وزير الخارجية الكويتي: الاستثمارات الكويتية تتبوأ موقعاً بارزاً ضمن قائمة المستثمرين في هولندا تجاوزت ما قيمته 7.5 مليارات دولار أميركي

اتفاق قريب مع السعودية بشأن المنطقة المقسومة

النشرة الدولية –

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان العام الحالي يشهد مرور 54 عاما على العلاقات الديبلوماسية بين الكويت ومملكة هولندا، مشددا على ان الاجتماع مع وزير خارجية مملكة هولندا يشكل فرصة للتأكيد مجددا على مدى قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الهولندية الوثيقة، والرغبة الصادقة من كلا البلدين الصديقين للدفع بها الى آفاق أرحب وأوسع ونحو مزيد من التطور والنماء.

وأوضح الخالد في مجمل كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع نظيره الهولندي بمناسبة زيارته والوفد المرافق له الى الكويت – ان الجانبين اجريا مباحثات معمقة ومستفيضة مع الوزير ستيف بلوك «أكدنا خلالها على الحرص المشترك نحو تعزيز وتدعيم التعاون القائم بين بلدينا الصديقين، في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية وغيرها العديد من المجالات الحيوية والهامة، بجانب حرص البلدين على استكشاف آفاق جديدة لتفعيل العلاقات الثنائية المشتركة في شتى القطاعات المختلفة».

واشار الى ان الطرفين تناولا خلال الاجتماع آليات تطوير أوجه التعاون والشراكة ضمن رؤية الكويت 2035 الاستراتيجية، وخاصة على المستويين الاستثماري والتجاري، نظرا للتعاون الكبير القائم بين البلدين في هذين المجالين، حيث تتبوأ الاستثمارات الكويتية موقعا بارزا ضمن قائمة المستثمرين في هولندا، تجاوزت ما قيمته 7.5 مليارات دولار أميركي.

وجدد الخالد الترحيب بالاستثمارات الهولندية في الكويت وتشجيع المزيد منها للدخول في السوق الكويتي والاستفادة من التسهيلات والمميزات التي تقدم للاستثمارات الأجنبية.

واعرب عن جزيل الشكر للوزير ستيف بلوك على الموقف الهولندي الايجابي والداعم للمساعي الكويتية في ملف اعفاء المواطنين من تأشيرة «الشينغن».

وقال ان الزيارة شهدت التوقيع على اتفاقية الخدمات الجوية بين الكويت ومملكة هولندا الصديقة، والتي تعكس عزم البلدين الصديقين تطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها في كل المجالات وتعزز كل ما من شأنه تحقيق المنفعة المتبادلة بين كلا البلدين على مختلف الأصعدة.

وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي، قال الخالد ان الجانبين اجريا مباحثات مستفيضة عكست تطابقا كبيرا في وجهات النظر حيال مجمل القضايا الاقليمية والدولية والأوضاع الأمنية والسياسية والجهود المشتركة الرامية لاعادة الأمن والاستقرار في المنطقة لاسيما أن عضوية البلدين غير الدائمة في مجلس الأمن تزامنت خلال عام 2018 حيث شهدت تنسيقا وتعاونا كبيرين خلال عضويتهما في المجلس وتجلى ذلك من خلال تقديم البلدين للقرار رقم 2417 حول قضية النزاع والجوع، والذي تم اعتماده بالاجماع، وهو القرار الأول من نوعه الذي تناول هذه المسألة في مجلس الأمن، الأمر الذي يعكس مدى تطابق مواقف البلدين تجاه القضايا الاقليمية والدولية، وهو ذات التطابق الذي يؤكد حرص البلدين على حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وفيما يتعلق بالمباحثات الكويتية السعودية حول حل الأزمة الخليجية، قال الخالد «المملكة العربية السعودية، دولة شقيقة كبرى لنا، والتواصل معها مستمر في كل زمان ومكان، وحول جميع القضايا.

وعن آخر مستجدات المنطقة المقسومة، قال «ان لقاءاتنا مع أشقائنا في السعودية مستمرة، وفي القريب العاجل، سنتوصل الى اتفاق بشأن هذا الموضوع».

وحول التحذيرات الأميركية لدول العالم، ومنها العربية والغربية، من عدم قبول ما يعرف بـ«صفقة القرن» المرتقب اعلانها قريبا، أشار الخالد الى جلسة مجلس الأمن التي عقدها الليلة قبل الماضية، قائلا: «لا نريد أن نزيد عما ادلى به مندوبنا الدائم في مجلس الأمن السفير منصور العتيبي، من أن الكويت حريصة على السلام، ومبدأ حل الدولتين، ضمن المرجعيات المعتمدة والمعروفة.

وفيما يتعلق بتطورات انشاء «تحالف الشرق الأوسط الجديد»، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الكويت على تواصل دائم مع شركائها في الولايات المتحدة، للوقوف على تفاصيل المقترح الخاص بانشاء تحالف الشرق الأوسط الجديد.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الهولندى ستيف بلوك – في كلمته خلال المؤتمر الصحافى – ان الكويت شريك استراتيجى لهولندا، حيث بدأت العلاقات التاريخية بين البلدين منذ عام 1964، وفي عام 2014، تم الاحتفال بمرور 50 عاما على بدء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، مشيرا الى أن زيارته الى الكويت تأتي في اطار المشاورات المستمرة بين البلدين، لمناقشة القضايا المشتركة على الساحتين الاقليمية والدولية.

وأشار الى التعاون التجاري الوثيق والمميز بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما أكثر من 7 مليارات دولار العام الماضي، مشيدا في الوقت نفسه بالخطة التنموية الطموحة للكويت (الكويت 2035)، لافتا في الوقت نفسه الى تطلع الشركات الهولندية للمشاركة في المشروعات الكبرى التي تطرحها هذه الخطة الطموحة.

وأضاف أن اتفاقية الخدمات الجوية التي وقعت مع الكويت، ستسهم بشكل كبير في زيادة حركتي التجارة والسياحة بين البلدين، بالاضافة الى اتاحة الفرصة لشركات الطيران في البلدين لزيادة حركة النقل بينهما. وردا على سؤال حول ما اصطلح بتسميته بـ«صفقة القرن»، قال بلوك «انتظرنا طويلا لنعلم تفاصيل هذه الصفقة، أو معلومات كافية عنها، لكن بصفة عامل نأمل في أن تسهم هذه الصفقة لحل مشكلة الشرق الأوسط، والتوصل الى تسوية دائمة لها، وللأسف ليس هناك أي مقترحات على الطاولة لتحريك عملية السلام».

وردا على سؤال حول مدى تأثر كيان الاتحاد الأوروبي بانتقال الاحتجاجات التي قامت بها حركة «السترات الصفراء» الى مختلف دول الاتحاد، أوضح وزير الخارجية الهولندي «ان علينا أن نأخذ هذه الاحتجاجات بجدية، خاصة أنها مازالت مستمرة في فرنسا، وامتدت الى بلجيكا، وهولندا، وهناك آمال في أن تنتهي مثل تلك المظاهرات، وان كانت المطالبات ليست واضحة».

وأضاف أن هناك هناك قلقا واضحا بسبب غلاء المعيشة وتدني الرواتب، ويجب أن يكون هناك اهتمام من جانب الحكومة، لرفع الرواتب والعمل على توفير العيش الكريم للمواطنين، مشيرا الى أن الطريقة المفيدة والسليمة لعرض الآراء من خلال البرلمانات والانتخابات، أما المظاهرات فيجب أن تؤخذ بشكل جدي، مطالبا حكومات فرنسا وبلجيكا وهولندا بالعمل بمحمل الجد على التوصل الى حلول مستدامة، لافتا في الوقت نفسه الى وجود اصلاحات اقتصادية كبرى في هولندا من أجل رفع مستوى معيشة المواطنين، ويجب على الحكومة الهولندية عدم التوقف عن تطويرها.

زر الذهاب إلى الأعلى