، مقبرة حيث يتبرك الناس بدفن ذويهم لاعتقادهم بقدسية المكان.
وبجوار المقام إلى الجنوب الشرقي يقع مقام صغير هو مقام الست عائشة، وإلى الجنوب الغربي يقع مقام الراعي، ويبعد 2 كم عن مقام النبي موسى
موسم النبي موسى
منذ عهد صلاح الدين الأيوبي يحتفل الناس في كل عام بموسم النبي موسى، فيقومون بواجب الزيارة وأداء الطقوس والشعائر الدينية التي حققت شهرة واسعة بسبب موسمه.
ويقصد بالموسم احتفال شعبي جماهيري فيه الطابع السياحي ويطغى عليه الطابع الديني، يقصده الناس من كل حدب وصوب للقيام بأداء واجب الزيارة وتقديم الاحترام، وأداء الطقوس الدينية، والمشاركة في الفرح حول المزار، وايضا الوفاء بالنذور وختان الأطفال وتوزيع الحلوى المشهورة والمعروفة باسم حلاوة النبي موسى.