فورد: لبنان بمرمى الطائرات الإسرائيلية.. والعصا السحرية بيد الروس!

أكّد السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد “سلامة” قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، داعياً إيّاه إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات لجني أكبر فائدة ممكنة من ذلك.

وفي مقال نشره موقع “The Day”، رفض فورد تصنيف الانسحاب الأميركي بانتصار لروسيا وإيران وسوريا، موضحاً أنّ الجيش السوري يسيطر حالياً على نحو ثلثي الأراضي السورية، بما فيها المدن الكبرى، في وقت تسيطر فيه القوات الأميركية وحلفاؤها “قوات سوريا الديمقراطية” على أراضٍ أغلبها صحراوي أو عبارة عن سهول معرضة لخطر التصحر.

وفيما لفت فورد إلى أنّ حقول النفط المنتشرة في هذه الأراضي تتنج نفطاً متدني القيمة، وإلى أنّ نسبة الانتاج تنخفض منذ فترة طويلة، وإلى أنّ عائدات النفط شكّلت نسبة 5% فحسب من إجمالي الناتج المحلي قبل العام 2011، أكّد أنّ احتفاظ واشنطن بشمال شرقي سوريا لم يكن ليمكنها من امتلاك أوراق ضغط لاستخراج تنازلات كبرى من دمشق أو طهران أو موسكو.

في السياق نفسه، شدّد فورد على أنّ الاستقرار يمثّل الهدف الأميركي طويل الأمد في شمال شرقي سوريا وليس قيام منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي، متحدثاً عن إمكانية قبول تركيا بشروط عودة القوات السورية إلى المنطقة، كما تريد روسيا وإيران، في ظل خشيتها من وجود منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي على طول حدودها. فورد الذي قال إنّ الأكراد يفضلون انتشار القوات السورية في مناطقهم لردع أنقرة، توقع أن تنجح روسيا في إبرام اتفاق يقضي بانتشار الجيش السوري بشكل منظم وربما تدريجي في المنطقة.

إسرائيلياً، استبعد فورد أن يغيّر الانسحاب الأميركي قواعد اللعبة، محذراً من الطائرات الإسرائيلية “أكثر من قادرة” على عرقلة شق ممر بري يصل طهران بحلفائها في لبنان.

في ما يتعلق بخطر عودة “داعش”، ألمح فورد إلى إمكانية حصول ذلك، على الرغم من أنّ نشاط التنظيم ضئيل في غرب سوريا الخاضعة لسيطرة الحكومية السورية وحلفائها، على حد قوله.

وعليه، اعتبر فورد أنّ الإدارة الأميركية بحاجة إلى إيصال 3 رسائل إلى موسكو، قائلاً:

– ينبغي على واشنطن عرض التعاون مع روسيا لإبرام اتفاق بين “سوريا الديمقراطية” ودمشق يتيح للجيش السوري العودة إلى شرق سوريا بما يراعي المخاوف الأمنية التركية ويغلق الأبواب الجديدة التي قد تفتح في وجه “داعش”.

– يمكن أن تعرض واشنطن مشاركة روسيا معلومات استخباراتية حول “داعش” في شرق سوريا وتفعيل خط ساخن في حال قررت ضرب أهداف للتنظيم في سوريا.

– ينبغي إعلام الكرملين بأنّ الولايات المتحدة ستدعم الخطوات الإسرائيلية لمواجهة التحركات الإيرانية في سوريا التي “تهدد الأمن الإسرائيلي”.

ختاماً، توقع فورد أن يستفيد ترامب من جهة، والأمن القومي الأميركي من جهة ثانية، وذلك من فريق عمل سياسة خارجي أكثر فاعلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى