كوشنر يصرخ بوجه صائب عريقات: “لا تهددني”!

روى كبير المفاوضن الفلسطينيين صائب عريقات تفاصيل لقاء متوتّر شابه حوار شديد اللهجة بينه وبين جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأميركي  دونالد ترامب.

قال المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية، إنه التقى كوشنر  في 30 تشرين الأول من عام 2017، قبل أقل من أسبوع من إعلان ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.

وجاءت تصريحات عريقات أمام “منتدى الدوحة” للسياسة الدولية في قطر، أمس الأحد، وفق ما نقلت صحيفتا “Buzzfeed” و”ذا تايمز أوف إسرائيل”.

تفاصيل الحوار المتوتّر
وقال عريقات إنه ذكّر خلال الاجتماع كوشنر بأنه كان من المقرر أن يوقع ترامب على أمر رئاسي لتأجيل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بموجب قانون مرره الكونغرس الاميركي في عام 1995، لكن كوشنر قال له: “لن نوقّع على شيء”.

سأله عريقات مستنكراً: “ماذا تعني؟ لقد وعدنا ترامب بذلك”، فردّ كوشنر، “هذا هو شأننا وسننفذّ سياساتنا بحسب مصالحنا”.

قال عريقات: “إذا مضيتم قدما في نقل السفارة، ستكون الولايات المتحدة قد استبعدت نفسها من أي دور في العملية السلمية”، فأجاب كوشنر: “لا تهددني”، فردّ عليه عريقات: “اقرأ شفاهي. ستقومون باستبعاد أنفسكم من أي دور في العملية السلمية”.

زادَ غضب كوشنر فقال: “أنتم لا تعرفون التغيّرات التي تحدث من حولكم في العالم العربي”، فأجابه عريقات: “أفضل شيء بالنسبة لي هو أن أكون طالباً، فعلمني”، وهو ما أثار غضب كوشنر الذي صاح فيه صارخاً “لا تكن متهكماً”.

عندئذ وجّه عريقات سؤاله لكوشنر: “هل تعتقد أن الدول العربية ستفتتح سفارات في تل أبيب وتقبل بالقدس، مع المسجد الأقصى، عاصمة لإسرائيل؟ القدس خط أحمر عندهم جميعاً، السعوديون، القطريون، المصريون، الأردنيون، البحرينيون. فما الذي تتحدث عنه؟”.

رفض كوشنر شرح موقفه واكتفى بالقول: “هذا شأننا، هذه سياساتنا”.

وقال عريقات إنه حذّر كوشنر بالقول “إذا قمتم بهذه الخطوة، فسوف تقومون بجلب الإسرائيليين والفلسطينيين إلى شفا كارثة”.

نقل السفارة

وكان ترامب أعلن في 7 كانون الأول 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وعن إصداره الأوامر لوزارة الخارجية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة الاميركية إلى المدينة.
ومنذ هذا الإعلان أعلنت السلطة الفلسطينية عن مقاطعة واشنطن.
وفي 14 أيار تم افتتاح السفارة الأميركية الجديدة في حي “أرنونا” في القدس بحضور ايفانكا ابنة ترامب.

وأدى القرار الأميركي إلى تدهور علاقات أميركا مع السلطة الفلسطينية إلى الحضيض.
وعلى خلفية قيام رام الله بقطع علاقاتها مع واشنطن، قررت الأخيرة وقف المساعدات للفلسطينيين بالكامل هذا العام باستثناء مبلغ 42 مليون دولار مخصص لجهود التعاون الأمني المستمرة. وقامت الإدارة الاميركية أيضاً بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة.

المصدر: سبوتنيك
زر الذهاب إلى الأعلى