ما هي “حالة الطوارئ” التي يهدد ترمب بفرضها

هدد الرئيس دونالد ترامب بالإعلان عن حالة طوارئ في حال رفض الديمقراطيين تمويل الجدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، قائلاً الأربعاء “لدي الحق في الإعلان عن حالة طوارئ إن لم أستطع التوصل إلى اتفاق مع أشخاص غير منطقيين”.

ورفض ترامب التوقيع على ميزانية مررها مجلسا الشيوخ والنواب الشهر الماضي بسبب عدم تمويلها للجدار، الأمر الذي أدى إلى الإغلاق الحكومي.

والآن، بينما يدخل الإغلاق أسبوعه الثالث وتظهر استطلاعات الرأي لوم الأميركيين للرئيس، أصبح ترامب يفكر في طرق أخرى تخرجه من الأزمة مع احتفاظه بماء الوجه: وهي إعلانه عن حالة طوارئ.

ما هي حالة الطوارئ؟

إن قرر الرئيس إعلان حالة طوارئ فباستطاعته الاستيلاء على الممتلكات، نشر القوات العسكرية خارج البلاد، فرض الأحكام العرفية، الاستيلاء على وسائل النقل والاتصالات وتقييد السفر وغيرها من قائمة طويلة بالسلطات المؤقتة. لكن الرؤساء، في إعلانهم لحالات طوارئ في السابق، لم يمارسوا جميع هذه الصلاحيات. فمثلاً، ما يغري ترمب هو قدرته، في هذه الحالة، على نقل أموال خصصها الكونغرس لأغراض معينة واستخدامها بدلاً من ذلك في بناء الحائط، الذي يقول إنه سيكلف 5.6 مليار دولار.

من الناحية القانونية، يحق للرئيس الإعلان عن حالة الطوارئ هذه تحت قانون مرره الكونغرس عام 1976، الأمر الذي يتطلب مراجعة من مجلسي الشيوخ والنواب كل ستة أشهر، حيث بإمكان المجلسين تمرير قرار مشترك ينهيها. القانون هذا جاء بعد عهد الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وبعض فضيحة ووترغيت التي كشفت عن تنصت البيت الأبيض على مقر الحزب الديمقراطي. وتم إقراره كنوع من الرقابة على سلطات الرئيس.

هل تم إعلان حالات طوارئ من قبل؟

هناك حالياً أكثر من 28 حالة طوارئ في الولايات المتحدة كما يقول دان ماهيفي، نائب مدير مركز دراسات الكونغرس والرئاسة “إحداها تعود إلى عهد الرئيس جيمي كارتر وتم الإعلان عنها منذ أزمة الرهائن”.

أمثلة على حالات طوارئ أخرى تشمل منع تعاقد شركة بترول أميركية مع إيران عام 1995. وأخرى فرضت عقوبات على التعامل مع الحكومة السودانية. هناك حالات طوارئ فرضت بسبب أزمات في زمبابواي وكولومبيا وسوريا والعراق والكونغو وكوريا الشمالية وليبيا وحتى، داخلياً، بسبب انتشار وباء الإنفلونزا. ولا تزال الولايات المتحدة في حالة طوارئ ناتجة عن هجمات 11 سبتمبر. آخر حالة طوارئ تم الإعلان عنها كانت قبل شهر وتتعلق بتجميد أموال بعض الأشخاص الذين يفاقمون الأزمة في نيكاراغوا.

لكن الفرق الكبير بين هذه وبين ما يقترح ترمب القيام به كما يقول ماهيفي، هو في المضمون، “في العادة حالات الطوارئ هذه تفرض حول قضايا خارجية، غير مثيرة للجدل إطلاقا بين الحزبين، وآنيّة جداً، ولا يتم الإعلان عنها لأنها مثيرة للجدل ولأن الرئيس وضع في زاوية محرجة من الناحية السياسية”.

ما الردود المتوقعة إن تم الاعلان عنها؟

هناك ردود سياسة وأخرى قانونية قد تحصل في حال إعلان الرئيس عن حالة طوارئ من أجل بناء الجدار. فمن ناحية قانونية يستطيع أشخاص متضررون من قراره – مثل أميركيين يملكون أراضي يريد الرئيس استخدامها لبناء جداره، أو حتى أعضاء كونغرس – مقاضاة الرئيس.

ومن غير الواضح ماذا ستفعل المحاكم كما يقول ماهيفي “فالقضية كلها بلا أسبقية”.من ناحية سياسية، قد تثير مثل هذه الخطوة استياء أكثر من الديمقراطيين وقد تدفع بعض الجمهوريين المعتدلين إلى التصويت لصالح عزل الرئيس. يقول ماهيفي “الجمهوريون لا يحبون هذا المقترح، فماذا لو جاء رئيس ديمقراطي مستقبلاً وقال إنه سيعلن حالة طوارئ متعلقة بالأزمة المناخية؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button