سهم جونسون آند جونسون يهوي بأكثر من 9%
كانت تعلم منذ عقود بوجود مادة الأسبستوس المسرطنة في بودرة الأطفال
النشرة الدولية –
هوى سهم شركة Johnson & Johnson بأكثر من 9% بعد أن كشف تقرير لوكالة “رويترز” عن أن الشركة كانت تعلم منذ عقود بوجود مادة الأسبستوس أو الحرير الصخري في بودرة الأطفال الخاصة بها.
واستندت “رويترز” في تقريرها بفحص العديد من الوثائق والشهدات، وقالت إنه بالإضافة إلى شهادات الإيداع والتجربة، فمنذ عام 1971 إلى وقت مبكر من عام 2000، كان المدراء التنفيذيون والاطباء في الشركة على دراية باحتواء بودرة الأطفال وغيرها من منتجات الشركة على مقادير صغيرة من الأسبستوس.
وتجري مشاركة هذه الوثائق مع بعض المحامين الذين يمثلون 11700 شخص من المدعين بأن منتجات الشركة سببت لهم إصابات بالسرطان، بما في ذلك الآلاف من النساء اللواتي تعرضن للإصابة بسرطان المبيض.
من جانبها، وصفت Johnson & Johnson تقرير “رويترز” بأنه “كاذب وتحريضي واحادي الجانب”.
يذكر أن “التلك” هو نوع من الأملاح الطبيعية. ويُوجد في بعض الأحيان في الأرض قرب مركب الأملاح المعروف باسم أسبستوس، لكن Johnson & Johnson تصر على أن منتجاتها خالية من هذا المركب وأنها لا تسبب السرطان.
وبذلت الشركة جهدا كبيرا في حماية منتجها “Baby Powder” الشهير، من خلال تشكيل الأبحاث وتعيين مديرين طبيين عالميين.
وبعد الدفاع بنجاح ضد الدعوى القضائية المرفوعة ضدها بشأن استخدامها لمادة الأسبستوس المعدنية في منتجها، في عام 1999، اضطرت “Johnson & Johnson” الآن إلى تسليم آلاف الصفحات من مذكرات الشركة والتقارير الداخلية وغيرها من الوثائق السرية للجهات المختصة.
وتحظر منظمة الصحة العالمية والسلطات الأخرى استخدام الأسبستوس أو التعرض حتى لمستوياته الآمنة.
وفي حين أن معظم الذين يتعرضون للأسبستوس لم يطوروا أيا من أنواع السرطان، إلا أن آخرين طوروا المرض بعد سنوات، حتى عند التعرض لكميات صغيرة من هذه المادة.
غرامات مالية كبيرة
يذكر أن محكمة أمريكية أمرت في يوليو/تموز الماضي شركة Johnson & Johnson بأن تدفع تعويضا ماليا بقيمة 4.7 مليارات دولار لـ 22 إمرأة زعمن الإصابة بسرطان الرحم إثر استخدام منتجات مسحوق “بودرة” التلك من إنتاج الشركة.
وتضمن الحكم القابل للاستئناف الصادر من محكمة ولاية ميسوري الأمريكية إلزام الشركة بدفع تعويضات بقيمة 550 مليون دولار، ثم أضاف قرار المحكمة إلى المبلغ غرامة عقابية تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالمدعيات بقيمة 4.1 مليار دولار.
يأتي هذا الحكم في وقت تمثل فيه الشركة العملاقة للصناعات الدوائية طرفا لنزاع قضائي في حوالي 9000 قضية من بينها قضايا خاصة بمسحوق تلطيف بشرة الأطفال.
وكانت الشركة قد أكدت أن عددا من الدراسات أظهر أن منتجات التلك الخاصة بها آمنة، وأصرت أيضا على أن الحكم جاء نتيجة “عملية مجحفة بالأساس”.
وكلفت هيئة الرقابة على الغذاء والأدوية في الولايات المتحدة جهة متخصصة لإجراء دراسة على مجموعة متنوعة من منتجات التلك، من بينها منتجات Johnson & Johnson، في الفترة من 2009 إلى 2010، والتي كشفت أن منتجات الشركة العملاقة للأدوية لا تحتوي على الأسبستوس.
وقال الادعاء إن الشركة استخدمت طرق اختبار وفحص معيبة.
وأصدرت الجمعية الخيرية البريطانية لمكافحة سرطان الرحم، أوفاكوم، تقريرا عن هذه القضية، معربة عن مخاوف لديها منذ سنوات حيال إمكانية أن يسبب استخدام مسحوق التلك في منطقة المهبل سرطان الرحم، لكنها أشارت في نفس الوقت إلى أن تلك المخاوف لم تثبت علميا، وأنها لا تزال تحتاج إلى المزيد من الدراسة.
وتضمن الحكم ضد Johnson & Johnson أكبر تعويض على الإطلاق تُلزم به محكمة الشركة مقابل أضرار لحقت بمستهلكين نتيجة لاستخدام منتجات التلك الخاصة بالشركة.
وحكمت محكمة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في 2017 على الشركة العملاقة بسداد تعويض قيمته 417 مليون دولار لإمرأة ادعت الإصابة بسرطان الرحم إثر استخدام منتجات Johnson & Johnson، من بينها مسحوق التلك.
رغم ذلك، اُلغى هذا الحكم بينما لا تزال الشركة تواجه عددا كبيرا من النزاعات القضائية التي لم تُحسم بعد.
وغالبا ما تخفض قيمة التعويضات العقابية سواء في درجة في الاستئناف. ونجحت Johnson & Johnson في الحصول على قرارات بإلغاء أحكام محكمة بتعويضات عقابية، بعضها جاء لأسباب فنية تتعلق بإجراءات التقاضي.