الأمن الفرنسي يعتقل 64 شخصاً من متظاهري “السترات الصفراء” لخامس سبت على التوالي
النشرة الدولية –
اعتقلت الشرطة الفرنسية 64 شخصا من متظاهري “السترات الصفر”، ظهر السبت، خلال الاحتجاجات التي استؤنفت للأسبوع الخامس على التوالي. وفق ما أفاد مراسل “العربية”.
وبدأ أصحاب السترات الصفر في فرنسا بالتوافد إلى الشوارع في تحركهم الخامس بأعداد أقل بشكل ملحوظ من الأسبوع الماضي.
وأفاد مراسلون أن أعداد الموقوفين منذ ساعات الصباح حتى الآن بلغ العشرات من المحتجين مقارنة بمئات كانوا اعتقلوا في مثل هذا الوقت السبت الماضي.
وكانت قوات الأمن حافظت على مستوى انتشارها واستراتيجيتها في باريس، إلا أن أعداد عناصر الأمن المنتشرين في جموع فرنسا انخفضت من 89 ألفا الأسبوع الماضي إلى 69 ألفا اليوم.
كما كانت السلطات الفرنسية قد أعلنت أن الوجهات السياحية الرئيسية كمتحف اللوفر وبرج إيفل والأوبرا والقصر الكبير مفتوحة، وتعمل بشكل طبيعي أمام الزوار.
ومن المفترض أن فرنسا كانت على موعد مع سبت صعب، مع تمسك أصحاب السترات الصفر بمواصلة الاحتجاج.
فقد أعلنت السلطات الفرنسية، أمس، نشر عشرات الآلاف من الشرطة في أنحاء البلاد، ونحو 8 آلاف في باريس، السبت، لمواجهة موجة جديدة من احتجاجات “#السترات_الصفراء”، رغم افتقاد الحركة للزخم على ما يبدو بعدما قدم الرئيس إيمانويل ماكرون تنازلات.
وقال رئيس شرطة باريس إنه “ما زال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات. وسوف تتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي”. وأضاف قائد الشرطة، ميشيل ديلبييش، لإذاعة (آر.تي.إل) “يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ”.
كما توقع أن يكون أثر الاحتجاجات على الأعمال في العاصمة أقل بالمقارنة بأيام السبت في الأسابيع الماضية، عندما أغلقت متاجر كبيرة أبوابها، وألغت الفنادق الحجوزات رغم ازدحام تلك الفترة في العام مع اقتراب عيد الميلاد.
وتأتي التظاهرات هذا السبت بعد أيام من قيام مسلح بإطلاق النار على مجموعة من الأفراد في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ في شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر. وقتلت الشرطة المسلح في تبادل لإطلاق النار أمس الخميس، بعد يومين من المطاردة.
من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إن الوقت حان كي يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم ويقبلوا بما حققوه من أهداف، مشدداً على أن الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضاً، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي، #إيمانويل_ماكرون، إلى “الهدوء” و”النظام” قبيل التظاهرات. وقال الجمعة: “لا أعتقد أن ديمقراطيتنا تستطيع قبول احتلال الساحة العامة وأشكال العنف” التي شابت تظاهرات أيام السبت القليلة الماضية، لاسيما وسط باريس.
وفي تصريحاته التي أدلى بها بعد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أضاف ماكرون: “بلدنا بحاجة إلى الهدوء، بحاجة إلى النظام، بحاجة إلى العمل بشكل طبيعي مجددا”.
يذكر أن تلك الاحتجاجات أثرت على الاقتصاد، حيث يتوقع أن يقل الإنتاج في الربع الأخير من العام إلى نصف الأرقام المتوقعة، كما يرجح أن تتسبب تنازلات ماكرون في زيادة عجز الموازنة عن الحدود المتفق عليها في الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن حركة السترات الصفراء، التي بدأت كاحتجاج مناهض للضرائب على الوقود ثم تحولت إلى تحالف مناهض لماكرون، قد هدأت بعدما أعلن الرئيس الفرنسي سلسلة من الإجراءات لمساعدة الطبقة العاملة.
وبعد مواجهته انتقادات لاذعة على عدم ظهوره للرد على المتظاهرين، ألقى ماكرون خطابا نقله التلفزيون قبل أيام قال فيه إنه يتفهم قلق المحتجين وأقر بالحاجة لاتخاذ نهج مختلف.
وإلى جانب إلغاء الزيادات في ضرائب الوقود التي كانت مقررة اعتبارا من الشهر المقبل، أعلن ماكرون أنه سيزيد الحد الأدنى للأجور بواقع مئة يورو في الشهر، اعتبارا من يناير وسيخفض الضرائب على المتقاعدين الأقل دخلا فضلا عن إجراءات أخرى.