لماذا ارتفعت مبيعات الذهب بدول الخليج العربي 30% بعام 2018؟

النشرة الدولية –

ارتفعت مبيعات الذهب في دول الخليج بنسب تتراوح بين 10% إلى 30% خلال عام 2018، وسط إقبال العائلات على اقتنائه بالأسعار المغرية والجذابة التي وصل إليها بسبب تزايد المتغيرات السياسية بالمنطقة والعالم، وصعود مشتريات السياح والمسافرين للسبائك لاسيما بعد إعفائها من ضريبة القيمة المضافة بعاصمة المعدن الأصفر بالمنطقة وهي دبي، وفقاً لتقديرات تجار وخبراء.

وبحسب موقع “مباشر”، فقد سجلت أسعار الذهب بالإمارات تراجعات منذ نهاية العام 2017 وحتى يوم 25 من ديسمبر الجاري بلغت نسبتها 3%، وشهد سعر جرام الذهب من عيار 24 تراجعاً بنحو 4.13 درهم بالغاً 149.69 درهم (40.74 دولار أمريكي)، ووصل  سعر جرام الذهب من عيار 18 لـ112.27 درهم (30.57 دولار أمريكي)، وتراجع سعر الأونصة إلى 4655.9 درهم (1267.41 دولار أمريكي).

وفي السعودية، سجلت أسعار الذهب انخفاضات خلال العام تتراواح نسبتها من 1% إلى 3%، وشهد سعر جرام الذهب من عيار 24 انخفاضاً ليصل إلى 152.98 ريال (40.75 دولار)، ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 114.74 ريال (30.56 دولار)، فيما تراجع سعر الأونصة لـ 4758.3 ريال (1267.49 دولار).

وفي الكويت، سجلت أسعار الذهب انخفاضات خلال تلك الفترة بلغت نسبتها 2.7% مقارنة بأسعارها نهاية العام  السابق له،  ووصل سعر جرام الذهب من عيار 21 تراجعاً بما يعادل 0.29 درهم بالغاً 10.79 دينار (35.40 دولار)، ووصل سعر الجرام من عيار18 انخفاضاً إلى 106.2 درهم (348.47 دولار)، كما تراجع سعر الأونصة لـ1233.4 دينار (4047.22 دولار).

وانخفضت أسعار الذهب في قطر، خلال تلك الفترة بنسبة 2.6% مقارنة بأسعارها نهاية السابق له، وشهد سعر جرام الذهب من عيار 24 انخفاضاً ليصل إلى 155.88 ريال (42.40 دولار)، ووصل سعر الأونصة 4848.5 ريال (1318.85 دولار).

وقال خبراء ومسؤولون بمحال لتجارة الذهب والمجوهرات إن المعدن الأصفر بأسواق دول الخليج استعاد بعض البريق والانتعاش الذي افتقده وتراوحت نسب نمو مبيعاته ما بين 15% إلى 30% وذلك بدعم عشرة عوامل رئيسية وسط فرض ضريبة المضافة بالسعودية وإلغائها بالإمارات.

وقال أحمد صيفي، مدير محل جولدن شوب للذهب، إن قرار الوزراء الإماراتي بإعفاء الذهب من تلك الضريبة المضافة “قرار تاريخي” أحدث نقلة نوعية بذلك السوق بعد أن أصيب بركود تام في مستهل العام الجاري.

وقال إن تفعيل الإمارات لآلية استرداد السائحين لضريبة القيمة المضافة خلال الأيام الماضية زاد بالفعل من مبيعات المعدن الأصفر بجميع أصنافه.

وشهد سوق المعدن الأصفر تحولاً كبيراً للنشاط لا سيما بالإمارات وبالتحديد دبي بعاصمة الذهب بالمنطقة ككل وتحديداً بالنصف الثاني من العام الجاري.

وقال يعقوب الفيلكاوي المدير العام لمحال مجموعة الأميرة الذهبية للمجوهرات، إن أول التأثيرات على تجارة الذهب والمجوهرات بدول الخليج هي فرض ضريبة القيمة المضافه وهو مازاد الأجور والتكاليف لا سيما السعودية.

وتابع: على الرغم من ذلك فالمملكة ورغم فرض تلك الضريبة فإن المستهلكين اعتادوا عليها بعد شهرين أو ثلاثة من فرضها، لافتاً إلى أن مبيعات المعدن الأصفر تزيد بموسم الحج الذي شهد مشتريات جيدة على المشغولات الذهبية، وبعض المجوهرات.

وأشار إلى أن بعض الدول مثل الكويت والسعودية تحتاج إلى فتح السياحة الخارجية لدخول زائرين جدد بشكل متزايد كما هو حاصل في إمارة دبي على سبيل المثال.

ولفت إلى إن استهداف المملكة لزيادة السائحين طبقا للخطط الطموحة لـ”رؤية 2030″ستجعلها من أقوى أسواق الذهب بالمنطقة ودولة ذات مركز مالي وثقل كبير بالعالم.

وأكد أن الوضع السياسي عالمياً وبالمنطقة يستدعي بالتوجه الزائد لادخار الذهب الذي يعد سلاحاً قوياً لحماية مدخرات الأسرة في حال حدوث كوارث اقتصادية.

ومن جانبه، أوضح إبراهيم الفيلكاوي مدير المحافظ لدى شركة سيتي جولد للاتجار بالمجوهرات والمعادن الثمينة، أن أسواق الذهب محليا إزدادت بريقا وشهدت مشتريات جيدة خلال العام وسط الهبوط الحاد التي شهدته أسواق الأسهم العالمية نتيجة التخوفات الجيوسياسية ونذر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتحذيرات من ركود بالاقتصاد العالمي.

وأشار إلى أن الأسواق على موعد مع انتعاش كبير أيضا وشراء مع اقتراب نهاية السنة الميلادية الجديدة والتي تعد من المناسبات التي تدعم عمليات الشراء في المعدن الأصفر.

وقال عبد السلام كي بي المدير لمجموعة ملبار للمجوهرات إن الأعياد لا سيما “ديوالي”، وهو العيد الأشهر للطائقة الهندية التي تمثل نسبة كبيرة من السكان بدول الخليج”، إضافة إلى “عيد الأم” كانت الأكثر تأثيراً على زيادة مبيعات سوق الذهب خلال العام ولا سيما مع وصول الأسعار إلى مستويات مغرية.

وأشار إلى من المواسم التي كانت أكثر تأثير في مبيعات الذهب محلياً موسم الأعراس الذي تزامن مع موسم الصيف، وهي الفترة أيضاً التي تكثر فيها المبيعات والرواج من كل عام، مؤكداً أن العام شهد إقبالاً على شراء العملات الذهبية والسبائك ذات الأوزان الصغيرة الحجم.

يذكر أن سعر الذهب يختلف السعر بين دولة خليجية وأخرى لاختلاف التوقيت عند ربط السعر المحلي بالعالمي، وكذلك اختلاف تكلفة الصناعة من شركة إلى أخرى.

وترتبط أسعار المعدن الأصفر محلياً بعدة متغيرات عديدة أبرزها أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتقلبات في أسعار الصرف، والمخاطر من الحرب التجارية المشتعلة حالياً وهو دفعت الذهب للهبوط 3% خلال العام الحالي.

ووسط تلك التقلبات التي تعيشها أسواق الأسهم العالمية والخلجية ارتفعت أمس الاثنين أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر فبراير بنسبة 1.15 % أو ما يوازي 14 دولارات تقريباً لتصل لـ  1271.80 دولار للأوقية “وهو أعلى مستوى له منذ أواخر يونيو الماضي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى