ترمب يفاجئ خصومه وحلفاءه بالانسحاب من سوريا تزامناً مع بيع واشنطن «باتريوت» لأنقرة!

قوات سوريا الديمقراطية تعتبر القرار «خيانة»... وموسكو ترى أنه يدعم التسوية

النشرة الدولية –

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب حلفاءه وخصومه السوريين والإقليميين والدوليين والمسؤولين في الإدارة الأميركية ذاتها، بقراره سحب قواته من كل الأراضي السورية، معتبراً أنه حقق هدفه القاضي بـ«هزيمة تنظيم داعش».

وقال مسؤول: «إنه انسحاب كامل» سيحصل «في أسرع وقت»، موضحاً أن «القرار اتخذ الثلاثاء»، بعد اتصال هاتفي بين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وينتشر نحو ألفي جندي أميركي حالياً في شمال سوريا، معظمهم من القوات الخاصة، بهدف محاربة «داعش» وتدريب قوات محلية في المناطق التي طُرد التنظيم الإرهابي منها.

وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر» أمس: «لقد هزمنا (داعش) في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لوجودنا (هناك) خلال رئاسة ترمب». لكن البيت الأبيض و«البنتاغون» أبقيا الغموض بالنسبة إلى الجدول الزمني للانسحاب، على رغم تأكيد البدء به فوراً.

وحذّر مراقبون من أن انسحاباً أميركياً متسرعاً من سوريا من شأنه أن يخلي الساحة لحلفاء نظام الرئيس بشار الأسد، وفي مقدمهم روسيا وإيران. وقالوا: إن الخطوة الأميركية تؤدي إلى حشر «وحدات حماية الشعب» الكردية في وضع دقيق للغاية، علماً بأن إردوغان أكد الاثنين عزمه «التخلص» من المقاتلين الأكراد في شمال سوريا إذا لم يرغمهم عرّابهم الأميركي على الانسحاب.

وسارع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى إبداء تحفظاته أمس، معتبراً أن «انسحاب هذه القوة الأميركية الصغيرة من سوريا سيكون خطأً فادحاً».

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده تبلغت القرار الأميركي مسبقاً، موضحاً أن حكومته ستدرس تداعيات انسحاب الأميركيين من سوريا، لكنها «ستدافع عن نفسها» ضد أي أخطار محتملة مصدرها البلد المجاور، في حين أشارت لندن إلى عدم اتفاقها مع اعتقاد ترمب بأن «داعش» هُزم. أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فأعربت عن اقتناع موسكو بأن القرار الأميركي سيساهم إيجابياً في التوصل إلى تسوية سورية.

ولم يصدر موقف عن دمشق حتى مساء أمس، في حين اعتبرت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية، المدعومة من واشنطن، القرار «طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين» الذين ماتوا من أجل هزيمة «داعش».

وتزامن قرار ترمب مع إعلان واشنطن أنها وافقت على بيع تركيا صواريخ «باتريوت» بقيمة 3.5 مليار دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى