عندما يظل التسامح والتصالح مجرد شعار فقط..
بقلم حافظ الشجيفي
تحل علينا الذكرى السنوية الثالثة عشرة للتسامح والتصالح هذا العام دون ان يتحقق لنا قدر او منجز يستحق الذكر على هذا الطريق منذ ان اعلناه واقمنا مهرجانه الاول قبل ثلاثة عشرة سنة مرت علينا وحتى الان اكثر مما كنا عليه قبلها لنكتشف بعد مرور كل هذه السنوات التي رفعنا فيها هذا الشعار بأننا مازلنا نراوح في نفس المستنقع الذي انطلقنا منه او الذي كنا نتطلع الى الخروج بوطننا وشعبنا الجنوبي منه بل واننا عوضا عن ذلك انما ازددنا تناحرا وخصومة مع بعضنا البعض وتنافرا ونفورا من بعضنا البعض ايضا كما وجدنا انفسنا احوج ما نكون اكثر من اي وقت مضى الى تقبل هذه المفاهيم الأخلاقية السامية للتسامح والتصالح في هذه المرحلة المُشتعلة التي لا نرى فيها نذر من التسامح الذي يفترض ان يكون بعد كل هذه السنوات قد بلغ مبلغه في تحقيق مصلحة الشعب الجنوبي واهدافه الوطنية، وقد لا يكون هذا غريباً عن مجتمعنا الذي لا زالت تسيطر عليه النَّعرات القبلية والجهوية والمناطقية والتاريخية التي دمرت كل شئ ..ولعلنا إذا أمعنا النظر في تاريخنا الراهن سنجد أن السابقون لنا على هده الارض لم يكونوا أكثر حباً وتسامحاً مما نحن عليه اليوم ولا عجب في كل ذلك فالتاريخ يعيد نفسه عندما تكرر الشعوب نفسها دون اي جهود تبذلها للنهوض بقيمها ومفاهيمها الأخلاقية والانسانية والاجتماعية والوطنية.
حتى لو قرأنا تاريخنا الحديث قراءة خيالية وقبلنا بكل ما فيه من اختلاق للبُطولات سنجد ان الجنوب ممثلا في أبنائه ” لم يحيا تسامحا واقعيا حقيقيا حتى الآن لا مع أختلافات اهله ولا مع تنوعهم السياسي ولا حتى مع وحدة اهدافهم … حيث لا زال يحيا حالة من العدوانية الشديدة والتهور مع كل من يخالفه في الرأي والموقف بعيداً عن كل قيم التسامح و تقبل الآخر التي تُعلي من شأن الشعوب وتعجل من استقلالها وانطلاقها نحو مستقبل مشرق وقد يتجاوز فقدان هذه المفاهيم نقاط الاختلاف ليصل الى صعوبة القدرة على التعايش حتى دون وجود اختلافات في كيان واحد ينال كل أفراده نفس القدر من الاحترام وحرية الاختيار .
لا شك بأنه من الطبيعي أينما وجد الصراع ان يظهر التسامح كحل لا بديل عنه…كلام منطقي لا وجود له لدينا في الجنوب علي اعتبار ان المنطق منهج الضعفاء فقط !! فعلى رغم كل هذه الخلافات السياسية والجهوية والمناطقية والوطنية
التي لا نعرف لها سبب وجيه بيننا فلا أثر لأي خطوة علي طريق التسامح الذي اعلناه بيننا قبل ثلاثة عشر عام وحتى الان ….. و يظل التسامح بكل عمقه رهين بالمصالح والأهواء والامزجة ورهين بكلمة عفو أو مساومة تأصل لمرحلة قادمة ستكون هي الأكثر سوءا و قبحا مما نحن عليه الآن وتساوي بين الجاني والضحية في غياب تام لمفاهيم اخرى كمفهوم العدل والمساواة والشراكة بين الناس هذه المفاهيم التي لم ينعم بها الجنوبيون لا قبل الوحدة ولا اثنائها ولا يبدوا انهم سيفعلون بعدها..
التي لا نعرف لها سبب وجيه بيننا فلا أثر لأي خطوة علي طريق التسامح الذي اعلناه بيننا قبل ثلاثة عشر عام وحتى الان ….. و يظل التسامح بكل عمقه رهين بالمصالح والأهواء والامزجة ورهين بكلمة عفو أو مساومة تأصل لمرحلة قادمة ستكون هي الأكثر سوءا و قبحا مما نحن عليه الآن وتساوي بين الجاني والضحية في غياب تام لمفاهيم اخرى كمفهوم العدل والمساواة والشراكة بين الناس هذه المفاهيم التي لم ينعم بها الجنوبيون لا قبل الوحدة ولا اثنائها ولا يبدوا انهم سيفعلون بعدها..
حافظ الشجيفي / اعلامي وكاتب يمني