محادثات السلام اليمنية تبدأ اليوم في السويد من دون لقاءات مباشرة بين الطرفين
مراسل النشرة الدولية –
تبدأ اليوم “الخميس” في السويد، محادثات سلام بين ممثلي كل من الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وذلك في مسعى جديد من الأمم المتحدة لإنهاء حرب دفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
وأشارت المصادر إلى أن وفدا الحكومة اليمنية والحماعة الحوثية اللذين وصلا مؤخرا السويد، لإجراء محادثات سلام لن يلتقيا مباشرة في المحادثات، التي ستجرى في قلعة أعيد ترميمها خارج ستوكهولم.
ونوهت إلى أن مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن سيقوم هو وفريقه بجولات مكوكية بينهما في المشاورات التي ستكون الأولى منذ 2016.
وقال عبد الله العليمي أحد ممثلي الحكومة المعترف بها دوليا على تويتر قبل أن يغادر فريقه من العاصمة السعودية الرياض إن المحادثات تمثل ”فرصة حقيقية للسلام“.
وتقود السعودية والإمارات تحالفا يدعمه الغرب ويقاتل الحوثيين لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وترغبان في إنهاء الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات.
وصعد الحلفاء الغربيون للسعودية والإمارات من الضغوط عليهما لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع ما يربو على ثمانية ملايين شخص إلى شفا المجاعة.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب الأهلية عام 2015 بعد أن أخرجت جماعة الحوثي حكومة هادي من العاصمة صنعاء في عام 2014 لكنه واجه جمودا عسكريا منذ سيطرته على مدينة عدن الجنوبية.
ونجح جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن في تحقيق بعض إجراءات بناء الثقة ومن بينها إجلاء جرحى من الحوثيين لإقناع الجماعة بحضور المحادثات في السويد.
ووصل وفد الحوثيين إلى السويد يوم الثلاثاء بعدما لم يحضر آخر جولة محادثات في جنيف في سبتمبر أيلول.
* هدنة ومبادلة السجناء
وأغلقت السلطات السويدية المكان وشوهدت عدة عربات تابعة لأجهزة الطوارئ خارج القلعة قبيل المحادثات، التي ستركز على محاولة الاتفاق على خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية.
وقال محمد عبدي مدير مكتب اليمن لدى المجلس النرويجي للاجئين ”إذا مضت المشاورات بشكل إيجابي، فسوف نشهد أثرا فوريا على الناس في اليمن. سيقل عدد من يضربهم العنف ومن يفرون منه، وسيقل عدد من يُدفعون صوب أقسى سبل العيش“.
وأضاف في بيان ”وبنفس القدر، إذا أخفقت المشاورات أو تعثرت، ستتعثر أيضا آمال وقف انزلاق اليمن المطرد إلى أتون الجحيم“.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء ومبادلة السجناء وتأمين الاتفاق على هدنة في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون. وقد يقود ذلك إلى وقف أوسع نطاقا لإطلاق النار ووقف الضربات الجوية للتحالف والهجمات الصاروخية للحوثيين على المدن السعودية.
وتحاول الأمم المتحدة تجنب شن هجوم شامل على الحديدة نقطة دخول أغلب السلع والمساعدات لليمن. وعزز الطرفان مواقعهما بالمدينة المطلة على البحر الأحمر في معارك متفرقة بعد خفض التصعيد الشهر الماضي.
وأدى الغضب الذي فجره قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول إلى توجيه التركيز على حرب اليمن وزيادة التدقيق في أنشطة السعودية بالمنطقة.
ومن المقرر أن يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع قرارا لإنهاء الدعم للتحالف في الصراع.
وأوقفت الولايات المتحدة الشهر الماضي دعما يتمثل في إعادة تزويد طائرات التحالف المقاتلة بالوقود وهي الطائرات التي نفذت ضربات ألقي عليها اللوم في قتل آلاف المدنيين.