قصص «تربوية» في معرض الكتاب خادشة للحياء!

نيفين ابولافي –

عبارات خادشة للحياء وحوارات لا تليق بالأطفال والناشئة في سلسة قصصية من المفترض انها «تربوية»، وموجهة للناشئة في معرض الكتاب الدولي، الذي تقام فعالياته هذه الأيام في الكويت، فقد أثارت سلسلة تربوية ناشئة معروضة في معرض الكتاب، جدلا كبيرا، بعد تداول عدد من الافراد لصور من إحدى المجموعات القصصية عبر تطبيق واتس أب، من جهة محذرين منها، ومن خلال مواقع التواصل الاخرى، لاحتوائها على عبارات خادشة، بل تعتبر خارجة عن حدود الأدب والتربية، منها ما يمكن ان يعتبر تحريضاً على الأفعال المشينة اخلاقياَ، وان كان الهدف في الاساس شرح سوء هذه السلوكيات، الا ان الكاتب أخفق في ايصال الفكرة، فجاءت كتاباته فجة في الطرح وغير لائقة.

يدور حوار بين شابين عن كيفية التعرف على فتاة زميلة لهم في المدرسة المختلطة، وكيفية حدوث هذا التعارف من جهة، وتبادل الغزل والرومانسية عبر الاتصالات الهاتفية من جهة أخرى، بينما تأتي الطامة الكبرى في ان فتى يطلع زميله على صور مقززة، فكيف لهذه الفجاجة في الطرح ان تكون موجهة للناشئة، حتى وان افترضنا صحة عدم بيعها في المعرض، فهي من الناحية التربوية والأدبية مرفوضة من حيث المبدأ في مخاطبة الأطفال والناشئة.

ومن باب الدقة توجهنا الى دار النشر باحثين عن هذه النسخة المتداولة إلكترونياً، باعتبار ان أحدهم قد اشتراها من المعرض، فإننا لم نجد هذه النسخة معروضة، في حين اكد البائع انها لم تصل للكويت، ولم تبع في هذا الجناح قط، فالتقطنا نسخة أخرى للسلسلة، فكانت المفاجأة ان هذه السلسلة ايضا تتضمن حكاية لا يمكن قبولها من حيث الخطاب التربوي، والتي تدور فيها حوارات بين الأم والأب والابنة، حيث تنجح الأم بتحريض امها على ابيها، عندما تنقل لها صورة عن المعاملة الحسنة التي يعاملها فيها زوج جارتها، فثارت على الوضع، الامر الذي أوجد خلافاً أسرياً كبيراً في حوارات، منها «سل ابنتك ماذا يفعل الازواج مع زوجاتهم اللواتي يحضرن الطعام؟».

بينما تصور قصة أخرى «بين أم وابنتها» الأم بألقاب مخجلة، كونها تحضر أفراحاً نسائية فيها غناء، بينما الابنة ترفض ذلك، وتستشهد القصة بمثل «الشوكة قد تلد الوردة».

فإن آمنا بأن النسخة المتداولة الأولى غير موجودة، سواء كانت لم تدخل البلاد او تم رفعها من المعرض بعد اكتشاف الكارثة التربوية فيها، فالنسخة المعروضة لا تقل خطراً على الناشئة من النسخة السابقة الذكر، وان تغيرت المفاهيم والاهداف، كون الحوارات غير مقبولة أساساً لتوجه الى هذه الشريحة العمرية من القراء، ولا يمكن قبولها حتى في إطار أسلوبها الأدبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button