رشيد أسلال: الفن الامازيغي يحتاج الى جرأة و اقتحام أكبر لمجموعة من  الطابوهات

الرباط – مليكة أقستور / مراسلة النشرة الدولية

هو فنان أمازيغي مغربي، احترف الفكاهة وكانت بدايته في المسرح المدرسي وأنشطة الجمعيات الى أن انتقل ل”وان مان شو ” كبداية سنة 1992 بعد فشل تجربة الفرقة المسرحية التي أسسها أنداك باسم  “تسافوت ن الدشيرة”، فاختار “وان مان شو” كأول تجربة أمازيغية مغربية.

رشيد أسلال، من مواليد مدينة الدشيرة سنة 1975، الذي تكون على يد مجموعة من أساتذة المسرح و شارك في العديد من الدورات التكوينية التي من خلالها اكتسب الخبرة و نمى قدراته الى أن أصبح الان من أهم و أقوى النجوم المغاربة بالساحة الفنية. فقد استطاع أن يبدع بأدواره المتنوعة التي لعبها في الكوميديا، الدراما و الاكشن الا أنه استطاع أن ينجح و يتألق أكثر في الكوميديا, بحيث استطاع أن يبصم بصمته الخاصة فأصبح الان نجما كوميديا متألقا بالساحة الفنية المغربية. أبدع كذلك في مجال الكتابة، بحيث كتب العديد من السيناريوهات التي لقيت اعجاب الجمهور المغربي.

جميع السيناريوهات التي كتبتها أحس أنني عانيت و بدلت مجهودا كبيرا من أجل كتاباتها و اخراجها للواقع، يقول رشيد أسلال مضيفا أن الفنان الامازيغي هو جزء لا يتجزأ من الجسم الفني المغربي, فجميع المشاكل الكبرى التي يعاني منها الابداع و المبدعون في المغرب يعاني منها كذلك الفنان الامازيغي.

” كل ما أتمناه هو أن يضع المثقفون و الحقوقيون من ضمن اهتماماتهم الدفاع عن الفنان الامازيغي باعتباره حامل لرسالة يوصلها الى أقصى الابعاد التي لا يمكن أن تصل  عن طريق المحاضرات و الندوات”.

لماذا لقب رشيد أسلال؟

أسلال يعني شهد العسل وهو الاسم الذي اختاره أصدقائي بالحركة الامازيغية وزملائي بالجمعية أنداك  وخصوصا “ابراهيم الفارسي” بعد أن لاحظوا أن أعمالي تنطبق على ذلك الوصف، فأصبحت معروفا بهذا اللقب أكثر من اسمي الحقيقي “رشيد بولمازغي”.

كيف كانت بداية أسلال؟

بداية أسلال  كانت بداية صعبة، خصوصا أنه في دالك الوقت لم تكن هناك أنشطة أو قاعات التدريب، كما لم يكن هناك وسائل التكنولوجيا التي تسهل وصول الفنان, كالأنترنيت ولا حتى الراديو أو التلفاز ، كانت بداية صعبة و لكن الرسالة التي كانت في عاتقنا كانت أكبر  من جميع التحديات. فاخترت التحدي و مواصلة المشوار، كانت البداية مع مجموعة من الانشطة التي نظمت بالثانوية ثم الجامعة بأكادير الى الانتقال الى جميع المواقع الجامعية بالمغرب من بعد جاءت المشاركة التي تقوم بها الجمعيات بالمدن الكبرى, بالإضافة الى جولات داخل و خارج الوطن و الاهم الجولات بالبوادي

أبدعت كذلك في مجال كتابة السيناريو، ما هو العمل الذي تفتخر بكتابته، و العكس؟

جميع السيناريوهات التي كتبتها أحس أنني عانيت و بدلت مجهودا كبيرا من أجل كتاباتها و اخراجها للواقع، فأعتز بجميع الكتابات التي كتبتها و أفتخر بها ويبقى سيناريو فيلم “تيروكزا ا تمغارت” واحد من السيناريوهات التي افتخر بها لأنه يرد الاعتبار للمرأة وحمولته حمولة كبيرة لأنني اخترت المرأة كرمز للهوية ورمز للثقافة الامازيغية، فكتابته كتابة لولبية معقدة لهذا أفتخر بنجاح هذا السيناريو، كما يسعدني الاقبال الذي لقيه من طرف  الجمهور.

أما بالنسبة للعكس لم أندم على خطوة قمت بها و لم أندم على كتابة سيناريو معين لان تقريبا جميع السيناريوهات التي كتبتها و ألفتها أنجزت بشكل مرغوب فيه وأوصلت الرسالة التي تمنيت ان أرسلها عن طريق السيناريو.

ما هو الدور الذي تفتخر و تعتز بأدائه؟

تقريبا جميع الادوار التي أديتها أفتخر وأعتز بها لأنه قبل أن ألعب دورا, أولا يتم دراسته بشكل جيد ويتم دراسة النص و خلفية المشاركة و تقمص الدور، ولكن يبقى دور يأثر في مساري أي فنان فبالنسبة لي أفتخر بالدور الدي قمت فيه بعرض “وان مان شو”: ” أونامير د الكوميسير” لانه دور تقمصته  بشكل مدروس وعن قناعة و عبرت من خلاله  عن مجموعة من الهموم الامازيغية و الشخصية و العائلية، و لكن جميع الادوار التي قمت بأدائها في مساري الفني أفتخر و أعنز بها.

ماذا عم مسلسل ” تدمنين درنين”؟

مسلسل ” تدمنين درنين”  تجربة فريدة من نوعها من خلال النبش في الموروث الثقافي الامازيغي ومزجه في التراث العالمي، مسلسل ” تدمنين درنين” تطلب مني مجهودا دام لأربع سنوات معتمدا على بحث الاستاذ “محمد المستاوي” بالإضافة الى النبش في الحكايات الشعبية العالمية ومزجها بحكايات شعبية أمازيغية مغربية ف” تدمنين درنين” عمل أو اهداء لروح الثقافة الامازيغية. أعتز بهذه التجربة من ناحية كتابة السيناريو وأعتز بجميع الممثلين اللذين ساهموا في اخراج هذا المشروع لأرض الواقع وتقمص الادوار بالشكل الذي تخيلته وأنا أكتب هذه السلسلة.

تعتبر أول فنان امازيغي يدخل بوابة الويب، أول بودكاستر باللغة الامازيغية، لماذا اتجهت نحو الويب، تكلم لنا عن هذه التجربة

باعتباري أول بودكاستر بالأمازيغية, أفتخر بهذه المبادرة و فتح هذا الباب أمام الشباب و المبدعين. فهذه التجربة هي يفرضها الواقع لأنه حاليا نعلم أن مستقبل السمعي البصري يكمن في بوابة الانترنيت فطبيعي أن أساير التطور في هدا المجال فاخترت أن أفتح باب التواصل مع الجمهور من خلال بوابة الانترنيت. فحاليا أركز بشكل كبير على الابداع من خلال الويب و التواصل مع جميع الاجيال من خلال هذه البوابة، فأظن أنه حان الوقت ليقتحم جميع الفنانون هذه البوابة و خلق جسر تواصل جديد بينهم و بين الجمهور.

ماهي المشاكل التي يعترض لها الممثل الامازيغي في نظرك و ماهي الصعوبات التي يواجهها؟

الفنان الامازيغي هو جزء لا يتجزأ من الجسم الفني المغربي، فجميع المشاكل الكبرى التي يعاني منها الابداع و المبدعون في المغرب يعاني منها كذلك الفنان الامازيغي ولكن بجرعة زائدة أكثر، وأكبر مشكل يعانيه الفنان الامازيغي حاليا هو مشكل قلة فرص الشغل وهذا راجع لعدم تطبيق دفتر التحملات من طرف القنوات العمومية بشكل جيد، لأنه نلاحظ أن البوابة الوحيدة التي تفتح وجهها أمام الفنان الامازيغي هي القناة الأمازيغية، ونحن نعاني من الحصول على فرصة شغل من خلالها، نظرا للكم والعدد الكبير للممثلين المتواجدين في الساحة، فلا يمكن لجميع الممثلين أن يلعبوا في مسلسل واحد في هذه القناة و فيلمين أو ثلاثة على الاكثر تنتجها هذه القناة. فهذا مشكل كبير بالإضافة الى أن المجال السينمائي يعرف نقصا كبيرا  في الانتاجات الامازيغية وضروري أن نعاني من مشاكل عديدة لان قلة فرص الشغل تؤثر بشكل سلبي على العلاقات بين الفنانين.

ماذا يريد الفنان الامازيغي من القائمين على المجال الثقافي الامازيغي؟

متمنياتنا أن يشتغل كل واحد في اختصاصه فالفنان فنان و الكاتب كاتب، ضروري من الالتزام بالتخصصات فلا يمكن أن نقحم الفنان الامازيغي في مجموعة من المشاكل و مجموعة من الاشياء التي ليست في مستطاعه، لا يمكن أن نحمله مسؤولية النهوض باللغة، فاللغة  من اختصاصيات اللغوين والشعر  من اختصاص الشعراء، فالممثل أو الفنان يتقمص الادوار و يجسد الواقع.

ما أتمناه هو أن يضع المثقفون و الحقوقيون من ضمن اهتماماتهم الدفاع عن الفنان الامازيغي باعتباره حامل لرسالة يوصلها الى أقصى الابعاد التي لا يمكن أن تصل عن طريق المحاضرات والندوات بالتالي فالفن هو الذي يوصل الرسالة الى ابعد النقط والتالي يجب اعطائه أهمية أكبر والاهتمام به أكثر.

ماهو سبب ضعف الانتاج في المسلسلات و الاعمال الفنية؟

ضعف الانتاج راجع بشكل كبير الى ضعف الاستثمار فنحن نعلم جميعا أن الصناعة السينمائية حاليا في العالم وصلت الى أبعد النقط، بحيث أصبحت السينما والفن عموما صناعة يستثمر فيها دوي رؤوس الاموال فبالتالي يجب  كسب ثقة أصحاب رؤوس الاموال من أجل الاستثمار وانشاء شركات انتاج تستطيع أن تدخل غمار المنافسة وهذا مبني أساسا على مسألة الثقة ومسألة استراتيجية الاستثمار في هذا المجال.

هل ارتقى الفن الامازيغي مقارنة بما مضى؟

في نظري الفن الامازيغي لازالت أمامه اكراهات عديدة ولا زالت أمامه عراقيل متعددة فأظن أن الفن الامازيغي بقي في نفس النقطة التي بدأ منها. لازلنا نلاحظ تلك التجارب المحتشمة التي لا ترقى الى تطلعات الشباب حاليا، فكيف يمكن اقناع يافع يشاهد أفلام عالمية بهذا النوع من الافلام التي تعتمد على مشاهد طفولية ومشاهد غير مبنية على تقنيات عالية فمثلا نلاحظ ان الشباب حاليا يشاهدون أفلاما عالية المستوى من ناحية التصوير، التقنيات، السيناريو ومن ناحية التقمص فلا يمكن اقناعه بهذه الاشكال المتواضعة من الافلام التي نراها حاليا.

أظن أن الفن الامازيغي يحتاج الى جرأة أكبر و اقتحام أكبر لمجموعة من  الطابوهات ومجموعة من الاشياء التي  تعتبر معرقلة لنا, فالفن الامازيغي يعاني من سلطتين سلطة المثقفين الذين يحاولون دائما جعل الفنان الامازيغي يهتم فقط في اعماله بمشكل الهوية ثم كذلك هناك سلطة المجتمع التي تجعل من الفنان الامازيغي مقدسا لا يقتحم المواضيع الجريئة ولا يقتحم مجموعة من المواضيع.

نحن نحتاج الى فن أكثر جرأة لاقتحام مجموعة من المواضيع التي يعاني منها المجتمع، فلحدود الساعة لا يمكننا صياغة سيناريو فيلم يتحدث عن الاغتصاب أو عن ظاهرة التحرش لأنه سنتصادم مع نظرة تقديسيه للفن و الفنان الامازيغي وما يسمى “بالحشومة” وعدم تقبل مجموعة من الظواهر.

لحد الان لا يمكننا الحلم بفيلم رومانسي بشكل أعمق ولا يمكن الحلم بأفلام أكشن أو افلام رعب أو مجموعة من الاعمال التي لم يستطع الفيلم الامازيغي اقتحامها ربما نظرا لتلك النظرة التقليدية من طرف المتلقي.

رشيد اسلال قدم الكثير للفن الامازيغي ,فماذا قدم الفن له هذا الفن؟

يكفينني فخرا أن الفن قدم لي جمهورا عريضا يحترمني ويحترم موقفي وأدائي. يكفيني أنني في كل لحظة ألتقي مع أناس من جميع الاجيال ينوهون ويشكرون اعمالي، فهذا فقط هو الشيء الوحيد الذي كسبته من الفن بالإضافة الى الاحترام العائلي ومن طرف من قدمت لهم يد المساعدة يوما واظن ان اكبر ربح ربحته من الفن هو أنني اليوم أرى أن مجموعة من الشباب اللذين تعلموا على يدي يعتلون منصات التتويج ويلعبون أدوارا جد كبيرة، فيمكنني القول بأن الفن اعطاني بالإضافة الى أبنائي الطبيعيين أبناء وبنات أفتخر بأنهم تعلموا على يدي.

ما هو جديد رشيد أسلال؟

حاليا أشتغل على قناة جديدة على الويب ببرنامج جديد أسميته: ماخ؟ بمعنى  لماذا؟، هذا هو الجديد الذي سأحمله مجموعة من الاشياء الجديدة التي نراها حاليا ينجزها الفنانون عبر العالم.

وهو برنامج مختلف على الاشكال السابقة بجديته و تغير مواضيعه و تغير بلاتوهات التصوير، فهو برنامج لا يربطني بفضاء معين ولكن يفتح باب السفر عبر القرى، المدن والدول.

ما هي نصيحتك لشباب عشاق الفن السابع؟

نصيحتي للذين يرغبون في الاشتغال في هذا المجال هو الدراسة قبل كل شيء. لأننا  في أمس الحاجة لفنانين مثقفين وواعيين بالدور الذي يلعبونه في المجتمع، كما أنني أنصحهم بكسب التجارب من خلال الاحتكاك بدوي التجربة في الميدان ثم أخر وأهم شيء التواضع. فمثلا مرور واحد في التلفزة لا يعني انك وصلت الى القمة فبجانبك تمر أشياء أخرى تافهة في التلفزة, فحافظات الاطفال الصغار كذاك تظهر على التلفزة وقيمتها الوحيدة تكمن في استعمالها لمرة واحدة لذى فالتواضع أهم شيء يجب التحلي به.

كلمة اخيرة؟

أتمنى أن يزداد اهتمام القيميين بالفن و الثقافة الأمازيغية  في بلادنا وأقول لهم كفاكم تهميشا لهذا الجزء الذي لا يتجزأ من ثقافتنا وأتمنى أن يكون الفن و الفنان الامازيغي على احسن ما يرام في القادم من الايام.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button