ترامب يثير الذعر في الأسواق عشية عيد الميلاد… أسوأ ليلة «كريسماس» في تاريخ «وول ستريت»… و«داو جونز» يهبط أكثر من 650 نقطة
النشرة الدولية –
امتدت التقلبات الحادة للأسهم الأميركية إلى الجلسات الأخيرة من 2018، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسة بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين على خلفية تصريحات للرئيس دونالد ترامب ووزير الخزانة في إدارته ستيفن منوشين، وفق «بلومبرغ» و«فايننشال تايمز».
انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية في جلسة الاثنين المختصرة، متأثرة بالضغوط على قطاعي التكنولوجيا والطاقة تزامناً مع تراجع أسعار النفط وتصريحات سلبية من ترامب ضد «الفدرالي»، إضافة إلى استمرار تعطل وكالات حكومية، وذلك قُبيل عطلة «الكريسماس».
وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 2.9 في المئة أو 653 نقطة إلى 21792 نقطة، وهي أكبر خسائر قياسية يسجلها المؤشر عشية «الكريسماس»، كما انخفض «ناسداك» بنسبة 2.2 في المئة أو 140 نقطة إلى 6193 نقطة، في حين تراجع «S&P 500» بنسبة 2.7 في المئة أو 65 نقطة إلى 2351 نقطة.
من جانبه، صرح الرئيس الأميركي ترامب بأن «الفدرالي» يشكل أكبر مشكلة للاقتصاد، وتحدثت تقارير عن أنه يناقش عزل رئيس البنك المركزي جيروم باول.
وأغلقت أسواق الأسهم والسندات أمس في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهونغ كونغ وسويسرا والبرازيل للاحتفال بعطلة «الكريسماس».
امتدت التقلبات الحادة للأسهم الأميركية إلى الجلسات الأخيرة من 2018، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسة بشكل حاد خلال تعاملات الاثنين، على خلفية تصريحات للرئيس ترامب ووزير الخزانة في إدارته منوشين، وفق «بلومبرغ» و»فايننشال تايمز».
ورغم أن الجلسة المختصرة التي عُقدت أمس كانت من بين ليالي «الكريسماس» الأكثر نشاطا في وول ستريت، حيث جرى تداول نحو 1.7 مليار سهم، فإنها كانت الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى أداء الأسهم، بعد تراجع مؤشر «إس آند بي 500» إلى أدنى مستوياته في 20 شهرا.
انخفض الأحد عشر قطاعا في مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 2 في المئة على الأقل خلال جلسة الإثنين، وتراجعت أسهم الطاقة بنحو 4 في المئة تزامنًا مع هبوط أسعار النفط بأكثر من 6 في المئة، وواصلت أسهم الشركات الصغيرة انخفاضها للجلسة الثامنة على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ 2015.
جاءت هذه الخسائر كردّ فعل من قبل المتداولين على تصريحات وزير الخزانة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، والتي دعا فيها كبار التنفيذيين في 6 بنوك أميركية رئيسة لمناقشة قضايا السيولة.
من أهم ما أثار مخاوف المتداولين أيضا، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن ترامب استفسر من مستشاريه عن إمكان إقالة رئيس «الاحتياطي الفدرالي»، بجانب المخاوف بشأن النمو العالمي، والحرب التجارية مع الصين، والخلاف بين البيت الأبيض والبنك المركزي الأميركي بشأن رفع الفائدة.
من جانبه، قال مدير قسم الاستثمار لدى «كابيتال إنوفشنز»، مايكل أندرهيل: ما زال المستثمرون يعانون الخوف وعدم اليقين والشكوك حتى في نهاية العام، إنها أكثر من مجرد فرصة للشراء، إنها سلسلة من ردود الفعل السلبية.
أطلق «منوشين» عدة تصريحات بهدف طمأنة المستثمرين على مدار الأسابيع الماضية، بيد أن هذه الجهود تم تقويضها بفعل الانتقاد المتواصل من ترامب على البنك المركزي الأميركي، حيث قال في تغريدة له الاثنين إن المشكلة الوحيدة التي يواجهها اقتصاد الولايات المتحدة هي الاحتياطي الفدرالي.
وأضاف ترامب في تغريدته عن «الفدرالي»: إنهم لا يشعرون بالسوق، ولا يفهمون حروب التجارة الضرورية، أو الدولار القوي، أو حتى الإغلاق الحكومي، إن «الفدرالي» يشبه لاعب غولف قوي لا يمكنه التسجيل، لأنه غير قادر على تسديد ضربة جيدة.
يعلّق كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم والمشتقات لدى مصرف «بي إن بي باريبا»، جريج بوتل: عندما يكون السوق قلقًا بالفعل بشأن الأساسيات، فإن عدم الاستقرار السياسي المتزايد يصعب الأمور على المستثمرين.
تصريح بوتل يؤكد مخاوف الأسواق التي تعاظمت بفعل الخلاف بين الرئيس ترامب والديمقراطيين في الكونغرس، بعد طلب الأول بتمويل قدره 5 مليارات دولار لبناء جدار حدودي مع المكسيك، وهو الخلاف الذي أفضى إلى إغلاق حكومي قد يمتد إلى أوائل يناير المقبل.
على صعيد آخر، قال الوزير منوشين الأحد الماضي، إن رؤساء أكبر البنوك في البلاد أكدوا له توافر السيولة الكافية لإقراض المستهلكين والشركات وجميع عمليات السوق، وهو تصريح استغربه الكثيرون، نظرا لعدم اهتمام الأسواق والصحف بهذه المسألة من قبل.
عقد منوشين لقاء مع مجموعة العمل الرئاسية المعنية بالأسواق المالية، والتي تضم بجانبه، مسؤولين في «الفدرالي»، وممثلين عن لجنة الأوراق المالية والبورصات، ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع، لكن تقارير أشارت إلى أن الاجتماع ناقش مهام الهيئات المختلفة خلال الإغلاق الحكومي، الذي قد يؤثر على أعمال وزارة الخزانة.
وألقى الديمقراطيون باللائمة على ترامب في اضطراب الأسواق، وقالت نانسي بيلوسي المتحدثة باسم مجلس النواب الأميركي: إنها عشية عيد الميلاد، والرئيس ترامب يدفع البلاد إلى الفوضى، سوق الأسهم يتراجع، والرئيس يشن حربًا شخصية على «الفدرالي»، بعدما أقال وزير الدفاع.